تونس تتخذ إجراءات صحية «مرنة» بعد فتح الحدود

بائع حلوى «المقروض» المحلية في المدينة القديمة بتونس العاصمة أول من أمس (إ.ب.أ)
بائع حلوى «المقروض» المحلية في المدينة القديمة بتونس العاصمة أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

تونس تتخذ إجراءات صحية «مرنة» بعد فتح الحدود

بائع حلوى «المقروض» المحلية في المدينة القديمة بتونس العاصمة أول من أمس (إ.ب.أ)
بائع حلوى «المقروض» المحلية في المدينة القديمة بتونس العاصمة أول من أمس (إ.ب.أ)

أعلنت السلطات التونسية إعفاء الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة، والقادمين إلى تونس على متن «الخطوط الجوية التونسية»، من القيام بتحليل طبي للكشف عن فيروس «كورونا» (PCR). وسمحت الإجراءات الجديدة «المرنة» التي أعلنت عنها الحكومة، أمس، للأطفال من الفئة العمرية نفسها (12 سنة) القادمين من دول ذات انتشار مرتفع للوباء، بإجراء حجر صحي ذاتي برفقة أحد الوالدين، عوض الحجر الصحي الإجباري الذي تنص عليه الإجراءات السابقة.
وأعفت السلطات أيضاً المسافرين التونسيين العائدين إلى مقر إقامتهم في تونس، من ضرورة الخضوع لتحليل مخبري مسبق في البلدان التي جاؤوا منها، إذا تعذر عليهم ذلك، ولكن بشرط أن يقضوا فترة حجر صحي ذاتي لا تقل عن 10 أيام على نفقتهم الخاصة بأحد مراكز العزل الصحي المعدة لهذا الغرض في تونس. كما يشترط عليهم الالتزام بإجراءات العزل الصحي لضمان سلامة الركاب المسافرين معهم على متن الرحلة.
وأقرت تونس أيضاً نشر قائمة مراكز الحجر الصحي الإجباري على المواقع الإلكترونية الرسمية للسفارات والقنصليات التونسية بالخارج، ضماناً لتسريع إجراءات دخول تونس دون مزيد من التعطيل.
من ناحيته، أكد حبيب غديرة، عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس «كورونا»، أنه لن يتم قبول أي سائح من البلدان المصنفة ضمن الخانة الحمراء المرتفعة الخطورة. وأفاد بأنه لا يمكن منع أي تونسي مقيم بدول هذه المنطقة من العودة إلى تونس، شرط أن يلتزم بالحجر الصحي الإجباري لمدة أسبوع، ويخضع في اليوم السادس إلى تحليل للتأكد من سلامته من الوباء. وكانت «الخطوط الجوية التونسية» (الناقلة الحكومية) قد اتخذت إجراءات عدة تتعلق بكافة رحلاتها، منذ اتخاذ الحكومة قرار فتح الحدود يوم 27 يونيو (حزيران) الماضي، وذلك تجنباً لموجة ثانية من عدوى «كورونا». وتتمثل أبرز تلك الإجراءات في وجوب وضع الكمامة الطبية طوال الرحلة، وعند التسجيل، وعند الصعود إلى الطائرة، وأثناء الرحلة، وعند النزول. وهذا الإجراء ينطبق على جميع الركاب، باستثناء الأطفال دون السنتين.
يذكر أن تونس نجحت بشكل لافت في الخطة الحكومية المتعلقة بالتصدي لوباء «كورونا»، وقررت تبعاً لذلك فتح حدودها على العالم منذ يوم 27 يونيو. كما برمجت عودة الأنشطة السياحية بشكل كامل بداية شهر يوليو (تموز) الحالي. وهي تعوِّل في ذلك على نجاحها في الحد من انتشار الوباء، إذ إنها - بحسب بيانات رسمية - لم تسجِّل سوى 1178 حالة إصابة مؤكدة بالمرض، وهي من أدنى النسب المسجلة على المستوى الدولي. وتمكن 1039 مصاباً من الشفاء، أي بنسبة تعافٍ تقدر بـ88 في المائة، مع تسجيل 50 حالة وفاة.


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».