الولايات المتحدة مصرّة على إشراك الصين في محادثات الحد من التسلح

المفاوض الأميركي مارشال بيلينغسلي في فيينا (إ.ب.أ)
المفاوض الأميركي مارشال بيلينغسلي في فيينا (إ.ب.أ)
TT

الولايات المتحدة مصرّة على إشراك الصين في محادثات الحد من التسلح

المفاوض الأميركي مارشال بيلينغسلي في فيينا (إ.ب.أ)
المفاوض الأميركي مارشال بيلينغسلي في فيينا (إ.ب.أ)

اعتبرت الولايات المتحدة الثلاثاء أن الصين «ملزمة» الانضمام إلى محادثات الحد من التسلح التي استؤنفت بين روسيا والولايات المتحدة لبت مصير آخر اتفاق ثنائي لا يزال ساريا للحد من الأسلحة النووية.
وقال المفاوض الأميركي مارشال بيلينغسلي في مؤتمر صحافي غداة استئناف المحادثات في فيينا بين موسكو وواشنطن: «من الواضح أن بكين تشعر بالحرج. إنهم ملزمون التفاوض بحسن نية معنا ومع الروس». وأضاف أنه بغيابها عن هذا الاجتماع فإن «الصين لم تعاند فقط الولايات المتحدة وروسيا وإنما العالم أجمع».
ويصر الرئيس الأميركي دونالد ترمب على مشاركة بكين في اتفاق مستقبلي يكون بديلاً من معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية «نيو ستارت» الثنائية الموقعة عام 2010 والتي ينتهي مفعولها في 5 فبراير (شباط) 2021.
وعقدت جلسة مفاوضات أميركية روسية أمس (الإثنين) للمضي قدماً في هذه المسألة، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
ومعاهدة «نيو ستارت» هي آخر اتفاق نووي ساري المفعول بعدما سحب ترمب بلاده من ثلاثة اتفاقات دولية حول الحدّ من التسلّح.
وقال بيلينغسلي، ممثل الرئيس الأميركي لشؤون التسلّح، أنه أجرى مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف «تبادلاً صريحاً للآراء عن الرؤية الأميركية لشكل الاتفاق الثلاثي».
وحول مخزون الأسلحة للصين، أضاف المفاوض الأميركي: «أتيحت لنا الفرصة أيضاً لتخصيص كثير من الوقت لتقديم معلومات تفصيلية (...) بشأن تحليلنا لبرامج زعزعة الاستقرار المتسارع والمقلق الذي تنفذه دول ثالثة».
واعترف بوجود خلاف في وجهات النظر مع روسيا حول مشاركة الصين في المحادثات، لكنه أشار إلى أن المفاوضات مع موسكو ستستمر، وسيعقد اجتماع آخر «أواخر يوليو (تموز) او أوائل أغسطس (آب)» بين ممثلي البلدين.
واعتبرت روسيا الثلاثاء ان إصرار الولايات المتحدة على إشراك الصين في محادثات الحد من التسلح أمر «غير واقعي»، موضحة أنها لا تنوي «استخدام نفوذها لدى الصين كما يرغب الأميركيون» لجلب بكين إلى طاولة المفاوضات.



رئيسة «الجنائية الدولية» تنتقد أميركا وروسيا بسبب التهديدات الموجّهة للمحكمة

خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
TT

رئيسة «الجنائية الدولية» تنتقد أميركا وروسيا بسبب التهديدات الموجّهة للمحكمة

خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)

انتقدت رئيسة المحكمة الجنائية الدولية، الولايات المتحدة وروسيا، بسبب تدخلهما في تحقيقات المحكمة، ووصفت التهديدات والهجمات على المحكمة بأنها «مروعة».

وقالت القاضية توموكو أكاني، في كلمتها أمام الاجتماع السنوي للمحكمة الذي بدأ اليوم (الاثنين)، إن «المحكمة تتعرض لتهديدات بعقوبات اقتصادية ضخمة من جانب عضو دائم آخر في مجلس الأمن، كما لو كانت منظمة إرهابية»، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وأضافت: «إذا انهارت المحكمة، فإنّ هذا يعني حتماً انهيار كلّ المواقف والقضايا... والخطر على المحكمة وجودي».

وكانت أكاني تشير إلى تصريحات أدلى بها السيناتور الأميركي، ليندسي غراهام، الذي سيسيطر حزبه الجمهوري على مجلسي الكونغرس الأميركي في يناير (كانون الثاني) المقبل، والذي وصف المحكمة بأنها «مزحة خطيرة»، وحض الكونغرس على معاقبة المدعي العام للمحكمة.

القاضية توموكو أكاني رئيسة المحكمة الجنائية الدولية (موقع المحكمة)

وقال غراهام لقناة «فوكس نيوز» الأميركية: «أقول لأي دولة حليفة، سواء كانت كندا أو بريطانيا أو ألمانيا أو فرنسا: إذا حاولت مساعدة المحكمة الجنائية الدولية، فسوف نفرض ضدك عقوبات».

وما أثار غضب غراهام إعلان المحكمة الجنائية الدولية الشهر الماضي، أن قضاة المحكمة وافقوا على طلب من المدعي العام للمحكمة كريم خان بإصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق، والقائد العسكري لحركة «حماس» بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية فيما يتصل بالحرب المستمرة منذ ما يقرب من 14 شهراً في غزة.

وقوبل هذا القرار بإدانة شديدة من جانب منتقدي المحكمة، ولم يحظَ إلا بتأييد فاتر من جانب كثير من مؤيديها، في تناقض صارخ مع الدعم القوي الذي حظيت به مذكرة اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي، على خلفية تهم بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

كما وجهت أكاني، اليوم (الاثنين)، أيضاً انتقادات لاذعة لروسيا، قائلة: «يخضع كثير من المسؤولين المنتخبين لمذكرات توقيف من عضو دائم في مجلس الأمن».

وكانت موسكو قد أصدرت مذكرات توقيف بحق كريم خان المدعي العام للمحكمة وآخرين، رداً على التحقيق في ارتكاب بوتين جرائم حرب بأوكرانيا.