متطوعون تشيكيون يصنعون أجهزة تنفس «خلال أيام» (صور)

توماس كابلر يستعرض أجهزة التنفس الصناعية (أ.ب)
توماس كابلر يستعرض أجهزة التنفس الصناعية (أ.ب)
TT

متطوعون تشيكيون يصنعون أجهزة تنفس «خلال أيام» (صور)

توماس كابلر يستعرض أجهزة التنفس الصناعية (أ.ب)
توماس كابلر يستعرض أجهزة التنفس الصناعية (أ.ب)

استطاع متطوعون في التشيك تصنيع أجهزة تنفس صناعية خلال أيام لمواجهة النقص الحاد في تلك الأجهزة بسبب أزمة فيروس «كورونا» المستجد.
وقال توماس كابلر، أحد المشاركين في تلك التجربة لقناة «إيه بي سي» الأميركية، إنه ليس مهندساً أو فنيا طبيا، فهو مستشار تجاري يعمل عبر الإنترنت، لكنه عندما رأى أن نقص تلك الأجهزة عرَض المرضى في إيطاليا للخطر قرر التحرك. وأوضح: «كان شعوراً مزعجاً ومرعباً لي أن نقص الأجهزة دفع الأطباء لأن يقرروا ما إذا كان الشخص لديه فرصة للعيش»، وتابع أن هذا دفعه للتساؤل عن إمكانية تصنيع أجهزة تنفس. وذكر أنه عمل مع فريق من 30 متطوعاً جمعتهم شركات تكنولوجيا المعلومات وخبراء عرضوا مساعدة الدولة على مكافحة الفيروس، وبالفعل عملوا على مدار الساعة لتصنيع جهاز تنفس صناعي ونجحوا خلال أيام في إنتاجه.

وأوضحت القناة الأميركية أن الفيروس انتشر في التشيك بوقت متأخر قليلاً عن أوروبا الغربية، لكن عدد المصابين ارتفع، وقال كابلر: «في مطلع أبريل (نيسان) كان وضعنا مشابهاً لإيطاليا».
وأصبحت أجهزة التنفس سلعة ثمينة، وارتفعت أسعارها بشكل كبير ولم يتمكن المنتجون من تلبية الطلبات المتزايدة، كما كانت مكونات تلك الأجهزة قليلة للغاية لذلك قال كابلر إنه بدأ في تصنيع الجهاز من أجزاء مستخدمة في أجهزة شائعة الاستخدام، وفي خلال ساعات تم جمع التمويل اللازم.

وتعاون كابلر مع أستاذ الهندسة الطبية الحيوية كارل روبيك، الذي جمع زملاءه عبر تطبيق سكايب للمناقشة فيما اختبر طالب لديه بالدراسات العليا تصميماً جديداً لجهاز تنفس صناعي، وأصبح لديهم نموذج أولي في خمسة أيام، وهو أمر يستغرق عادة عاماً، وقال روبيك إن التصميم البسيط يجعل الجهاز غير مكلف وسهل التشغيل ويمكن إنتاج كميات ضخمة منه.

وبحسب القناة، عرض مجموعة من الطيارين المتطوعين المساعدة بطائراتهم وكذلك عرضت شركة MICO أن تقوم بتصنيع الأجهزة، وبالفعل ساعد الطيارون في تشغيل خط الإنتاج في غضون أسابيع قليلة.
وبعد حصول الأجهزة على شهادة الاستخدام في حالات الطوارئ في الاتحاد الأوروبي، كانت جاهزة للاستخدام في أبريل (نيسان) لكن لم تكن هناك حاجة لها في التشيك التي تمكنت من احتواء تفشي الفيروس.

وقدمت MICO طلباً للموافقة على الاستخدام في حالات الطوارئ في الولايات المتحدة والبرازيل وروسيا ودول أخرى وكذلك طلب للحصول على شهادة من الاتحاد الأوروبي للاستخدام في المستشفيات.
وقال كابلر: «كنا نعتقد أن الأجهزة ستستخدم في التشيك ولكن تبين فيما بعد أنها ضرورية في جميع أنحاء العالم»، وذكر عن تلك التجربة: «صحيح أنني اضطررت لترك وظيفتي وأنا من دون أجر لعدة شهور لكن بخلاف ذلك، كانت إيجابية بالنسبة لي، لقد قابلت العديد من الأشخاص الرائعين المستعدين للمساعدة».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».