سيناريو الانتخابات المبكرة يعود للواجهة في تركيا

شعبية حزب إردوغان تهبط إلى 30 % وداود أوغلو يؤكد تحوله إلى حزب عائلي

احتجاجات المحامين على تدخل الحكومة في شؤون نقابتهم لا تزال مستمرة (أ.ف.ب)
احتجاجات المحامين على تدخل الحكومة في شؤون نقابتهم لا تزال مستمرة (أ.ف.ب)
TT

سيناريو الانتخابات المبكرة يعود للواجهة في تركيا

احتجاجات المحامين على تدخل الحكومة في شؤون نقابتهم لا تزال مستمرة (أ.ف.ب)
احتجاجات المحامين على تدخل الحكومة في شؤون نقابتهم لا تزال مستمرة (أ.ف.ب)

تصاعد مجدداً الحديث عن الانتخابات المبكرة في تركيا، في ظل حالة التوتر السياسي التي تعيشها البلاد، والأزمة الاقتصادية التي تضغط بشدة على المواطنين، في الوقت الذي تؤكد فيه استطلاعات الرأي تراجع شعبية الرئيس رجب طيب إردوغان، وحزبه (العدالة والتنمية) الحاكم.
وتوقعت رئيس حزب «الجيد»، ميرال أكشنار، أن تتوجه البلاد إلى انتخابات مبكرة، إما في أكتوبر (تشرين الأول) أو نوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين، مؤكدة أن إردوغان يفكر في هذا الخيار بالتأكيد.
وقالت أكشنار، في مقابلة تلفزيونية: «أنا متأكدة تماماً من أن إردوغان لا يعرف أي شيء عما يدور في الشارع التركي، وأنه أرغم على التحالف مع حزب الحركة القومية، ورئيسه دولت بهشلي، من أجل الحصول على أعلى صلاحيات دون أن يتحمل أي مسؤولية»، مضيفة: «الشعب التركي تخلى عن النظام الذي سنه التحالف الحاكم بين حزبي (العدالة والتنمية) و(الحركة القومية)»، في إشارة إلى النظام الرئاسي.
وأكدت أكشنار أن «المواطنين يريدون العدل، ويريدون حلاً للبطالة. ولا بد من تشكيل تحالفات سياسية قوية استعداداً للانتخابات»، في دعوة ضمنية لحزبي «الديمقراطية والتقدم» برئاسة نائب رئيس الوزراء الأسبق على باباجان، و«المستقبل» برئاسة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، للانضمام إلى «تحالف الأمة» الذي يضم حزبها وحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة.
وفي السياق ذاته، أظهر استطلاع جديد للرأي، أجرته مؤسسة «متروبول» للأبحاث في الفترة بين 10 و26 يونيو (حزيران) الماضي، ونشرت نتائجه أمس (الأحد)، أن حزب الشعب الجمهوري تمكن من تضييق الفجوة مع حزب العدالة والتنمية الحاكم في أصوات الناخبين إلى 6 في المائة. وأظهر الاستطلاع حصول حزب العدالة والتنمية الحاكم على نسبة 30 في المائة، وحزب الشعب الجمهوري على 24 في المائة، في أي انتخابات برلمانية مقبلة.
وبالمقارنة باستطلاع سابق للشركة ذاتها في مارس (آذار) الماضي، انخفض تأييد حزب إردوغان بنسبة 3.9 في المائة، وارتفع تأييد الشعب الجمهوري بنسبة 3.3 في المائة. وفي الاستطلاع الجديد، شكل الناخبون المترددون الذين لم يحسموا قرارهم بالتصويت لأي حزب 9.2 في المائة، وهو أعلى من الدعم المقدم لجميع الأحزاب الأخرى، باستثناء حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري.
ويشهد «تحالف الشعب» الحاكم في تركيا، المكون من حزبي العدالة والتنمية برئاسة إردوغان، وشريكه في الائتلاف حزب الحركة القومية برئاسة بهشلي، تراجعاً ملحوظاً في الشهور الأربعة الأخيرة. وما لم تتوجه البلاد إلى انتخابات مبكرة، وهو ما يؤكده إردوغان وحزبه، حيث لا يرون أي مبرر لإجراء انتخابات مبكرة، ستجري الانتخابات البرلمانية والرئاسية في عام 2023. ولكن كثيراً من المؤشرات برزت حول احتمال إجراء انتخابات مبكرة، منها الاقتصاد المُتعثر في البلاد، وتشكيل أحزاب منافسة جديدة من قبل الشخصيات البارزة السابقة في حزب العدالة والتنمية، فضلاً عن دعوات التحالف الحاكم لإدخال تغييرات على قوانين الانتخابات، تضع قيوداً كبيرة على أحزاب المعارضة، وإمكانية تمثيلها في البرلمان المقبل.
ويستبعد مراقبون إجراء انتخابات مبكرة العام الحالي، في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا، ويرون أنه في حال إجرائها سيكون ذلك خلال العام المقبل أو عام 2022.
ودفع تأسيس حزبي «الديمقراطية والتقدم» و«المستقبل» إلى تصاعد التكهنات حول إجراء انتخابات مبكرة حتى يفوت إردوغان الفرصة على رفيقيه السابقين في دخول البرلمان، حيث لم يستكمل الحزبان تشكيل هياكلهما بعد، فضلاً عن احتمالات أن تغير الحكومة نظام التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة من أجل تحقيق انتصار أسهل لإردوغان، لكن رئيس حزب الديمقراطية والتقدم، على باباجان، أكد أن الشعب التركي لن يقبل مثل هذه الخطوة، وأن ذلك سيدفع «الطريق إلى النهاية»، في إشارة إلى هزيمة إردوغان في صناديق الاقتراع.
ويملك إردوغان حالياً فترة رئاسة تستمر حتى أواخر عام 2023، بالإضافة إلى حق الترشح مرة أخرى في مدة جديدة تبقيه، حال فوزه، على رأس السلطة في البلاد حتى عام 2029.
وفي السياق ذاته، انتقد رئيس حزب «المستقبل»، أحمد داود أوغلو، نظام الحكم الرئاسي الذي انتقلت إليه تركيا عام 2018، وقال إنه «أفسد الفطرة السياسية في تركيا».
وأضاف داود أوغلو، في ندوة عقدت عبر الإنترنت بمركز دجلة للدراسات المجتمعية في مدينة ديار بكر ذات الغالبية الكردية في جنوب شرقي تركيا، أن: «هناك حالة انكسار كبيرة في التيار الرئيسي للسياسة التركية - العثمانية. وحزب العدالة والتنمية نفسه هو جزء من هذا الانكسار... هناك زلزال سياسي تتعرض له تركيا. فهيكل الدولة اهتز بالنظام الرئاسي الذي يفسد الحياة السياسية، ويفسد أركان الدولة أيضاً».
وأشار إلى أنه عندما كان رئيساً للوزراء، في الفترة من 2015 إلى 2016، اعترض على رغبة إردوغان في تحول البلاد إلى النظام الرئاسي، مؤكداً أن النظام الرئاسي سيجعل الديمقراطية في تركيا في خطر شديد.
ولفت إلى أنه عاش خلافات حادة مع إردوغان، أسفرت عن تركه منصب رئاسة الوزراء، ومن ثم اضطر للاستقالة من الحزب الحاكم بعد 4 سنوات تقريباً، بعدما أدرك أن حزب العدالة والتنمية لن يعود عن سياساته الاستبدادية الحالية، قائلاً إن الحزب شهد انحساراً وانكماشاً، بحيث تحول في نهاية المطاف إلى «حزب عائلي»، وتم الاستسلام لمفهوم الإسلام السياسي العشيري الاستبدادي.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.