اليابان تعتزم بناء أول ناقلة نفط تعمل بالبطارية

بحمولة 499 طناً وسرعة 11 عقدة

اليابان تعتزم بناء أول ناقلة نفط تعمل بالبطارية
TT

اليابان تعتزم بناء أول ناقلة نفط تعمل بالبطارية

اليابان تعتزم بناء أول ناقلة نفط تعمل بالبطارية

أعلنت شركة الشحن اليابانية «أساهي تانكر» عن خطّة لبناء أوّل ناقلتين للنفط تعملان بالدفع الكهربائي دون انبعاثات، «في العالم»، ستستمدّان طاقتهما من بطاريات «أيون الليثيوم».
المعلومات والتفاصيل المتوفرة حول الناقلتين ليست كثيرة، ولكنّ موقع «ذا دريفين» الإلكتروني أورد بعضاً من خصائص السفينتين اللتين ستستخدمان نموذج «إ ي 5 تانكر» (e5tanker) المخطط والمصمم في إطار مشروع «إي 5 لابل» الذي أعلن عنه في أغسطس (آب) 2019، وتشارك فيه 4 شركات هي «أساهي تانكر» و«إيكزينو ياماميزو» و«ميتسوي» و«ميتسوبيشي».
صُمّمت السفينة الكهربائية المزوّدة بتقنية البطاريات للعمل كناقلة نفط في خليج طوكيو باي، بحمولة تصل إلى 499 طناً، وقدرة على السير بسرعة 11 عقدة.
تصل سعة الناقلة إلى حوالي 1300 متر مكعّب، وتبدأ طاقة بطاريتها الرئيسية من 3500 كيلو واط في الساعة. وبهذه التركيبة، ستعمل المركبة دون إنتاج انبعاثات الكربون وأكسيد النيتروجين وأكسيد الكبريت والدخان.
وتأمل شركة «أساهي تانكر» أن توفّر في ناقلتها الجديدة عدداً من الخصائص التي تراعي مصالح الطاقم البشري والبيئة كعدد من الأدوات الرقمية التي تتضمّن معدّات آلية، وأدوات «إنترنت الأشياء»، لتخفيف الأعباء المترتبة على الطاقم الذي يقودها، وتعزيز الفعالية التشغيلية في الوقت نفسه.
وشرح الإعلان أنّ الشركة «ستعمل مع الشركات الأخرى في مشروع (إي 5 لاب) على تحسين بيئة العمل عبر تطوير وتقديم مركبات متقدّمة، والاستمرار في تأمين خدمات نقل أكثر جودة وأماناً».
يُفترض بهذه الناقلة الكهربائية أن تكون الأولى في العالم على مستوى التطوير، وأن تمثّل خطوة تقدمية كبيرة كونها أولى ثمرات مشروع «إي 5 لاب». وتشكّل الناقلة الجديدة التي من المزمع إنهاء تطويرها على مراحل متتابعة بين مارس (آذار) 2022 ومارس 2023 جزءاً من خطط «إي 5 لاب» لمعالجة عدد من التحديات التي تواجه صناعة الشحن في اليابان.
وتشمل هذه التحديات السيطرة على انبعاثات غازات الدفيئة، وتحسين بيئة العمل لطواقم الشحن، بالإضافة إلى تأمين منصة للناقلات الكهربائية لشركاء المشروع، إلى جانب مركبات متفوقة ونظام دعم شامل لتطوير نموذج نمو مستدام في قلب الصناعة.



«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
TT

«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها

قبل بضع سنوات، وجدت شانون فالور نفسها أمام تمثال «بوابة السحاب (Cloud Gate)»، الضخم المُصمَّم على شكل قطرة زئبقية من تصميم أنيش كابور، في حديقة الألفية في شيكاغو. وبينما كانت تحدق في سطحه اللامع المرآتي، لاحظت شيئاً، كما كتب أليكس باستيرناك (*).

وتتذكر قائلة: «كنت أرى كيف أنه لا يعكس أشكال الأفراد فحسب، بل والحشود الكبيرة، وحتى الهياكل البشرية الأكبر مثل أفق شيكاغو... ولكن أيضاً كانت هذه الهياكل مشوَّهة؛ بعضها مُكبَّر، وبعضها الآخر منكمش أو ملتوٍ».

الفيلسوفة البريطانية شانون فالور

تشويهات التعلم الآلي

بالنسبة لفالور، أستاذة الفلسفة في جامعة أدنبره، كان هذا يذكِّرنا بالتعلم الآلي، «الذي يعكس الأنماط الموجودة في بياناتنا، ولكن بطرق ليست محايدة أو موضوعية أبداً»، كما تقول. أصبحت الاستعارة جزءاً شائعاً من محاضراتها، ومع ظهور نماذج اللغة الكبيرة (والأدوات الكثيرة للذكاء الاصطناعي التي تعمل بها)، اكتسبت مزيداً من القوة.

مرايا الذكاء الاصطناعي مثل البشر

تبدو «مرايا» الذكاء الاصطناعي مثلنا كثيراً؛ لأنها تعكس مدخلاتها وبيانات التدريب، مع كل التحيزات والخصائص التي يستلزمها ذلك. وبينما قد تنقل القياسات الأخرى للذكاء الاصطناعي شعوراً بالذكاء الحي، فإن «المرآة» تعبير أكثر ملاءمة، كما تقول فالور: «الذكاء الاصطناعي ليس واعياً، بل مجرد سطح مسطح خامل، يأسرنا بأوهامه المرحة بالعمق».

غلاف كتاب «مرايا الذكاء الاصطناعي»

النرجسية تبحث عن صورتها

كتابها الأخير «مرآة الذكاء الاصطناعي (The AI Mirror)»، هو نقد حاد وذكي يحطِّم عدداً من الأوهام السائدة التي لدينا حول الآلات «الذكية». يوجه بعض الاهتمام الثمين إلينا نحن البشر. في الحكايات عن لقاءاتنا المبكرة مع برامج الدردشة الآلية، تسمع أصداء نرجس، الصياد في الأساطير اليونانية الذي وقع في حب الوجه الجميل الذي رآه عندما نظر في بركة من الماء، معتقداً بأنه شخص آخر. تقول فالور، مثله، «إن إنسانيتنا مُعرَّضة للتضحية من أجل هذا الانعكاس».

تقول الفيلسوفة إنها ليست ضد الذكاء الاصطناعي، لكي نكون واضحين. وسواء بشكل فردي، أو بصفتها المديرة المشارِكة لمنظمة «BRAID»، غير الربحية في جميع أنحاء المملكة المتحدة المكرسة لدمج التكنولوجيا والعلوم الإنسانية، قدَّمت فالور المشورة لشركات وادي السيليكون بشأن الذكاء الاصطناعي المسؤول.

نماذج «مسؤولة» ومختبرة

وهي ترى بعض القيمة في «نماذج الذكاء الاصطناعي المستهدفة بشكل ضيق والآمنة والمختبرة جيداً والمبررة أخلاقياً وبيئياً» لمعالجة المشكلات الصحية والبيئية الصعبة. ولكن بينما كانت تراقب صعود الخوارزميات، من وسائل التواصل الاجتماعي إلى رفاق الذكاء الاصطناعي، تعترف بأن ارتباطها بالتكنولوجيا كان مؤخراً «أشبه بالوجود في علاقة تحوَّلت ببطء إلى علاقة سيئة. أنك لا تملك خيار الانفصال».

فضائل وقيم إنسانية

بالنسبة لفالور، إحدى الطرق للتنقل وإرشاد علاقاتنا المتزايدة عدم اليقين بالتكنولوجيا الرقمية، هي الاستفادة من فضائلنا وقيمنا، مثل العدالة والحكمة العملية. وتشير إلى أن الفضيلة لا تتعلق بمَن نحن، بل بما نفعله، وهذا جزء من «صراع» صنع الذات، بينما نختبر العالم، في علاقة مع أشخاص آخرين. من ناحية أخرى، قد تعكس أنظمة الذكاء الاصطناعي صورة للسلوك أو القيم البشرية، ولكن كما كتبت في كتابها، فإنها «لا تعرف عن التجربة الحية للتفكير والشعور أكثر مما تعرف مرايا غرف نومنا آلامنا وأوجاعنا الداخلية».

الخوارزميات والعنصرية وعدم المساواة

في الوقت نفسه تعمل الخوارزميات المدربة على البيانات التاريخية، بهدوء، على تقييد مستقبلنا بالتفكير نفسه الذي ترك العالم «مليئاً بالعنصرية والفقر، وعدم المساواة، والتمييز، وكارثة المناخ».

«كيف سنتعامل مع تلك المشكلات الناشئة التي ليست لها سابقة؟»، تتساءل فالور، وتشير: «مرايانا الرقمية الجديدة تشير إلى الوراء».

الاعتماد على السمات البشرية المفيدة

مع اعتمادنا بشكل أكبر على الآلات، وتحسينها وفقاً لمعايير معينة مثل الكفاءة والربح، تخشى فالور أننا نخاطر بإضعاف عضلاتنا الأخلاقية أيضاً، وفقدان المسار للقيم التي تجعل الحياة تستحق العناء.

مع اكتشافنا لما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي، سنحتاج إلى التركيز على الاستفادة من السمات البشرية الفريدة أيضاً، مثل التفكير القائم على السياق والحكم الأخلاقي، وعلى تنمية قدراتنا البشرية المتميزة. كما تعلمون. وهي تقول: «لسنا بحاجة إلى هزيمة الذكاء الاصطناعي. نحن بحاجة إلى عدم هزيمة أنفسنا».

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً