محامو تركيا ينتفضون ضد مشروع إردوغان للنقابات

محامون يتظاهرون أمام نقابتهم في إسطنبول أمس احتجاجاً على مشروع القانون الجديد (رويترز)
محامون يتظاهرون أمام نقابتهم في إسطنبول أمس احتجاجاً على مشروع القانون الجديد (رويترز)
TT

محامو تركيا ينتفضون ضد مشروع إردوغان للنقابات

محامون يتظاهرون أمام نقابتهم في إسطنبول أمس احتجاجاً على مشروع القانون الجديد (رويترز)
محامون يتظاهرون أمام نقابتهم في إسطنبول أمس احتجاجاً على مشروع القانون الجديد (رويترز)

أعلنت نقابات المحامين في مختلف أنحاء تركيا تنظيم مسيرة حاشدة، الجمعة، في أنقرة، انطلقت أمس من إسطنبول، احتجاجاً على تدخلات حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وسعي الرئيس رجب طيب إردوغان إلى تغيير قانون انتخابات النقابات وإنشاء كيانات موازية لضمان سيطرة الحكومة.
وتقرر تسيير «مسيرة الدفاع» الشاملة، بعد غد، خلال مؤتمر صحافي عقد في ختام تجمع محاميي إسطنبول، أمس، احتجاجاً على مشروع القانون الذي أعده الحزب الحاكم بدعم من حليفه حزب «الحركة القومية». وانطلقت أمس «مسيرة الدفاع» التي نظمتها نقابة المحامين في إسطنبول احتجاجاً على مشروع قانون «النقابات المتعددة» الذي من المقرر أن تطرحه الحكومة على البرلمان خلال ساعات بهدف تعزيز قبضتها على نقابات المحامين في أنحاء البلاد.
وتجمع محامو إسطنبول أمام القصر العدلي في تشاغليان بدعوة من نقيبهم محمد دوراك أوغلو للتعبير عن رفضهم للقانون، تحت شعار «لا لتحجيم الدفاع». وكانت مسيرات الدفاع بدأت اعتباراً من 23 يونيو (حزيران) الحالي، بمشاركة جميع النقابات الفرعية في تركيا. وكان من المفترض أن تتجه نحو أنقرة، لكن داهمتها الشرطة عند مدخل المدينة، ومنعتها من الدخول ومواصلة المسيرة إلى ضريح مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك.
وتعهد إردوغان، عقب اجتماع للحكومة، أول من أمس، طرح مشروع القانون على البرلمان، مؤكداً أن الأمر قد حسم ولا رجعة عنه.
ويقول المحامون والمعارضة التركية التي تدافع عن حق المحامين في تنظيم المسيرات انطلاقاً من حقوقهم المكفولة بموجب الدستور، إن إردوغان استغل اعتراض نقابة المحامين في أنقرة على خطبة لرئيس هيئة الشؤون الدينية علي أرباش في أبريل (نيسان) الماضي حول الشذوذ الجنسي والزنا والفيروسات، ليحكم سيطرته على نقابات المحامين بعد أن سيطر على القضاء والادعاء العام.
في الوقت ذاته، تعرضت القيادية في حزب «الشعوب الديمقراطي»، ثاني أكبر أحزاب المعارضة، سيفيل روجبين شتين، للعنف بعد مداهمة الشرطة منزلها. وقال نائب رئيس كتلة الحزب في البرلمان صاروهان أولوتش، إن «ما حدث من الشرطة هو تعذيب وإرهاب»، لافتاً إلى أنه «تم الاعتداء على شتين، وهي عضو مجلس الإدارة المحلية التابع لحزب الشعوب الديمقراطي في منزلها لمدة 3 ساعات ونصف الساعة».
وأضاف «داهموا منزلها لاحتجازها، وبعد كسر الباب، اقتحمت الشرطة المنزل برفقة كلبين، وتعرضت سيفيل للتعذيب الجسدي، وواجهت إهانات شديدة وشتائم وألفاظاً لا يمكن ذكرها». وتواصل السلطات التركية حملاتها ضد الحزب الذي يتهمه إردوغان بأنه الذراع السياسي لـ«حزب العمال الكردستاني»، وهو ما ينفيه «الشعوب الديمقراطي».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».