يتحدث أطباء سعوديون عن أوقات فراغهم التي تتحول ألما من تذكر بعض آلام مرضاهم حينا وعدم التقيد بالإجراءات في لحظات أخرى، يتحدثون أن ما يعيشونه مع كورونا هو نقطة تحول كبرى في حياتهم التي تمر أيامها أعواما.
حكايات يرويها بعض من المرابطين على حدود المواجهة أمام وباء خفي يسعون للتغلب عليه وتحقيق حالات الشفاء التي يرونها أهم قضاياهم في سبيل المواجهة ضد كورونا المستجد.
قصص عديدة للممارسين الصحيين في المستشفيات التي يحرصون أن تكون أكثر عناية وحرصا على سلامة المرضى أو من يشتبه بمرضهم، يتحدثون عن تفاصيل حياتهم اليومية.
يذكر الدكتور عبد الرحمن السعدون، أستاذ مساعد في كلية الطب واستشاري عناية مركزة وأمراض كلى، من موقعه الصحي: «عند القيام بإجراء طبي مباشر للمصاب بالفيروس يرتدي الطبيب قناع الـ«N95» ولكل طبيب يملك قياساً مخصصاً مختلفاً عن الآخر، بالإضافة إلى ارتداء الـ«Face Shield»».
ويشير السعدون في حديث مع «الشرق الأوسط» نحو اختلاف اللبس الوقائي للطبيب حسب الإجراء المقدم للمريض ومدى خطورته، ولكن لا يتنازل الأطباء عن القناع الطبي، والقفاز، وحامي الأقدام والمرايل البلاستيكية.
وما إن يشكل خروج الطبيب المواجه لـ«كوفيد - 19» بشكل يومي خطراً على الأماكن العامة، يقول السعدون، إن جميع الإجراءات الطبية المنطبقة على العامة أثناء الخروج - للضرورة - تنطبق كذلك على الأطباء.
وأما الوفيات الناتجة عن إصابتها بالفيروس، فذكر السعدون أن التعامل يختلف مع الجثة المصابة بـ«كوفيد - 19» عن الأخرى المصابة بمرض آخر، وعلى ذلك يتم التقديم لها تعاملاً خاصاً؛ خشية انتقال العدوى من الجثة.
وعن تساؤلات عن كيفية قضاء الأطباء أوقاتهم أثناء العزل الصحي، وقد اختار آخرون عزل أنفسهم تماماً عن عائلاتهم، فإن السعدون يشير بأن أكثرية وقته يقضيه في القراءة، وفي حين آخر بين سماع التدوين الصوتي «البودكاست» ومشاهدة الأفلام، والعمل على أبحاث علمية مع مجموعة من زملائه؛ مؤكداً بأنه يشهد فرصة إنتاجية أكبر من الوقت. وقد يجهل البعض قساوة ما تعانيه الفرق الطبية أمام عملهم المتواصل خلال هذه الأزمة، والاستهتار بعدم الجدية الكافية في الأخذ بالوقاية اللازمة، خاصة بعد ارتفاع معدل الإصابات بالفيروس في السعودية.
وأوضحت الدكتورة فاطمة الشهراني، استشارية أمراض معدية ومكافحة العدوى، عن كيفية معرفة ما إن الفيروس يلوح بنهايته، إلا أن الأمر لا يزال ضعيفاً ونحن نشهد تسجيل حالات يومية مستمرة. مشيرة الشهراني بأن منظمة الصحة العالمية حذرت كل الدول بأن الوضع سوف يزداد سوءاً، وعلى ذلك علينا توخي الحذر واتباع وسائل الوقاية، وازدياد الأرقام اليومية دليل أن الفيروس لا يزال نشطا بشكل عام. مضيفة الدكتورة فاطمة من خلال حديثها مع «الشرق الأوسط»، عن دور المناعة في الوقاية من الفيروس بالإصابة به من جديد، والشكوك حول معاودته للمصاب: «لا يوجد إثبات علمي على تكرار العدوى في وقت قصير، وفي ذات الوقت لا يوجد دليل قطعي على ذلك». وقرر أكثر من 6 آلاف طبيب سعودي البقاء في بلد إقامتهم ومواجهة جائحة «كوفيد - 19» على الخطوط الأمامية في 41 دولة مختلفة حول العالم، يمثلون وطنهم ويرسلون رسائل إنسانية؛ بغض النظر عن المخاطر التي قد تواجههم، مؤكدين على اِلتزامهم باليمين بعملهم كأطباء.
أطباء سعوديون يدفنون حزن المرضى في أوقات فراغهم
أطباء سعوديون يدفنون حزن المرضى في أوقات فراغهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة