تحول فيديو قصير نشرته سيدة أميركية على موقع «تيك توك» عن إعداد قدح شاي في الميكروويف، إلى موضوع ساخن ونقاش واسع تدخلت فيه سفيرة بريطانيا لدى الولايات المتحدة الأميركية، ونظيرها الأميركي في لندن؛ حيث نشر كل منهما مقاطع فيديو حول كيفية إعداد مشروب ساخن على النحو اللائق. ومساء الأربعاء، بدأ الصراع يمتد إلى داخل الأجزاء الرئيسية من أوروبا.
ومثلما الحال مع كثير من الأزمات الدبلوماسية الحادة، بدأ الأمر باستفزاز متعمد، وذلك عندما نشرت مستخدمة أميركية عبر تطبيق «تيك توك» تحمل اسم ميشيل من نورث كارولاينا فيديو توضح خلاله طريقة إعدادها لما وصفته بأنه «شاي ساخن»، والتي تضمنت مزج حليب بمسحوق ليمون وقرفة وقرنقل وسكر و«تانغ» الذي اتضح أنه مشروب غازي.
وفي وقت لاحق، وضعت بالكوب كيس شاي، ثم أدخلت المزيج بأكمله في جهاز «الميكروويف». أما محاولتها التالية لإعداد «شاي على الطريقة البريطانية» فتضمنت استخدام ماء بارد أول الأمر، ما جعل البريطانيين عبر شبكة الإنترنت يفقدون صوابهم.
وسرعان ما حصدت ميشيل من نورث كارولاينا التي اتضح أنها تعيش في واقع الأمر داخل بريطانيا، 5 ملايين علامة إعجاب عبر «تيك توك». وفي تلك الأثناء، انطلقت ثورة غضب المملكة المتحدة بأقصى قوتها.
وشارك في الصراع المذيع فيليب شوفيلد عبر برنامجه «ذيس مورنينغ»، بينما وصفت المذيعة دافينا مكول الأمر بأنه «دعوة للحرب». ووجدت كارين بيرس، السفيرة البريطانية في واشنطن نفسها مضطرة إلى المشاركة في الأمر. جدير بالذكر هنا أن بيرس حاصلة على درجة الماجستير في الاستراتيجية والدبلوماسية الدولية من كلية لندن للاقتصاد، وتعمل بوزارة الخارجية منذ 39 عاماً، وسبق لها تولي رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ونشرت كارين مقطع فيديو، الاثنين، انتشر على نطاق واسع، قالت فيه: «تلقيت طلبات كثيرة لتوضيح الطريقة المثالية لصنع كوب الشاي الأمثل، ولهذا طلبت من ثلاثة عسكريين شرح ذلك». وشارك في الفيديو ضابط أعد الشاي في منطقة برية، وبعده شارك جندي آخر بصنع قدح الشاي من أحد المطابخ، وقام الثالث وهو طيار بتناول قدح الشاي بينما يحلق بالطائرة.
غير أن الجدال لم ينتهِ بالطريقة البريطانية الرصينة، فقد تدخل السفير الأميركي في لندن، وودي جونسون، والذي أقر باستحالة تحسين موقفه على جبهة الشاي، الأمر الذي سرعان ما دفعه لتحويل مسار قوته باتجاه جبهة أخرى، تشكل نقطة ضعف كلاسيكية لدى الجانب البريطاني: القهوة.
وخرج على الملأ ليقول: «سأعد لكم قدحاً من القهوة بالطريقة نفسها التي أعده بها يومياً، وذلك استجابة مني لقدح الشاي المثالي الذي أعدته السفيرة بيرس وتعليماتها في هذا الصدد».
ومضى ليصب زجاجة مياه داخل سخان، وأفرغ محتويات كيس من القهوة سريعة التحضير داخل كوب كبير، ووضع فوقه بعض الحليب، وقال لمتابعيه: «أتمنى لكم يوماً سعيداً».
ويبدو أن تدخل جونسون جاء بمثابة مفاجأة ألجمت بيرس وأجبرتها على التزام الصمت في الوقت الراهن. إلا أن ثمة تساؤلات مثارة في الوقت الراهن حول ما إذا كان السفير الأميركي قد اقترف خطأ استراتيجياً خطيراً، وذلك بإعداده ما يمكن وصفه بصراحة بأنه قدح مروع من القهوة.
مساء الأربعاء، ذكر مصدر في السفارة الإيطالية في تعليقه على فيديو السفير الأميركي، أن: «ما صنعه قهوة أميركية. وأشدد هنا: قهوة (أميركية)، ويبدو أنه في خضم مساعيه للفوز في حرب، أشعل جونسون عن غير قصد حرباً أخرى».
جدل دبلوماسي بريطاني ـ أميركي حول طريقة إعداد كوب شاي {حقيقي»
جدل دبلوماسي بريطاني ـ أميركي حول طريقة إعداد كوب شاي {حقيقي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة