«المنافسة العادلة» شرط لاستمرار العلاقات الاقتصادية الأميركية ـ الصينية

منوتشين يتوقع الخروج من دائرة الركود بنهاية العام

«المنافسة العادلة» شرط لاستمرار العلاقات الاقتصادية الأميركية الصينية
«المنافسة العادلة» شرط لاستمرار العلاقات الاقتصادية الأميركية الصينية
TT

«المنافسة العادلة» شرط لاستمرار العلاقات الاقتصادية الأميركية ـ الصينية

«المنافسة العادلة» شرط لاستمرار العلاقات الاقتصادية الأميركية الصينية
«المنافسة العادلة» شرط لاستمرار العلاقات الاقتصادية الأميركية الصينية

قال وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، إن الانفصال بين الاقتصادين الأميركي والصيني سيحدث إذا لم تتمكن الشركات الأميركية من المنافسة بشكل عادل ومتساوٍ مع الشركات الصينية في الاقتصاد الصيني.
وقال، خلال مشاركته في مؤتمر افتراضي برعاية «بلومبرغ»، أمس: «إذا تمكنا من التنافس مع الصين في ساحة لعب عادلة ومتساوية، فإنها فرصة عظيمة للشركات الأميركية والعمال الأميركيين؛ حيث توجد في الصين طبقة متوسطة كبيرة ومتنامية. ولكن إذا لم نتمكن من المشاركة والتنافس على أساس عادل، فسوف نرى فكّ الارتباطات في المستقبل».
وأضاف أنه كان يتوقع أن تفي الصين بشروط اتفاقية التجارة للمرحلة الأولى، التي تم توقيعها في يناير (كانون الثاني)، والتي تنص على أن تقوم بكين بشراء كميات كبيرة من السلع الأميركية، خاصة الزراعية.
وجاءت تصريحات منوتشين، في وقت ازدادت فيه الشكوك حول مصير الاتفاق التجاري بين أميركا والصين ومستقبل العلاقات الاقتصادية بشكل عام بين البلدين. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد هدّد الأسبوع الماضي بقطع العلاقات الاقتصادية مع الصين، بشكل كامل، إذا لم تلتزم الأخيرة ببنود الاتفاق التجاري.
من جانبه، قال كبير المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض، لاري كودلو، أمس، إن الصين تتجاوب مع بنود الاتفاق التجاري، بما في ذلك معالجة المخاوف الأميركية بشأن سرقة الملكية الفكرية.
وأوضح، خلال مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»: «هذه وجهة نظرنا. قد يحسنون من استجابتهم. إنها ليست مجرد شراء للسلع، على الرغم من أن هذا الأمر يتزايد أيضاً. إنها بعض المشكلات الهيكلية، مثل سرقة الملكية الفكرية».
وتراجعت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة منذ بدء جائحة الفيروس التاجي؛ حيث انخرط البلدان في حرب كلامية حول مصدر الفيروس. ثم امتد الخلاف إلى صراع أوسع حول التجارة والتكنولوجيا. ومع ذلك، ارتفعت صادرات الولايات المتحدة إلى الصين إلى 8.6 مليار دولار في أبريل (نيسان) الماضي، مقارنة بـ6.8 مليار دولار في فبراير (شباط)، وفقاً لبيانات مكتب الإحصاء الأميركي.
كما أظهرت بيانات وزارة الزراعة الأميركية أن صادرات فول الصويا إلى الصين ارتفعت إلى 424 ألف طن متري في أبريل، مقابل 208 ألف طن في مارس (آذار). وارتفعت أيضاً الواردات الأميركية من الصين إلى 31.1 مليار دولار في أبريل، مقارنة بـ19.8 مليار في مارس، الذي كان يمثل أدنى مستوى للواردات الشهرية منذ 11 عاماً.
من ناحية أخري، قال وزير الخزانة ستيفن منوتشين إن الاقتصاد الأميركي سيخرج من الركود الناجم عن فيروس كورونا بنهاية العام الحالي، مضيفاً أن إدارة الرئيس ترمب تنظر في تقديم حزمة تحفيز مالية جديدة لتسريع التعافي الاقتصادي.
وقال إن «الإدارة تنظر بجدية شديدة في مشروع قانون تحفيز آخر»، وإن البيت الأبيض يريد أن يأخذ وقته لضمان أن التشريع المستقبلي يستهدف الشركات الأكثر تضرراً من الوباء. وأشار إلى أنه يأمل أن تمرر حزمة المساعدة التالية من قبل غرفتي الكونغرس في يوليو (تموز) المقبل، مؤكداً أنه ليست هناك حاجة للاندفاع في الموافقة على هذه المساعدات، لأنه لا يزال هناك مئات المليارات من الدولارات غير الموزعة من حزمة التحفيز السابقة، التي تم تمريرها في مارس. ولمح المسؤول الأميركي إلى احتمالية تمديد الموعد النهائي لتقديم الإقرارات الضريبية مرة أخرى إلى ما بعد 15 يوليو المقبل، لتوفير مزيد من السيولة في الأسواق ولدى المستهلكين.
وأوضح أن الحزمة الجديدة من غير المرجح أن تشمل الإنفاق على البنية التحتية، لأن أي إنفاق حالي على الطرق والجسور لن يؤدي إلى عودة الناس إلى العمل في الأشهر القليلة المقبلة، وهو الهدف من حزمة التحفيز. وطرح الديمقراطيون في مجلس النواب، الأسبوع الماضي، خطة للبنية التحتية بقيمة 1.5 تريليون دولار، تهدف إلى تعزيز الاقتصاد، وهي منفصلة عن مشروع قانون التحفيز الأولي، بقيمة 3 تريليونات دولار، والذي تم تمريره في مايو (أيار).



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.