الأميركيون القدامى دخّنوا نباتاً غير التبغ

نسخ تحاكي الأنابيب الأثرية التي استخدمها الباحثون في دراسة النبات  (جامعة واشنطن)
نسخ تحاكي الأنابيب الأثرية التي استخدمها الباحثون في دراسة النبات (جامعة واشنطن)
TT

الأميركيون القدامى دخّنوا نباتاً غير التبغ

نسخ تحاكي الأنابيب الأثرية التي استخدمها الباحثون في دراسة النبات  (جامعة واشنطن)
نسخ تحاكي الأنابيب الأثرية التي استخدمها الباحثون في دراسة النبات (جامعة واشنطن)

توصل فريق بحثي أميركي من جامعة ولاية واشنطن إلى أن «السكان في الولاية كانوا يدخنون قبل 1400 عام نباتاً آخر غير التبغ يعرف باسم (السماق)». ويصنع من هذا النبات حالياً توابل تحتوي على نسبة عالية من المواد المضادة للأكسدة والفيتامينات، المفيدة في الوقاية من الأمراض السرطانية والمقوية للجهاز المناعي. ووجد الباحثون البصمة الكيميائية لهذا النبات في أنبوب تدخين أثري (بايب) عُثر عليه في وسط العاصمة الأميركية. ووجدوا أن «الأنبوب يحتوي أيضاً على بقايا من (نيكوتيانا كوادريففيس) وهو نوع من التبغ البري المعروف باسم التبغ الهندي، ولا يُزرع هذا النوع حالياً في المنطقة؛ ولكن يُعتقد أنه كان يُزرع على نطاق واسع في الماضي».
ولم يستطيع الباحثون خلال الدراسة التي نُشرت أول من أمس، في دورية «الحدود في العلوم البيولوجية الجزيئية»، تحديد ما إذا كان الأميركيون القدامى دخّنوا «السماق» بمفرده أم كان يتم خلطه مع التبغ لصفاته الطبية ولتحسين نكهة الدخان.
وقال ديفيد جانغ، الأستاذ في معهد الكيمياء البيولوجية بجامعة واشنطن، المؤلف المشارك بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشرها، إن «تحقيق هذا الاكتشاف تم من خلال طريقة تحليل جديدة تعرف بـ(الميتابولوميات)، يمكنها اكتشاف آلاف المركبات النباتية في المخلفات التي تم جمعها من الأنابيب والأوعية وغيرها من القطع الأثرية، ويمكن بعد ذلك استخدام المركبات لتحديد النباتات التي تم تدخينها أو استهلاكها»، مضيفاً: «لا تخبرك هذه الطريقة فقط بالعثور على النبات الذي تهتم به؛ لكن يمكنها أن تخبرك أيضاً بكيفية استخدامه، فليس من المبالغة القول إن هذه التكنولوجيا تمثل حدوداً جديدة في الكيمياء القديمة».
وفي السابق، كان يعتمد تحديد بقايا النباتات القديمة المستخدمة في التدخين على الكشف عن عدد محدود من المؤشرات الحيوية، مثل النيكوتين، والأناباسين، والكوتينين، والكافيين، والمشكلة في هذا النهج أنه لم يكن يميز أي نوع نبات آخر استُخدم في التدخين بخلاف أنواع التبغ المختلفة، اعتماداً على وجود مؤشرات حيوية مثل النيكوتين.
من جهته، أكد جانغ أنه «إذا كنت تبحث فقط عن عدد قليل من العلامات الحيوية المحددة، فلن تكون قادراً على معرفة ما تم استهلاكه في الأداة».


مقالات ذات صلة

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

صحتك السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

كشفت دراسة أميركية عن وجود تأثيرات فورية لاستخدام السجائر الإلكترونية على وظائف الأوعية الدموية، حتى في حالة عدم احتوائها على النيكوتين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق المتجر يُلبِّي احتياجات الراغبين في الإقلاع بتوفير «دزرت» بجميع النكهات (واس)

«دزرت» تطلق أول متاجرها في السعودية للحد من التدخين

أطلقت «دزرت» (DZRT)، العلامة التجارية للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، أول متاجرها داخل السعودية، وذلك في «منطقة بوليفارد سيتي»، بالتزامن مع انطلاق «موسم الرياض»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
علوم يتيح اكتشاف التغيرات في بنية العظام بين بقايا مستخدمي التبغ لعلماء الآثار تصنيف بقايا دون أسنان لأول مرة (جامعة ليستر)

اكتشاف علمي: التدخين يترك آثاراً في العظام تدوم لقرون

التبغ يترك بصمات على العظام تستمر لقرون بعد الوفاة.

«الشرق الأوسط» (ليستر)
صحتك المدخنون لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في الفم مقارنة بغير المدخنين (رويترز)

دراسة: المدخنون لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في أفواههم

كشفت دراسة علمية جديدة أن المدخنين لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في الفم مقارنة بغير المدخنين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.