تعديل الدستور الروسي... لبقاء بوتين رئيساً وتوسيع صلاحياته

جانب من عملية التصويت (إ.ب.أ)
جانب من عملية التصويت (إ.ب.أ)
TT

تعديل الدستور الروسي... لبقاء بوتين رئيساً وتوسيع صلاحياته

جانب من عملية التصويت (إ.ب.أ)
جانب من عملية التصويت (إ.ب.أ)

فيما يلي أبرز نقاط الإصلاحات الدستورية التي صوّت عليها الروس في استفتاء جرى بين 25 يونيو (حزيران) والأول من يوليو (تموز)، ومن شأنها تعزيز سلطة الرئيس فلاديمير بوتين وضمان الحد الأدنى للأجور.
ومن أبرز التعديلات الدستورية، تعديل تم اقتراحه في مارس (آذار) يُسمح بموجبه لبوتين بالترشح لولاية رئاسية أخرى بعد انتهاء فترة ولايته في عام 2024.
ويجيز هذا الإصلاح الذي وافق عليه البرلمان، للرئيس الحالي البقاء في الكرملين لولايتين إضافيتين حتى 2036 عندما يبلغ سن الـ84. ووفقاً للدستور الحالي، على بوتين أن ينسحب من الرئاسة في 2024.
ومن التعديلات الأخرى التي تعزز دور الرئيس أنه «سيكون له الحق في حل البرلمان إذا رفض الأخير تعيين وزير أو نائب وزير ثلاث مرات متتالية»، في حين أن هذا الاحتمال يقتصر حالياً على ترشيح رئيس مجلس الوزراء.
ويعود قرار اختيار رئيس الوزراء إلى النواب لا إلى الرئيس، لكنّ هذا الأخير باستطاعته إقالة أي عضو في مجلس الوزراء.
كذلك، سيكون رئيس البلاد قادراً على تعيين العديد من القضاة والمدعي العام ونوّابه، وجميعهم كانوا يُعيّنون بموجب الدستور الحالي من مجلس الشيوخ في البرلمان.
ومن شأن هذا الإصلاح أيضاً تعزيز دور هيئة ما زالت استشارية إلى حد الآن، وهي مجلس الدولة الذي، وفقاً للعديد من الخبراء، يمكن أن يحافظ على تأثير بوتين إذا أصبح رئيسها حتى لو غادر الكرملين.
ويضمن الإصلاح حداً أدنى للأجور لا يمكن أن يكون أقل من الحد الأدنى الذي تحدده السلطات كل ثلاثة أشهر.
كما يقدم مبدأ «العدالة والتضامن بين الأجيال» وتعديل المعاشات التقاعدية «مرة واحدة على الأقل في السنة» وفقاً لنسبة التضخم.
وهذه التعديلات تأتي في سياق الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية في البلاد التي تفاقمت بسبب أزمة وباء «كوفيد - 19».
ويقدم الإصلاح أيضاً مُثلاً بيئية مثل «الحد من تأثير النشاطات الاقتصادية» على الطبيعة و«الحفاظ على التنوع الطبيعي» و«الموقف المسؤول تجاه الحيوانات».
وانتقدت المعارضة الروسية هذا الإجراء ووصفته بالمهزلة الانتخابية الرامية إلى فتح المجال لتولي بوتين الرئاسة مدى الحياة.
وأدخل فلاديمير بوتين في الإصلاح الدستوري القيم المجتمعية المحافظة والوطنية، وهي من المواضيع العزيزة بالنسبة إلى رئيس وناخبيه.
وهو يكرس مبدأ «الإيمان بالله» رغم علمانية الدولة، ويرى أن الزواج مؤسسة تجمع بين رجل وامرأة فقط في هذا البلد الذي يُتهم بانتظام بسياسات رهاب المثلية.
كذلك، يدرج الأطفال على أنهم «أهم أولويات السياسات العامة» ويجب على الدولة أن تغرس فيهم «حب الوطن والتربية المدنية واحترام أسلافهم». تعكس هذه النقاط سياسة الكرملين في مواجهة التراجع الديموغرافي.
وتم تحديد اللغة الروسية على أنها «لغة الأشخاص الذين يشكّلون الدولة»، ويحظر على كبار المسؤولين الحصول على جنسية مزدوجة أو تصريح إقامة من دولة أخرى.
وتحظر التعديلات أيضاً تسليم أجزاء من الأراضي الروسية، في إشارة ضمنية إلى شبه جزيرة القرم التي تم ضمها في عام 2014 على حساب أوكرانيا، وجزر الكوريل التي ضمها الاتحاد السوفياتي العام 1945 والتي لا تزال اليابان تطالب بها.
وبموجبه أيضاً، يعد الدستور الروسي فوق القوانين الدولية ويسمح لموسكو بعدم تطبيقها إذا كانت تتعارض مع القوانين الجديدة.
وينص أيضاً على أن «روسيا تكرم ذكرى المدافعين عن الوطن» و«تضمن حماية الحقيقة التاريخية».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.