أفنان الصباغ: لا شيء سيمنعني من تحقيق حلمي الأولمبي

قالت إن تألقها في رياضة رفع الأثقال ثمرة شغف باللعبة منذ الصغر

أفنان الصباغ تحتفل مع زوجها على منصة التتويج (الشرق الأوسط)
أفنان الصباغ تحتفل مع زوجها على منصة التتويج (الشرق الأوسط)
TT

أفنان الصباغ: لا شيء سيمنعني من تحقيق حلمي الأولمبي

أفنان الصباغ تحتفل مع زوجها على منصة التتويج (الشرق الأوسط)
أفنان الصباغ تحتفل مع زوجها على منصة التتويج (الشرق الأوسط)

أكدت أفنان الصباغ لاعبة المنتخب السعودي لرفع الأثقال للسيدات، أنه لا شيء سيمنعها من تحقيق حلمها الكبير في الألعاب الأولمبية، مشيرة إلى أن مشاركاتها الدولية ستؤتي ثمارها يوماً ما، وقالت الصباغ في حوار لـ«الشرق الأوسط» إن اتحاد اللعبة برئاسة محمد الحربي ما زال يقدم المزيد من الدعم والجهد لتكوين فريق نسائي صلب وقادر على تحقيق الإنجازات الدولية، فيما طالبت بنشر اللعبة ليس على مستوى الصالات الرياضية النسائية فحسب، بل على مستوى المدارس السعودية كي يتم اكتشاف المزيد من المواهب في هذه اللعبة بين الفتيات الصغيرات.
الصباغ كشفت في حديثها عن كثير من التفاصيل فيما يخص بداياتها ونقطة انطلاقتها الحقيقة في هذه اللعبة التي عرفت بأنها حكر على الرجال لسنوات، قبل أن يتم كسر هذه القاعدة، فيما أكدت الدور الكبير الذي تقوم به أسرتها ودعمها المعنوي الكبير لها لتتقدم أكثر في هذه الرياضة.
> كيف كانت بدايتك مع رياضة رفع الأثقال؟
ـ أنا من محبي الرياضة منذ نعومة أظافري، ورغم عدم توفر صالات خاصة بالنساء في مدينة الخبر حيث كنت أقيم قبل سنوات، فإنني كنت أمارسها بحسب ما يتوفر لدي من أدوات، ورحلتي الحقيقية مع الرياضة بدأت عندما أصبحت في الـ18. إذ كنت أمارس لعبة كمال الأجسام ومهتمة بالجانب اللياقي والبدني، ومنها اكتشفت شغفي وحبي لممارسة رفع الأثقال. وفي عام 2017، انضممت للمنتخب السعودي للسيدات في أول تشكيل للمشاركة في البطولات الخارجية وتشرفت بكوني من أوائل الفتيات اللاتي تم انضمامهن إلى منتخب رفع الأثقال السعودي وتمكنت خلال أول مشاركة من تحقيق الإنجازات باسم الوطن، وكم أتمنى أن يزداد الإقبال أكثر ويزداد عدد المشاركات بقميص الأخضر. وعموماً بدأت ممارسة اللعبة وأنا في اليابان من أجل استكمال دراستي، واقترح علي أحد المدربين الذي يعملون في الصالة المشاركة في بطولة داخلية مصغرة في اليابان، وتحمست وتشجعت للفكرة وشاركت في بطولة تُعد «للمبتدئين» وحققت مركزاً متقدماً، وبعدها أحببت طريقة المنافسة وشعرت بأنني أتقدم أكثر، وبعدها فكرت في انضمامي للمنتخب السعودي للسيدات لتمثيل السعودية.
> كيف تجدين إقبال العنصر النسائي على رياضة رفع الأثقال؟
ـ هناك وعي يزداد بأهمية هذه اللعبة من عدة نواحٍ؛ لذلك أرى إقبالاً كبيراً من الشابات السعوديات خاصة لوجود رياضة «الكروس فت» وهي تحوي تشكيلة مختلطة من التمارين الرياضية، كالجمباز والأيروبيكس، ومنها رياضة رفع الأثقال، وفي الآونة الأخيرة بعد بروز لعبة رفع الأثقال السعودي على المستوى الإقليمي والعالمي وتحقيق الإنجازات، أخذت اللعبة في الوهج الإعلامي والانتشار، ما زاد الرغبة لدى الشابات في الانضمام لهذه اللعبة، وهذا شيء يفرحنا كثيراً.
> ماذا يحتاج المنتخب السعودي للسيدات حتى يستطيع المنافسة عالمياً وآسيوياً؟
ـ يحتاج في البدء إلى تكوين فريق نسائي قوي ومتمكن ليشكل نواة لمنتخب قوي، وهذا ما يعمل عليه الاتحاد السعودي لرفع الأثقال برئاسة محمد الحربي؛ بالبحث وإضافة المميزات لصفوف المنتخب والاهتمام بهن. وبإذن الله نحن في تقدم مستمر، خصوصاً ونحن ما زلنا في البدايات ونعتبر حديثي عهد بالمنافسات النسائية في رفع الأثقال على المستوى الخارجي، وبالوقت ذاته المرأة السعودية قادرة على تحقيق كل الآمال والتطلعات، وفي الوقت الحالي أرى أن المنتخب السعودي للسيدات بحاجة لتخصيص أماكن خاصة للتدريب للفريق النسائي، وطبعاً المنافسات العالمية، ونحتاج إلى معسكرات تدريبية مستمرة تحت إشراف مدربين محترفين.
> ما شعورك وأنت تمثلين الوطن في البطولات الدولية؟
ـ الحقيقة يتملكني شعور لا يوصَف عندما أرتدي القميص الوطني، وأتشرف بتمثيل الوطن في محفل دولي وأفخر بما حققته في بطولة الخليج وغرب آسيا، التي أقيمت بعمان؛ كون مشاركتي كانت هي المشاركة الأولى للمرأة السعودية في رياضة رفع الأثقال في بطولات دولية، وأفرحني جدا تحقيق 6 ميداليات ذهبية لزميلتي المتألقة العنود الخليفي وحصولي أنا على 6 ميداليات برونزية، وذلك في أول مشاركة دولية لمنتخب السيدات في فئة وزن 55 كجم، وهذا يُعتبر في حد ذاته إنجازاً يُفتخر به.
> وماذا عن دعم اتحاد اللعبة لكم كلاعبات؟
ـ هناك دعم وتحفيز من قبل الأمير عبد العزيز الفيصل وزير الرياضة كما أن هناك جهوداً يقوم بها المسؤولون في الاتحاد السعودي لرفع الأثقال برئاسة محمد الحربي، وما زالوا مستمرين في دعمنا كلاعبات في المنتخب السعودي.
> هل تؤيدين إقامة بطولات في المدارس؟
ـ بالتأكيد نشر هذه الرياضة في المدارس وبإشراف من اتحاد اللعبة سيكون أساساً متيناً لتأسيس لفريق قوي ومتمكّن، وهي طريقة أسهل لكشف المواهب.
> ما طموحك المستقبلي؟
ـ طموحاتي كبيرة ولا حدود لها، وأسعى لأن يكون لي شرف المشاركة في الألعاب الآسيوية والعالمية والأولمبياد بعد حضور البطولات التأهيلية للأولمبياد، كما أطمح للمساهمة في تطوير الفريق النسائي للمملكة وتقديم المساعدة في نشر هذه اللعبة.
> هل تتوقعين حصولك على ميدالية أولمبية مستقبلاً؟
ـ مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وليس هناك مستحيل في عالم الرياضة، متى ما كانت هناك العزيمة والإرادة مع العمل الاحترافي فبالتأكيد سنصل، وهدفي الحالي هو الوصول للأولمبياد والمشاركة، لأن المشاركة بحد ذاتها إنجاز كبير وتاريخي لاتحاد رفع الأثقال للسيدات، ويشرفني أن أرفع راية الوطن في أكبر حدث رياضي بالعالم، وبعد المشاركة والاحتكاك أكثر سيكون الهدف أكبر بالتأكيد.
> من الداعم الأكبر في مسيرتك؟
ـ الداعم الأكبر أسرتي أبي وأمي (رحمهما الله)، وزوجي وإخوتي وأصدقائي وكل من قدم المساعدة المعنوية لأفنان فهم كثر، ولله الحمد، ولمنسوبي الاتحاد السعودي لرفع الأثقال، وأتقدم لهم بالشكر الجزيل على ما أجده من دعم ومساندة والحمد لله أنا محظوظة بدعم الجميع.


مقالات ذات صلة

التويجري: الإصلاحات التشريعية مكّنت المرأة السعودية

الخليج التويجري أكدت مضي السعودية قدماً في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقيات حقوق الإنسان (واس)

التويجري: الإصلاحات التشريعية مكّنت المرأة السعودية

عدّت الدكتورة هلا التويجري رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية، تمكين المرأة تمكين للمجتمع كونه حقاً من حقوق الإنسان، مبيّنة أن الإصلاحات التشريعية جاءت ممكّنة لها.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق تشكل النساء نسبة 33 % من فريق مفتشي البيئة وقادته في «محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية» (الشرق الأوسط)

الجولة رقم 5000 في محمية «محمد بن سلمان الملكية» بإشراف «العنقاوات»

سيّرت «هيئة تطوير محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية» الجولة رقم 5000. بإشراف أول فريق نسائي من مفتشي البيئة في السعودية، والأكبر في الشرق الأوسط.

غازي الحارثي (الرياض)
رياضة سعودية المقاتِلة السعوية خلال احتفالها بالتأهل (الشرق الأوسط)

السعودية «سمية» إلى نهائي بطولة العالم للكيك بوكسينغ

تأهلت اللاعبة السعودية سمية منشي إلى الدور النهائي من بطولة العالم للكيك بوكسينغ، والمُقامة حالياً في أوزبكستان.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
الاقتصاد رئيسة لجنة تمكين المرأة في التعدين (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 03:13

السعودية تعتزم إنشاء أول جمعية للمرأة في المعادن

كشفت رئيسة لجنة تمكين المرأة في التعدين رنا زمعي أن اللجنة تعمل حالياً على تأسيس اللبِنة الأولى وبناء واستكمال متطلبات تأسيس جمعية المرأة في المعادن.

آيات نور (الرياض)
يوميات الشرق رحيل رائدة الفن السعودي صفية بن زقر

رحيل رائدة الفن السعودي صفية بن زقر

غيّب الموت، أمس، رائدة الفن السعودي صفية بن زقر، التي أطلق عليها البعض اسم «موناليزا الحجاز».

عبير مشخص (جدة)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».