عقارب ساعة قلعة صلاح الدين الأثرية تدور مجدداً

«السياحة» المصرية تفتح متاحف ومعابد أمام الجمهور بعد أشهر من الإغلاق

برج الساعة
برج الساعة
TT

عقارب ساعة قلعة صلاح الدين الأثرية تدور مجدداً

برج الساعة
برج الساعة

بدأت وزارة السياحة والآثار المصرية، تنفيذ مشروع لإعادة تشغيل ساعة أثرية كبيرة موجودة في قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، أهداها ملك فرنسا لمصر قبل نحو 175 عاما، وتحديداً في عام 1845.
وتوجد الساعة في برج يحمل اسمها بمسجد محمد علي بالقلعة، وهي معطلة منذ تركيبها في البرج، وفقا للدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الذي أوضح في فيديو نشره على صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك» أن «المجلس بدأ مشروعا لإصلاح الساعة التي أهداها ملك فرنسا لويس فيليب، لوالي مصر محمد علي رداً على إهداء مصر لفرنسا إحدى مسلات الملك رمسيس الثاني والتي تزين الآن ميدان الكونكورد في العاصمة الفرنسية باريس».
وقال وزيري إن «الساعة وضعت على أحد جدران ساحة مسجد محمد علي باشا، ولم تعمل منذ وصولها، رغم أنه جرت 3 محاولات لإصلاحها، كان آخرها في عهد الملك فاروق، ولم تعمل الساعة بعد إصلاحها إلا 3 أيام فقط، ثم تعطلت مرة أخرى».
ويعود تاريخ الساعة إلى عام 1845م - 1262 هـ، حيث أهداها ملك فرنسا لمصر، بحسب الدكتور عبد الله كامل، عميد كلية الآثار جامعة الزقازيق، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أنه «جاء ضمن الوثائق الرسمية أمر صادر من محمد علي باشا إلى ديوان المبيعات والتجارة في 27 رمضان 1262 هجريا بصرف مبلغ من المال إلى الأسطى الذي أحضر الساعة المهداة من ملك فرنسا إليه».
وقال كامل إن «الساعة ظلت معطلة حتى أمر الملك فاروق بإصلاحها، وترميم برجها، ويوجد على قاعدة البرج لوحة تذكارية تقول (في عهد الفاروق وبأمره الملكي الكريم تم ترميم هذا البرج وأصلحت الساعة المهداة إلى محمد علي باشا الكبير من ملك فرنسا لويس فيليب عام 1845م ومذيلة بتاريخ الحدث عام 1943».
ويتوسط برج الساعة الرواق الشمالي الغربي لمسجد محمد علي، وهو عبارة عن برج من النحاس المخرم والمحلى بالنقوش وبالزجاج الملون، بداخله الساعة الأثرية.
وتسعى مصر إلى تشغيل الساعة على غرار الساعات الشهيرة في العالم مثل ساعة بغ بن في لندن، باعتبارها من «أقدم الساعات في العالم»، وفقا لوزيري، وتتضمن سيناريوهات الإصلاح محاولة تشغيل ماكينة الساعة القديمة المعطلة بعد إصلاحها، أو استبدال ماكينة جديدة بها لو فشلت عملية الإصلاح.
ولا يؤيد كامل فكرة استبدال الماكينة الأثرية حتى لا تفقد قيمتها التاريخية والأثرية، مشيراً إلى أنه من «الأفضل ترميم برج الساعة، ومحاولة إصلاح ماكينتها، أو تركها على حالها بعد تنظيفها وترميمها فقيمة الساعة التاريخية كبيرة وهي جزء لا يتجزأ من الأثر، وهو قصر محمد علي»، مطالبا بإشراك فرنسا في عملية الترميم والإصلاح خصوصا أن الساعة كانت هدية فرنسية، ودليل على عمق العلاقات بين البلدين.
وأنشأ محمد علي باشا مسجده في القلعة من الألابستر في الفترة من 1830إلى 1848، بعد أن أتم إصلاح القلعة، وفرغ من بناء قصوره ودواوين المالية والجهادية، وعموم المدارس، وصمم المسجد المهندس التركي يوسف بوشناق على غرار مسجد السلطان أحمد بـ«الأستانة».
في سياق متصل، أعلنت وزارة السياحة والآثار عن إعادة افتتاح 5 متاحف وهي متحف النوبة، بأسوان، ومتحف الأقصر، والمتحف المصري بالتحرير ومتحف الفن الإسلامي، والمتحف القبطي، إضافة إلى ثمانية مواقع أثرية هي معابد أبو سمبل وفيله بأسوان، والكرنك والأقصر، والدير البحري، ومقابر وادي الملوك بالأقصر، ومنطقة أهرامات الجيزة، وقلعة صلاح الدين بالقاهرة، وذلك في إطار الفتح التدريجي للمناطق السياحية في أعقاب فترة إغلاق كورونا، كما تستعد الوزارة لافتتاح قصر البارون إمبان في مصر الجديدة (شرق القاهرة) بعد الانتهاء من ترميمه وتطويره في بداية سلسلة من الافتتاحات الأثرية خلال الشهرين المقبلين.


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

يوميات الشرق مدخل مقبرة بسقارة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات تكشف مزيداً عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية المهمة. …

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية بالقاهرة، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق في هذه الصورة التي قدمتها جامعة برمنغهام اليوم 2 يناير 2025 يجري العمل على اكتشاف 5 مسارات كانت تشكل جزءاً من «طريق الديناصورات» بمحجر مزرعة ديوارز بأوكسفوردشير بإنجلترا (أ.ب)

علماء يعثرون على آثار أقدام ديناصورات في إنجلترا

اكتشف باحثون مئات من آثار أقدام الديناصورات التي يعود تاريخها إلى منتصف العصر الجوراسي في محجر بأوكسفوردشير بجنوب إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأثر ثلاثي الأصبع (جامعة برمنغهام)

من هنا مرَّت الديناصورات...

اكتشف عامل محاجر بريطاني أكبر موقع لآثار الديناصورات في البلاد، وذلك في محجر بمقاطعة أكسفوردشاير، جنوب شرقي إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
ثقافة وفنون ثلاث قطع أثرية من موقع الدُّور في أم القيوين

قطع أثرية يونانية من موقع الدُّور

يحتل موقع الدُّور مكانة بارزة في سلسلة المواقع الأثرية التي كشفت عنها أعمال التنقيب المتواصلة في دولة الإمارات العربية

محمود الزيباوي

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.