سباق الخيل البريطاني بدون جمهور... وعروض الأزياء مستمرة افتراضياً

TT

سباق الخيل البريطاني بدون جمهور... وعروض الأزياء مستمرة افتراضياً

لطالما شكلت سباقات الخيول الملكية البريطانية «رويال أسكوت» مصدر إلهام لتصاميم أزياء المجتمع الراقي من إبداع ماريا زوربتزوفا، خاصة القبعات التي كثيراً ما زينت رؤوس جمهور المتفرجات، والتي كثيراً ما شاهدناها في تلك المناسبات.
لكن السباقات أغلقت أبوابها أمام المتفرجين هذا العام لترسل برسائل وتثير علامات استفهام بشأن خطط زوربتزوفا وتصاميمها للعام الجاري.
نيابة عن حملة #Styledwiththanks عبر موقع التواصل «تويتر» التي دشنها القائمون على سباقات «رويال أسكوت» دعماً للجمعيات الخيرية وللمتضررين من فيروس «كورونا»، صممت زوربتزوفا بلورات مصنوعة يدوياً لتشع ألوان قوس قزح عبر «تويتر» لم يكن الغرض منها بث الأمل فحسب، بل أيضاً تذكير الناس بالحفاظ على التباعد الاجتماعي.
لم تكن زوربتزوفا الوحيدة التي تكيفت مع الظروف الجديدة. فعندما افتتح السباق فعالياته الفنية التي استغرقت خمسة أيام الأسبوع الجاري، كان مضمار إقامة الحدث الأنيق لسباق الخيل العريق خاوياً بشكل غريب بعد أن غاب عنه الحشد المعتاد البالغ 300 ألف متفرج. لكن الحضور المتفاني ظهر عن بعد، حيث عرض أكثر الفساتين والقبعات رفاهية عبر الإنترنت.
ارتدى آلاف الأشخاص ملابسهم واتجهوا إلى ساحاتهم الخلفية والحدائق المحلية للمشاركة في عرض افتراضي للأزياء والثقافة البريطانية للتجمع تحت شعار هاشتاغ #Styledwiththanks.
وتماشياً مع تقاليد «رويال أسكوت» التي يمتد عمرها إلى 300 عام، قامت سيدات من مختلف دول العالم بعرض مجموعة كبيرة من القبعات على أحدث طرز الموضة، مع أنماط بدا بعضها مبالغاً، وبعضها غير عادي وبعضها عادي، حيث حاكت التصاميم من خلالها أشكالاً مثل الدوامات والنوافير وسلطة الفاكهة وغيرها من الأشكال الغريبة.
وفي إشارة إلى خطط العمل التي تعطلت بسبب الظروف الحالية، قالت زوربتزوفا، إن «هذه واحدة من أكبر الأحداث الاجتماعية في إنجلترا التي ينتظرها الناس قبل موعدها بوقت طويل».
أضافت قائلة: «لا يزال الجميع يبذلون جهداً كبيراً ليستمروا على تفردهم. فرويال أسكوت هو المكان الذي يمكن أن تقضي فيه يوماً رائعاً، وأعتقد أن هذا شيء يمكننا الاستمتاع به اليوم، حتى في هذه الأوقات العصيبة».
حتى أولئك الذين اضطروا للعمل من المنزل الأسبوع الجاري شاركوا في الحدث. على سبيل المثال، بيليندا برادي، مستشارة خدمة العملاء التي دأبت على حضور السباق طيلة 14 عاماً، ارتدت فستاناً وقبعة في جميع مؤتمرات الفيديو التي ظهرت فيها الثلاثاء.
وقالت: «لا يوجد شيء مثل أسكوت. على مدار السنين الماضية، التقيت بأكثر الناس جمالاً وإثارة للاهتمام من جميع الأعمار والأعراق. فالجميع يبذلون جهداً كبيراً ليبدو الحدث رائعاً، ولذلك كان علي القيام بشيء هذا العام». لم يكتفِ جمهور أسكوت الافتراضي عبر الإنترنت بارتداء ملابسهم الرسمية فحسب، بل تفننوا في إضافة المزيد من الزخارف، ووضعوا طاولات لتقديم الشاي الإنجليزي المعروف خلال فترة ما بعد الظهر فيما كان الناس يشاهدون السباقات على شاشة التلفاز ويلتقطون الصور لينشروها على الإنترنت.
قام جيف ديرهام وعائلته الذين يشاركون جميعاً في تنظيم سباقات الخيل ودأبوا على حضور سباقات «أسكوت» كل عام، ببناء المقصورة الملكية المؤقتة، التي تعتبر مكان الضيافة الأكثر تميزاً في الحدث. ويُطلب من النساء ارتداء ملابس نهارية رسمية - بما في ذلك قبعة بقاعدة صلبة من 4 بوصات على الأقل - ويتعين على الرجال ارتداء القبعة وبدلة ذات ذيل طويل.
وفي وصفه للحدث، قال درهم: «لدينا حديقة كبيرة وأردنا إعادة خلق المناسبة الاجتماعية، حيث ترتدي ملابسك بشكل لم تعتده من قبل، وتلتقي بأصدقاء، وتتناول بعض الطعام اللذيذ وتقضي يوماً رائعاً».
الجدير بالذكر أن عائلته اتبعت جميع إجراءات السلامة للوقاية من فيروس «كورونا».
«لم يكن من السهل أن نفعل ذلك مع مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي وغسل اليدين واستعمال المناديل المبللة وتعقيم هذا وذاك، لكننا تمكنا من كل ذلك».
استلهمت بعض النساء المشاركات في حملة أسكوت الافتراضية موضوع فيروس كورونا وصنعت القبعات من منتجات التنظيف الفارغة والقفازات المطاطية.
وقالت روزي آن تايلور، بائعة زهور عاشقة للخيل عادة ما تختار ملابس «أسكوت» قبل أشهر من إقامة الحدث: «لقد حبس الناس في المناول منذ شهور ولم يرتدوا سوى ملابسهم الداخلية وبيجامات النوم خلال الفترة الماضية».
أضافت أنه لم يكن هناك وقت أفضل من هذا لإقامة سباقات أسكوت. «لقد احتجنا إلى عذر للخروج والتألق، ومن الممتع أن تتباهى بمظهرك حتى عبر منصة (إنستغرام) حيث يتابع الجميع علامات التصنيف والتعليقات. أعلم أن هذا ليس أفضل الشيء، لكنه أفضل من عدم إقامة الحدث».
غير أن خيبة الأمل الكبرى هذا العام للمتفرجين في المنازل والفرسان في مضمار السباق كانت في غياب واحدة من أكبر المتحمسات للسباق وهي الملكة إليزابيث الثانية، التي لم تتخلف عن سباق واحد من سباقات «رويال أسكوت» خلال فترة حكمها التي استمرت 68 عاماً. غير أن جلالة الملكة قالت في بيان مكتوب: «أنا واثقة من أنها ستظل واحدة من أفضل المناسبات الرياضية في بريطانيا».
تبدأ السباقات عادة بوصول الملكة وأفراد العائلة المالكة البريطانية بعربات تجرها الخيول في موكب أسفل مضمار السباق، مستهلين الرهان الأول في اليوم على لون قبعة الملكة.
يقول عشاق الفروسية إن غياب روعة وجمال المشهد المعتاد جعل الأنظار تتجه بشكل أكبر للرياضة نفسها. وبالنسبة للملكة، كان هناك الكثير للاحتفال به هذا العام بعد فوز جوادها بالمركز الأول في سباق «وندسور كاسل ستيكس» الأربعاء، وهو الفوز الأول لها منذ أربع سنوات.
وفي هذا الصدد، قال إدوارد ويتاكر، كبير المصورين في موقع «ذا ريسينغ بوست» الذي غطّى السباقات الأسبوع الجاري إن «سباق أسكوت يميل بشكل عام إلى جذب حشود من الناس الذين ربما لا يجدون مناسبة كهذه للاستمتاع سوى مرة واحدة في السنة، نظرا لأنه يشتمل على تناول وجبة الغداء وارتداء الملابس الكلاسيكية المميزة، وبعد ذلك يأتي سباق الخيل على الهامش».
ورفض ويتاكر الرأي القائل إن الأجواء المحيطة بالسباقات هذا العام قاتمة، مؤكداً أنه «فريد تماماً ولن يتكرر مثل هذا الحدث مرة أخرى، لذا من المهم التقاطه». وأضاف: «هناك أيضاً تلك اللحظات الرائعة عندما يندفع الفرسان بخيولهم نحو خط النهاية وتسمع صدى ارتطام حوافر الجياد بالأرض قرب خط النهاية».
حان الوقت لتناول شاي بعد الظهيرة التقليدي، وها هي ماريا بريخودكو، مدوّنة أزياء تبلغ من العمر 31 عاماً تحضر السباقات كل عام برفقة والدتها، طلبت صينية شاي في حديقة منزلها الخلفية ووصلت كاملة مع الصحون والكؤوس الصينية.
استعادت الابنة ذكريات الشاي في سباقات العام الماضي عندما أمسكت بكأسها وأعطته لوالدتها قائلة: «استريحي من فضلك واستمتعي». مضيفة: «هذا ما فعلناه بالضبط، لقد ارتدينا ملابسنا، وتناولنا الشاي، ووضعنا رهاناتنا وقضينا وقتاً ممتعاً».
أعادت الأم وابنتها ترديد النشيد الوطني البريطاني الذي عادة ما تعزفه فرقة موسيقية حية في نهاية السباقات كل عام.
أضافت: «كان لدي علمان إنجليزيان من العام الماضي. لذلك أعطيت واحدا لأمي ورفعت الآخر وأدرت النشيد الوطني على هاتفي المحمول وغنينا (Rule Britannia)، ولوحنا بأعلامنا في المطبخ».

- خدمة {نيويورك تايمز}


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».