انقسام فني بشأن «المشاهد الجريئة» على الشاشة المصرية

يوسف الشريف قرر أن يكون هناك اتفاق مبرم بشأنها مكتوباً في عقد أي عمل

يوسف الشريف
يوسف الشريف
TT

انقسام فني بشأن «المشاهد الجريئة» على الشاشة المصرية

يوسف الشريف
يوسف الشريف

تجدد الجدل بشأن «المشاهد الجريئة» في مصر بعد تصريحات الفنان يوسف الشريف التلفزيونية التي أعلن فيها، وضعه شروط وتحفظات على «المشاهد الساخنة» أو «الجريئة» في الأعمال التي يقدمها منذ نحو 10 سنوات، وانقسمت آراء الفنانين والنقاد والمتابعين المصريين تجاه تصريحات الشريف، وتسابقت المواقع الصحافية المحلية في نقل ردود أفعال الفنانين والنقاد بشأن الأزمة، ففي الوقت الذي أعلن فيه عدد كبير من الفنانين عن تأييدهم التام لرؤية الشريف، عبر حساباتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، اعترض آخرون بشكل صريح على تصريحاته.
وقال الشريف خلال مقابلة تلفزيونية مساء الجمعة الماضي على قناة «DMC» المصرية، إنه كان يتفق في البداية مع صناع أي عمل بصورة شفوية على عدم اشتراكه في مشاهد جريئة، ولكن بعد حدوث بعض الاعتراضات أثناء التصوير، قرر أن يكون الاتفاق المبرم مكتوباً في العقد»، وأشار الشريف إلى أن الأمر يراوده منذ مشاركته في بطولة فيلم «هي فوضى» قائلاً: «لفت نظر أبي وأمي أن هناك عدداً من المشاهد التي لا تناسبني، رغم أنني لم أشارك بها، ولكن حديثهما جعلني أفكر فيما يقدم، وهذا ما حدث بالفعل حينما عرض علي مخرج كبير بطولة فيلم بعد نجاحي في (هي فوضى)، ولكن الفيلم كان يتضمن مشهداً اعتبرته غير لائق». موضحاً أنّه رفض العمل في حضور ناقد فني كبير، نصحه باعتزال الفن، مؤكداً أنه «فكر بشكل جدي اعتزال الفن، لأنه لن يستطيع إرضاء الجميع». بحسب وصفه.
وأيد تصريحات الشريف عدد من الفنانين المصريين على غرار آيتن عامر، التي دافعت عنه عبر حسابها على موقع «تويتر»، قائلة: «أنت حر ما لم تضر، لا أعتقد أنه أضر أحداً بقناعاته».
فيما نشر الفنان كريم فهمي، صورة تجمعه بالشريف، عبر حسابه الرسمي بموقع «إنستغرام»، وعلق عليها: «الراجل دا أنا أحبه وأحترمه بشكل عام، هو مخلص ومجتهد وحر في رأيه، ويُحترم». كما دعم الفنان هشام ماجد صديقه، يوسف الشريف، وكتب ماجد، عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»: «كل الاحترام ليوسف الشريف... فنان راقٍ ومحترم، يجتهد في عمله ويحترم جمهوره، وكل الاحترام لأي أحد متفق أو مختلف مع كلامه لكن باحترام، وكل شخص له الحرية في أفكاره، طالما أنه يحترم من حوله ولا يؤذي أحداً».
وحقق مسلسل «النهاية» الذي لعب بطولته يوسف الشريف بموسم دراما رمضان الماضي، صدى واسعاً في الأوساط الفنية العربية بعد انتقاده من قبل إسرائيل التي توقع المسلسل نهايتها في عام 2120. كما حقق العمل إشادات عدة باعتباره أول مسلسل خيال علمي في العالم العربي يستخدم به تقنيات تكنولوجية حديثة.
في المقابل... انتقد الفنان خالد سرحان، تصريحات يوسف الشريف، وكتب سرحان عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «أعترض على تصريح الزميل المحترم، وكان يجب أن تحتفظ برأيك لنفسك، لأنه من الممكن أن تُسيء لزملائك ويفهم كلامك بأكثر من معنى»، مضيفاً: «أنت فنان أكبر من ذلك، وكان من المفترض ألا تفوتك مثل هذه الأمور، وزملاؤك محترمون أيضاً». وفق ما نقلته بعض الصحف المصرية أمس. كما اعترض عدد من النقاد المصريين على تصريحات الشريف، من بينهم الناقد المصري محمد رفعت، الذي يقول: «إن أفكار ورسائل يوسف الشريف الفنية التي يقدمها في أعماله الدرامية بحاجه إلى دراسة ونقاش من قبل المختصين، من أجل إثبات أو تفنيد الانتقادات الحادة التي يتعرض لها خلال السنوات الأخيرة»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أنه يُقدم أفكاراً مبتكرة وأعمالاً مختلفة في الدراما فإنني أعتقد أن موهبته وقدراته الفنية عادية بل ضعيفة، وعليه الاختيار بقبول الفن بكل ما فيه من خيال وواقع ومشاهد متنوعة، أو رفضه الفن كلياً، حتى لا يتم إثارة المزيد من الجدل بشأنه خلال السنوات المقبلة».
إعلان الشريف عن رفضه تقديم مشاهد جريئة أو ساخنة في أعماله، سبقه إليه عدد من الفنانين المصريين على غرار الفنان الكبير الراحل إسماعيل ياسين، الذي أصر على عدم تقديم مشهد يتضمن تقبيل إحدى بطلات العمل، وفق روايات فنانين شاركوا في أعماله، فضلاً عن الفنان محمد هنيدي، الذي كشف خلال لقائه في برنامج «الحكم»، الذي تقدمه الإعلامية وفاء الكيلاني عن سببين يمنعانه من تقديم مشهد به قُبلات، السبب الأول خجله الزائد، والثاني إرضاءً لزوجته، مؤكداً أن الأعمال التي يقوم ببطولتها لا تتطلب أي مشاهد ساخنة أو قبلات. كما صرح الفنان أحمد العوضي خلال برنامج «واحد من الناس»، مع الإعلامي عمرو الليثي، بأنه يرفض تقديم أي مشاهد ساخنة أو مشاهد بها قُبلات، وفي نفس الوقت لا يعترض على من يقدمون ذلك، ويقدر وجهات النظر الأخرى، مؤكداً أنه من وجهة نظره «لا يوجد مغزى أو رسالة يتم توصليها للمشاهد من خلال قُبلة أو مشهد ساخن».
وبدأ الشريف مشواره الفني عبر فيلم «سبع ورقات كوتشينة» مع الفنانة روبي، عام 2004 ثم شارك في فيلم «فتح عينيك» مع مصطفى شعبان، وفيلم «آخر الدنيا» مع النجمة نيللي كريم، «وهي فوضى»، آخر أعمال المخرج الراحل يوسف شاهين، كما حصل على أول بطولة له في فيلمه «العالمي»، كما قدم مسلسلات «رقم مجهول» و«اسم مؤقت» و«لعبة إبليس» و«القيصر» و«كفر دلهاب» وأخيراً مسلسل «النهاية».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.