متحف فيرجينيا الأميركي يحتفي بـ«آثار مدن مصر الغارقة»

تمثال للمعبود حابي
تمثال للمعبود حابي
TT

متحف فيرجينيا الأميركي يحتفي بـ«آثار مدن مصر الغارقة»

تمثال للمعبود حابي
تمثال للمعبود حابي

مع بداية عودة المتاحف الأميركية لاستقبال الجمهور، عقب فترة إغلاق استمرت أكثر من شهرين بسبب انتشار فيروس «كورونا المستجد»، أعلن «متحف فيرجينيا للفنون الجميلة» عن افتتاح معرض للآثار المصرية في الرابع من يوليو (تموز) المقبل، تحت عنوان «كنوز مصر القديمة: المدن الغارقة».
وعبر موقعه الإلكتروني وجه المتحف دعوة لعشاق الآثار المصرية القديمة للغوص ومحاولة اكتشاف ما وصفه بـ«المجموعة الأثرية الأكثر غموضاً عبر كل العصور»، معتبراً المعرض بمثابة «فرصة العمر لمشاهدة كنوز مدينتين من مدن مصر القديمة القوية، اللتين غرقتا في مياه البحر الأبيض المتوسط قبل أكثر من ألف عام، حيث دمرتهما كارثة طبيعية في القرن الثامن الميلادي، وهما مدينتا هيراكليون، وكانوبس اللتان كانتا مركزاً للتجارة، وامتزجت فيهما الحضارة المصرية باليونانية في الفنون والعبادة والحياة اليومية».
ويضم المعرض 293 قطعة أثرية حسب الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الذي أوضح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «المعرض يلقي الضوء على فترة مهمة من تاريخ مصر، من خلال مجموعة من القطع الأثرية التي استخرجت من أعماق البحر المتوسط على مدار السنوات الماضية، والتي تظهر قوة مصر كمركز تجاري وديني في تلك الفترة».
ويحكي المعرض قصة مدينتي هيراكليون وكانوبيس، من خلال مجموعة من الآثار انتُشلت من الساحل الشمالي لمصر عند الميناء الشرقي للإسكندرية، وخليج أبو قير، إضافة إلى مجموعة من القطع الأثرية التي كانت معروضة في عدد من المتاحف المصرية.
وعلى مدار قرون ظلت المدينتان معروفتين فقط عبر ما كتب عنهما في الكتابات القديمة، فلم يكن لهما أثر، بعد أنّ أغرقهما زلزال مدمر، حسب موقع متحف فيرجينيا، حتى تمكن عالم الآثار الفرنسي فرانك جوديو والمؤسسة الأوروبية للآثار الغارقة من إعادة الحياة من جديد لهاتين المدينتين، موضحاً أنّ «اكتشافات المؤسسة الأوروبية للآثار الغارقة أعادت تشكيل إدراكنا للثقافات والعقائد وتاريخ مصر في منطقة المتوسط، حيث تظهر القطع المكتشفة التميز الاقتصادي والثقافي للمدينتين، والعادات الدينية وتقاليد المجتمع في تلك الفترة حيث كانت هيراكليون مركزاً تجارياً رئيسياً لمصر مع اليونان، بينما استقبلت مدينة كانوبيس الحجيج من كافة أنحاء المتوسط، خاصة أتباع الإله أوزوريس».
وبدأت مصر التنقيب عن الآثار تحت سطح البحر الأبيض المتوسط، في التسعينات من القرن الماضي، عقب إنشاء إدارة متخصصة للآثار الغارقة عام 1995. حيث اكتُشفت بقايا فنار الإسكندرية القديم بجوار قلعة قايتباي وأجزاء من الحي الملكي، وعدد من القطع الأثرية، التي تؤرخ لمدن مصر المفقودة، وكان هناك مخطط لإنشاء متحف للآثار الغارقة تحت الماء بالتعاون مع اليونيسكو عام 2006. لكن المشروع توقف، وما زالت أعمال التنقيب مستمرة للكشف عن بقايا المدينتين، وإن كانت وزارة السياحة والآثار المصرية قد توقفت عن استخراج القطع المكتشفة من المياه حيث تتعرض للضرر عند تعرضها للهواء. وأوضح متحف فرجينيا أن «القطع المعروضة تعطي لمحة عن قوة المملكة البطلمية في مصر، وعن امتزاج الحضارة والثقافة المصرية واليونانية في تلك الفترة، في شتى مناحي الحياة التجارية والاقتصادية والدينية، من خلال مجموعة من المجوهرات والعملات والقطع الأثرية وتماثيل الآلهة»، مشيراً إلى أن «هذا هو المعرض الوحيد للآثار الغارقة في الساحل الشرقي الأميركي قبل عودة القطع الأثرية إلى مصر».
وبدأ المعرض جولته الخارجية في عام 2015، حيث استضافه معهد العالم العربي في باريس، ثم انتقل إلى المتحف البريطاني، وكانت مدينة زيوريخ السويسرية آخر محطاته الأوروبية، قبل أن ينتقل للولايات المتحدة الأميركية في عام 2018 بجولة ضمت أربع مدن وهي سانت لويس بولاية ميسوري، ومينابوليس في ولاية مينيسوتا، ولوس أنجليس بولاية كاليفورنيا، وأخيرا فيرجينيا.
ويضمّ المعرض، الذي سيستمر حتى 18 يناير (كانون الثاني) من العام المقبل، مجموعة من القطع الأثرية بينها تماثيل لملوك وملكات وللآلهة إيزيس وسيرابيس، وصفتها وزارة الآثار بأنها «ضخمة» حيث يصل طول بعضها إلى 16 قدماً، إضافة إلى ومجموعة من الحلي والأدوات المنزلية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.