جهود سعودية دؤوبة تعيد لعدن رونقها

حملات بيئية وتأهيل وإنارة الشوارع وإزالة مخلّفات السيول

رذاذ يتطاير من سيارة تجوب شوارع عدن ضمن مشروع الإصحاح البيئي (البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
رذاذ يتطاير من سيارة تجوب شوارع عدن ضمن مشروع الإصحاح البيئي (البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

جهود سعودية دؤوبة تعيد لعدن رونقها

رذاذ يتطاير من سيارة تجوب شوارع عدن ضمن مشروع الإصحاح البيئي (البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
رذاذ يتطاير من سيارة تجوب شوارع عدن ضمن مشروع الإصحاح البيئي (البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

أعاد البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن لمدينة عدن رونقها، عبر حملات متواصلة لرفع أطنان من المخلفات وتنظيف الشوارع والأحياء، وإعادة تأهيل وإنارة شوارع المدينة، التي تتخذها الحكومة الشرعية عاصمة مؤقتة للبلاد، إلى جانب شفط مياه الأمطار، وتنفيذ حملات الرش الضبابي للقضاء على البعوض الناقل للأمراض.
‏‫لجنة الطوارئ التابعة للمشروع تواصل حتى اليوم تنفيذ حملة «عدن أجمل»، كي تعيد للمدينة جمالها، إذ يؤدي شباب المدينة من الجنسين والمدعومين من المشروع السعودي لتنمية وإعمار اليمن، جهوداً مكثفة لإزالة ما خلفته الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي قبل سنوات، وإصلاح ما لحق بشوارع وأحياء المدينة من أضرار، نتيجة القتال، ونتيجة تراكم المخلفات والقمامة، وانسداد مجاري السيول عقب الأمطار الغزيرة التي هطلت أخيراً على المدينة.
وتقول أمل محمد لـ«الشرق الأوسط»، «ظهرت جهود مشروع (عدن أجمل)، خلال الأمطار الأخيرة، حيث وجدنا الفرق الميدانية تنزل إلى الشوارع مباشرة، تقوم بشفط المياه، ثم تقوم بعمليات الرش، وبعدها حملة رفع المخلفات وتنظيف الشوارع، وهذا أدى إلى عدم تكرار المأساة التي حصلت من قبل».
وتضيف: «تشعر بارتياح وأنت تشاهد الشباب العاملين في الحملة يقومون بتنظيف الكورنيش والحدائق، إلى جانب الأحياء والشوارع، فهذا يعيد لعدن جزءاً من جمالها ورونقها الذي فقدته بسبب عدم الاهتمام وانتشار العشوائيات».
أما إبراهيم، وهو عامل في مطعم في مديرية الشيخ عثمان وسط المدينة، فيؤكد أن النزول الفوري للمشروع السعودي إلى الأحياء عقب الأمطار الأخيرة مباشرة جنب المديرية كارثة «حميّات وبائية»، حيث سارعت فرق «عدن أجمل» إلى شفط المياه الراكدة في كل الحارات، كما قامت فرق الرش بمكافحة البعوض الناقل للأمراض، ومعها قام المشروع برفع المخلفات وأكوام القمامة المكدسة.
ووفق منجزات الحملة التي طلبت من السكان الاتصال بها، في حال لم تصلهم فرق المشروع لشفط مياه الأمطار ورفع المخلفات، فقد انتشرت هذه الفرق في مديرية التواهي جنوب المدينة، وتولت تنظيف وشفط وتعقيم أحياء «الشوله، الخرابة، العمقي، المحكمة، الروضة، التجاري، سوق عامر»، حيث رفعت المخلفات والقمامة المكدسة.
وامتدت هذه الفرق إلى مديرية البريقة الواقعة على حدود محافظة لحج (شمال غربي المدنية)، كما انتشرت فرق النظافة والرش الضبابي في أحياء «الفارسي، الدكة، البي كلاس، الكسارة، الجولف، كود النمر، الخيسة، الشرطة، السوق، البيبي، مستشفى الأمل، الغدير، مخيمات النازحين في الفارسي والحفرة».
وقبل ذلك قامت هذه الفرق برفع المخلفات وأكوام القمامة من أحياء مديرية المعلا‬ ومنطقة القلوعة‬، كما وصلت إلى مدينة التقنية، وشمسان مول، والهاشمي، حيث تم شفط مياه الأمطار الراكدة، وتسهيل حركة السير، والحد من انتشار البعوض والأمراض.
‏كما وجودت فرق الطوارئ ‬ في أحياء «ريمي وجولة كالتكس والخط البحري» لشفط مياه الأمطار لفتح الطريق وتسهيل حركة السير. وانتقلت إلى «الممدارة والمشروع خلف ملعب 22 مايو» لرفع مخلفات القمامة المكدسة، والمحافظة على المظهر الجمالي للمنطقة.
واستكمالاً لهذه الحملة، وقعت منذ أيام على اتفاقيات رصف وإنارة شوارع رئيسية في مدينة عدن بكلفة بلغت 4 ملايين دولار، بدعم كامل من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.
الاتفاقية تشمل ساحل أبين، ابتداءً من جولة العاقل حتى جولة الرحاب، وطريق كالتكس الحسوة مع تركيب 300 عمود إنارة تعمل بالطاقة الشمسية، وكذا تركيب 200 عمود إنارة مزدوج من تقاطع كابوتا خط التسعين وحتى جولة السفينة، ومن طريق كالتكس حتى جولة الغزل والنسيج، امتداداً إلى طريق السجن المركزي، ثم طريق جولة ريجل وحتى جولة العاقل.
هذه الجهود جنبت مدينة عدن كارثة مشابهة لتلك التي ضربت المدينة في نهاية مارس (آذار)، حيث ألحقت الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة حينها أضراراً بالغة في الممتلكات جراء تدفق السيول إلى الأحياء السكنية.
كما غمرت مياه الأمطار الكثير من أحياء العاصمة عدن، وتكونت معها برك مائية كبيرة، جراء السيول المتدفقة من الجبال المحيطة، وامتلاء قنوات الصرف الصحي التي فاضت إلى الشوارع، وأصبحت موطناً لانتشار البعوض الناقل للأمراض، وهو ما تسبب في اجتياح موجة من «الحميّات» للمدينة رافقها ظهور فيروس كورونا، ما رفع معدل الوفيات اليومية من 12 شخصاً إلى أكثر من 92 شخصاً في اليوم، حسب تقارير صحية.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».