في الساعة الثامنة من مساء كل يوم، يكسر صمت الشوارع المهجورة صوت حاد ومنظم. ليس صفارة سيارات الإسعاف المتواترة، بل هتاف وتصفيق وقرع على الأواني. آلاف المواطنين يخرجون إلى شرفاتهم، وآلاف آخرون يطلون من نوافذهم لتكريم عمال الصحة «الأبطال». تختلف المواعيد والقارات، وتتكرّر المشاهد. امتزجت مشاعر الفخر والامتنان والحزن والخوف لشكر جنود الخط الأمامي ضد وباء «كوفيد - 19»، على جهودهم التي لا تكل لاحتواء العدوى وإنقاذ الأرواح.
كان ذلك بالأمس، عندما كانت أكبر اقتصاديات العالم تمر بأسوأ أزمة صحية في التاريخ الحديث. ومع تراجع الإصابات والوفيات، وقف التصفيق وتعالت أصوات من نوع آخر في عواصم بدأت تستعيد حياتها تدريجياً. أصواتٌ طغى عليها الغضب والإحباط والإرهاق، دفعت بعاملين في القطاع الصحي إلى التظاهر في شوارع باريس ونيويورك وواشنطن، وتنظيم حملات ضغط على سياسيي لندن ومدريد وروما للمطالبة بتحسين ظروف عملهم وتوفير مستلزمات الحماية الشخصية، ورفع رواتبهم.
وبين بطولة الأمس ومطالب اليوم، تلتقط الطواقم الصحية أنفاسها، وتستعد لمواجهة موجة ثانية من الوباء قد تطل على العالم في الخريف.
- القطاع الطبي الفرنسي مريض... و«كورونا» كشف أعراضه
- التزام إسباني وإيطالي بدعم الطواقم الصحية المنهكة
- كوادر روسيا الطبية تلتقط أنفاسها بانتظار الموجة الثانية
- «الصحة الأميركية» تواجه تحديات ضخمة مع استمرار تفشي الوباء