في زمن «كورونا»... «الزواج العائلي» أكثر أمناً وأوفر مالاً

السعودية تحدد الحضور بـ50 فرداً... والمدة الأقصى 5 ساعات

«كورونا» ساهم في تقليل الإنفاق على الكماليات (رويترز)
«كورونا» ساهم في تقليل الإنفاق على الكماليات (رويترز)
TT

في زمن «كورونا»... «الزواج العائلي» أكثر أمناً وأوفر مالاً

«كورونا» ساهم في تقليل الإنفاق على الكماليات (رويترز)
«كورونا» ساهم في تقليل الإنفاق على الكماليات (رويترز)

تغيّر مفهوم حفلات الزواج في السعودية، بعد الإجراءات الوقائية المتبعة تحرزاً من فيروس «كورونا» المستجد، حيث يلقي مفهوم «الزواج العائلي» رواجاً كبيراً في الآونة الأخيرة، وهو مسمى لحفلات الزفاف المختصرة، التي تقتصر على عدد محدود من أقارب العروسين، ويعزز من هذا الاتجاه البروتوكولات الجديدة التي أعلنتها وزارة الداخلية أول من أمس، لقاعات الأفراح والمناسبات، وتضمنت «ألا يتجاوز عدد الحضور 50 فرداً، وألا يتجاوز الوقت أكثر من خمس ساعات».
ولا تقتصر مكاسب حفلات الزواج العائلي على كونها أكثر أمناً لصد انتشار عدوى «كورونا»، بل تمتد فوائد هذا الاتجاه في أنه يقلّص من المصروفات مقارنة بحفلات الأعراس بشكلها الاعتيادي السابق، ذات التكاليف الباهظة، والولائم الممتدة، والأعباء المالية التي كثيراً ما كان يشكو منها المقبلون على الزواج.
ويصف الدكتور محمد العبد القادر، الأمين العام لجمعية «وئام» للتنمية الأسرية بالدمام، الزواج العائلي المختصر في هذا التوقيت، بأنه «عين العقل وفي صميم مصلحة الشاب والفتاة». ويضيف «تعلمنا من (كورونا) ما هو الأساسي في حياتنا وما هو غير ذلك، وكم سيوفر الشاب من المال والراحة النفسية وخفة الأعباء التنظيمية، بل وحتى رضا الناس القريب منهم والبعيد؛ حين يبتعد عن الدعوة المباشرة لحضور حفل الزفاف الذي يكلفه ويكلفهم أموالاً، وقد يضطر البعض إلى الاقتراض كي يظهر بشكل يليق بمكانته الاجتماعية».
وتتفق معه نجوى فرج، الاختصاصية الاجتماعية في مستشفى قوى الأمن بالرياض، موضحة تغيّر مفهوم الزواج في الآونة الأخيرة، بالقول «بات المجتمع والشباب يعون الظروف التي نمر به جميعاً بسبب فيرس كورونا». وعلى الرغم من أن حفل الزفاف هو بمثابة حلم العمر للفتيات، كما تفيد فرج، إلا أنها تضيف «الملاحظ أن شريحة كبيرة من مجتمعنا تنازلت عن هذا الحلم، والاستفادة بمبالغه المالية عن اقتناع».
وتؤكد الاختصاصية الاجتماعية لـ«الشرق الأوسط» على وجود عائلات استفادت من هذه الظروف عن طيب خاطر واكتملت فرحتهم بزواج أبنائهم بشكل عائلي مختصر، إلا أنها تشير إلى أهمية أن يكون كل من العريس والعروس مقتنعين بهذه الخطوة، وهو ما ترجعه في نهاية الأمر للحرية الشخصية.
وأثّر اختصار حفلات الزفاف على عدد محدود من المدعوين في آلية عمل محال تجهيز الحفلات، التي قلّصت بدورها من كمية الطلبات، كما توضح منال الغامدي، وهي متخصصة بتصنيع توزيعات الأعراس، قائلة «سابقاً كنا نرفض تسلم الطلبية التي تقل عن 100 حبة، لكن الآن رفعنا الحد الأدنى إلى 50 حبة»، مشيرة إلى أن البساطة وعدم التكلف هي السمة الأبرز للطلبيات مؤخراً.
جدير بالذكر، أن وزارة الداخلية السعودية أعلنت مساء الأول من أمس، عن مزيد من الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، التي تقتضيها متطلبات عودة الأوضاع العامة لطبيعتها للحد من انتشار «كورونا».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الأفلام الروائية قد تقلّل العنف ضدّ الأطفال

لقطة من الفيلم المعروض (جامعة ماكماستر)
لقطة من الفيلم المعروض (جامعة ماكماستر)
TT

الأفلام الروائية قد تقلّل العنف ضدّ الأطفال

لقطة من الفيلم المعروض (جامعة ماكماستر)
لقطة من الفيلم المعروض (جامعة ماكماستر)

أفادت دراسة جديدة قادها باحثون من قسم الطب النفسي وعلوم الأعصاب السلوكية بجامعة ماكماستر الكندية، بأنّ عرض فيلم روائي محلّي الإنتاج عن تربية الأبناء أدّى إلى انخفاض كبير في العنف الجسدي ضدّ الأطفال.

واختبرت الدراسة التي نُشرت في مجلة «لانسيت الإقليمية للصحة» بجنوب شرقي آسيا، أيضاً، تأثير برنامج مدته 5 أسابيع يعتمد على الفيلم لتحسين الصحة العقلية لمقدّمي الرعاية وممارسات الأبوّة والأمومة، بهدف زيادة الوصول إلى تدخّلات متعدّدة الطبقات توفّر مستويات مختلفة من الدعم.

وكشفت النتائج عن أنّ أولئك الذين شاهدوا الفيلم أظهروا انخفاضاً بنسبة 9 في المائة باستخدام العنف الجسدي ضدّ الأطفال وزيادة في ممارسات الأبوّة الإيجابية، ووظائف الأسرة، والدعم الاجتماعي.

في هذا السياق، تقول المؤلّفة الرئيسية للدراسة، الأستاذة المساعدة في قسم الطب النفسي وعلوم الأعصاب السلوكية بجامعة ماكماستر وبرنامج «ماري هيرسينك للصحة العالمية»، أماندا سيم: «دعم التربية محدود جداً في هذا الإطار بسبب نقص التمويل والإمكانات».

وأضافت، في بيان نُشر، الجمعة، عبر موقع الجامعة: «الحلّ المبتكر الذي توصّلنا إليه واختبرناه في هذه الدراسة هو استخدام التعليم الترفيهي، وتضمين محتوى تعليمي حول التربية الإيجابية في فيلم روائي».

ووفق الباحثين، «توضح هذه النتائج فاعلية استخدام وسائل الإعلام والتعليم الترفيهي لتقديم دعم الأبوّة والأمومة في السياقات الصعبة».

وكان الهدف من البحث تعزيز التربية الإيجابية بين الأسر التي هاجرت أو نزحت من ميانمار إلى تايلاند؛ إذ تواجه فقراً مدقعاً وظروفاً يومية شديدة القسوة، ما قد يؤثر سلباً في علاقات الوالدين بالأطفال ومستوى رفاهية الأسرة.

شملت الدراسة أكثر من 2000 مقدّم رعاية من 44 مجتمعاً، عُيِّنوا عشوائياً؛ إما لمُشاهدة الفيلم وإما لتلقّي معلومات حول الخدمات الصحية والاجتماعية المحلّية.

تعاون الباحثون مع مؤسّسة «سرمبانيا»، وهي منظمة شعبية في تايلاند تعمل مع اللاجئين والمهاجرين، لإنشاء فيلم درامي روائي مدّته 66 دقيقة حول تربية الأبناء؛ أُنجز بالكامل مع اللاجئين والمهاجرين من حدود تايلاند وميانمار، ما يضمن الأصالة من خلال مشاركة المجتمع.

تُعلّق سيم: «حقيقة أنّ أعضاء المجتمع المحلّي هم الذين شاركوا في إنشاء هذا الفيلم، يمنحه أصالة، أعتقد أنّ صداها يتردّد. عندما يشاهده الناس، يمكنهم حقاً التعرُّف إلى المواقف والصراعات التي تُعرَض؛ وهذا يجعله أكثر قوة».

وينظر الباحثون الآن بشكل أعمق في البيانات لمعرفة مزيد حول ما تردَّد صداه لدى المشاهدين، وكيف يمكن توسيع نطاق هذا النوع من التدخُّل للوصول إلى مزيد من الأسر في هذا السياق وغيره.

تختم سيم: «حقيقة أنّ أفراد الأسر يمكنهم استخدام الأمثلة التي يرونها في الفيلم وربطها بحياتهم اليومية قد عزَّزت حقاً التغيير السلوكي، ومكّنت الآباء من التعلُّم منه واستخدام هذه المهارات مع أطفالهم».