هيلاري كلينتون: رئاسة أميركا مهمة شاقة لكنني أفكر فيها

السيدة الأولى السابقة ستتخذ قرارها بشأن خوض سباق 2016 بعد الأول من يناير

كلينتون تحيي الحضور خلال مؤتمر ماساتشوستس للمرأة في بوسطن أول من أمس (أ.ب)
كلينتون تحيي الحضور خلال مؤتمر ماساتشوستس للمرأة في بوسطن أول من أمس (أ.ب)
TT

هيلاري كلينتون: رئاسة أميركا مهمة شاقة لكنني أفكر فيها

كلينتون تحيي الحضور خلال مؤتمر ماساتشوستس للمرأة في بوسطن أول من أمس (أ.ب)
كلينتون تحيي الحضور خلال مؤتمر ماساتشوستس للمرأة في بوسطن أول من أمس (أ.ب)

قالت هيلاري كلينتون المرشحة بقوة لخوض سباق الرئاسة الأميركية عام 2016، إن مهمة الرئيس مجهدة وشاقة وتحتاج إلى إصدار قرارات سريعة حتى عندما «تكون في حاجة للتفكير في الأمر بأناة وترو». وأضافت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة خلال تجمع في بوسطن بولاية ماساتشوستس أول من أمس: «ما يثير قلقي هو أن الضغط الذي يتعرض له أي شخص في منصب قيادي، يتضاعف عدة مرات عندما يكون رئيسا. القادم لا ينتهي».
وقالت كلينتون إنها تفكر في الترشح للانتخابات الرئاسية، للمرة الثانية، ومن المرجح أن تتخذ قرارا بهذا الشأن بعد الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل. ويقول أصدقاء إنها تدرس بشكل جدي ما إذا كانت تريد فعلا الإقدام على مهمة الترشح الشاقة، وتولي منصب الرئاسة الذي يعد أكثر صعوبة. وأضافت كلينتون خلال جلسة تبادل أسئلة وإجابات في مؤتمر ماساتشوستس للمرأة: «تربطك التكنولوجيا بجميع أنحاء العالم على الفور، لذلك فإن المرء يواجه باستمرار طلبات للحصول على آراء، واتخاذ قرارات، ربما يحتاج المرء لمزيد من الوقت للتفكير فيها. ربما تحتاج إلى التفكير في الأمر بترو. ربما تحتاج لأن يشترك بعض الأشخاص في التحدث عن ذلك، ولكن وتيرة المطالب مكثفة بحيث تشعر وكأنه يتعين عليك الرد».
ورفضت متحدثة باسم «مؤتمر التواصل التجاري» الكشف عما إذا كانت كلينتون حصلت على مقابل مادي للمشاركة في المؤتمر. وكانت كلينتون تتحدث باعتبارها مراقبا من كثب للرؤساء وأيضا كوزيرة سابقة في الإدارة الأميركية. ولكن يبدو كذلك أنها كانت تكشف عن هواجسها الخاصة. وأضاف كلينتون إن «منصب (الرئاسة) قاس من نواح كثيرة، ويتطلب منك أن يكون معك أشخاص حولك يمازحونك ويمرحون معك. لا أفتقد وجود مثل هؤلاء الأشخاص في حياتي».
وجاءت هذه التصريحات التأملية عندما قال أحد المشرفين إنه يريد أن يطرح عليها سؤالا أخيرا ومهما، ويدور في أذهان الجميع وهو: باعتبارك سيدة أولى سابقة، ما هي الصفات التي تعتقد كلينتون أنها تكون في الرجل الأنيق الأول؟». ضحكت كلينتون وتمادت في المزحة، ثم تحولت إلى الجد. وأشارت إلى أنها قضت ساعة تتحدث مع الرئيس باراك أوباما في المكتب البيضاوي يوم الأربعاء الماضي وأنها تعرفت على العديد من الرؤساء. وتابعت: «إنها وظيفة شاقة. لا يهم إذا كنت جمهوريا أو ديمقراطيا، أو من أين قدمت أو ما هي تطلعاتك السياسية. إنها وظيفة صعبة».
وقالت كلينتون عن تجربتها كسيدة أولى خلال الولايتين الرئاسيتين للرئيس الأسبق بيل كلينتون، إنه كان من المهم التمسك بالأصدقاء القدامى الذين «يواصلون معاملتك كإنسان. يمكنك أن تفقد الاتصال بما هو حقيقي وما هو أصيل. لذلك سواء كنت رجلا أو امرأة، فإن الدعم يعد في غاية الأهمية».
وقالت كلينتون إنه بالنسبة للنساء، أو لأي شخص في الحياة العامة، من المهم أن يتجاهل الانتقادات الشخصية ويعي قيمة النقد. وأضافت: «بالنسبة لي، كان أحد الدروس العظيمة التي تعلمتها هو أن أتقبل النقد بشكل جدي، حيثما كان ذلك مناسبا، ولكن ليس على نحو شخصي. فربما يخبرك المنتقدون، في بعض الأحيان، أمورا لن يكشفها لك أصدقاؤك».
وفي محطات أخرى خلال ملاحظاتها الطويلة، قالت كلينتون إن حوادث قتل أشخاص سود على أيدي رجال الشرطة في فيرغسون بولاية ميسوري ثم في جزيرة ستاتين بنيويورك تدل على أن نظام العدالة الجنائية الأميركي «غير متزن».
كما أعلنت كلينتون عن تأييدها للسياسة الوطنية للإجازات المرضية المدفوعة، وقالت إن الإجازة مدفوعة الأجر هي السياسة الوطنية الوحيدة التي ستعود بأكبر فائدة للمرأة العاملة. وأشارت إلى أن اقتصادات دول متقدمة أخرى اكتشفت طرقا لاستيعاب المرأة العاملة أفضل من الولايات المتحدة، ومن دون خسارة القوة الاقتصادية.
وتذكرت كيف كانت في الغالب هي المرأة الوحيدة في الغرفة حاضرة اجتماعات دولية عندما كانت وزيرة للخارجية، وكيف كان الرجال يتبادلون «نظرات الدهشة» عندما كانت تدلي بملاحظاتها.

* خدمة «واشنطن بوست»



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.