ترمب يخطط لاحتفال «ناريّ» بعيد الاستقلال قرب النصب التذكاري للرؤساء

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إحدي فعاليات حملته الانتخابية (أرشيفية - أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إحدي فعاليات حملته الانتخابية (أرشيفية - أ.ب)
TT

ترمب يخطط لاحتفال «ناريّ» بعيد الاستقلال قرب النصب التذكاري للرؤساء

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إحدي فعاليات حملته الانتخابية (أرشيفية - أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إحدي فعاليات حملته الانتخابية (أرشيفية - أ.ب)

يخطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإحياء عرض ضخم للألعاب النارية في جبل راشمور في 3 يوليو (تموز) المقبل، بمناسبة عيد الاستقلال الأميركي، رغم حظر استمر نحو عقد على استخدام الألعاب النارية في المنطقة الشهيرة بتماثيل عدد من كبار قادة الولايات المتحدة التاريخيين، لأسباب تتعلق بمخاوف على السلامة والصحة العامة وأخطار بيئية.
وكشفت وسائل إعلام أميركية أيضا أن ترمب كان عبّر منذ عام 2018 عن رغبته في تنظيم الألعاب النارية في منطقة النصب التذكاري الوطني في بلاك هيلز في ولاية ساوث داكوتا، لكن الفكرة أجهضت أو أجلت بضغط من عدد من مستشاريه.
وأوقفت إدارة المتنزه الوطني تنظيم الألعاب النارية في جبل راشمور في عام 2010 خشية اشتعال الحرائق في موسم الجفاف، خصوصا أن النصب التذكاري يحيط به نحو 1200 هكتار من الأراضي الحرجية.
لكن المتحدث باسم حاكم الولاية كريستي نويم الجمهوري، قال إن إدارة المتنزه خلصت إلى أن الحدث لن يضر بالبيئة، مضيفاً أنه نفذ عمليات حرق مدروسة في محيط النصب التذكاري في وقت سابق من هذا الشهر، لخفض الأخطار. وأضاف أن احتفال راشمور للألعاب النارية يمكن القيام به بأمان، وأن المنظمين يراقبون توقعات الطقس. كما أعلن مسؤول كبير في وزارة الداخلية أن موارد ومعدات مكافحة الحرائق وُضعت في المنطقة. ورغم أن وزارة السياحة في الولاية التي توزع نحو 7500 بطاقة قد أعلنت أنها تلقت نحو 125 ألف طلب لحضور الاحتفال، فإن المسؤولين عن تنظيم الحدث لم يفرضوا شروط التباعد الاجتماعي. لكن مسؤولا في وزارة الداخلية قال إن الوزارة تتبع إرشادات الصحة الحكومية وتتخذ خطوات لتعكس توصيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وهذا يشمل رفع لافتات في أنحاء المتنزه تحض الزوار على ارتداء الأقنعة عندما يكون من المستحيل الابتعاد ستة أقدام عن الآخرين، وتوفير الأقنعة لجميع موظفيها. وسجلت ولاية ساوث داكوتا حتى يوم الأربعاء نحو 6419 حالة إصابة بفيروس كورونا، وهو ما يفوق كثيرا عدد الإصابات في ولاية نورث داكوتا، التي سجلت 3362 إصابة، رغم تساوي عدد سكانهما. ويشكل الاحتفال الذي يريد ترمب إحياءه في جبل راشمور، واحدا من العديد من التجمعات الانتخابية الكبيرة التي ستنظم هذا الصيف قبل انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني). وأقام الأسبوع الماضي تجمعا في ولاية أوكلاهوما وآخر في ولاية أريزونا، فيما يخطط أيضا لاحتفال بعنوان «تحية إلى أميركا» لتكريم الجيش في الحديقة الجنوبية في البيت الأبيض في 4 يوليو عيد الاستقلال.
وكان الدكتور أنتوني فاوتشي كبير خبراء الأمراض المعدية ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، قد أعلن في شهادة له أمام لجنة في مجلس النواب الثلاثاء، أنه لا ينبغي للأميركيين المشاركة في التجمعات الكبيرة، إذا أمكنهم ذلك، لأن هذه الأنشطة يمكن أن توسع من انتشار موجة جديدة لفيروس كورونا في البلاد. وقال فاوتشي: «الخطة أ: لا تذهب نحو حشد من الناس. الخطة ب: تأكد من ارتداء قناع». غير أن المتحدث باسم البيت الأبيض جود دير أكد التشاور مع مكتب الطبيب والمكتب العسكري في التخطيط للرحلة. وقال «يتطلع الرئيس إلى المشاركة في احتفالات يوم الاستقلال، التي يستضيفها الحاكم نويم، والاحتفال بأعظم دولة عرفها العالم على الإطلاق بعرض رائع للألعاب النارية فوق الوجوه الرائعة للرؤساء جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وثيودور روزفلت وإبراهام لنكولن». وأضاف أن الرئيس يأخذ صحة وسلامة فريقه والمواطنين على محمل الجد.


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» الأميركية العملاقة جيف بيزوس متحدثاً في لاس فيغاس (أ.ب)

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

اصطف مليارديرات صناعة التكنولوجيا الأميركيون، وآخرهم مؤسس «أمازون» جيف بيزوس، لخطب ود الرئيس المنتخب قبل عودته للبيت الأبيض من خلال تبرعات بملايين الدولارات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب في ولايته الأولى رئيساً للولايات المتحدة يلوح بيده خلال اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان في 28 يونيو 2019 (رويترز)

ترمب ينتقد قرار بايدن إرسال صواريخ تستهدف العمق الروسي ويصفه بالأحمق

موسكو ترحب بانتقادات دونالد ترمب لقرار جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى ضد أهداف داخل عمق الأراضي الروسية

هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال إفادة صحافية مشتركة بعد مباحثاتهما في أنقرة الجمعة (رويترز)

«توافق عام» تركي - أميركي على مستقبل سوريا ما بعد الأسد

سيطر ملفان رئيسيان على مباحثات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أنقرة؛ أولهما مستقبل سوريا ما بعد بشار الأسد، والثاني التباين حول مكافحة الإرهاب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

استطلاع: الأميركيون ليس لديهم ثقة كبيرة في اختيارات ترمب لأعضاء الحكومة

أظهر استطلاع جديد للرأي أن الأميركيين ليست لديهم ثقة كبيرة في اختيارات الرئيس المنتخب دونالد ترمب لأعضاء الحكومة، أو فيما يتعلق بإدارة ملف الإنفاق الحكومي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».