أنقرة ترفض «ادعاءات باريس» حول تحركات سفنها

TT

أنقرة ترفض «ادعاءات باريس» حول تحركات سفنها

قالت مصادر عسكرية تركية، أمس، إنه لا صحة لما تردد حول تحرش البحرية التركية بسفينة فرنسية في البحر المتوسط، وكشفت أن السفينة الحربية المذكورة تزودت بالوقود من الجانب التركي قبيل الحادثة المزعومة، وذلك ردا على تصريحات مسؤول بوزارة الدفاع الفرنسية، أول من أمس، قال فيها إن البحرية التركية اعترضت سفينة فرنسية كانت تشارك في مهام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في البحر المتوسط.
وأكد مسؤول عسكري رفيع المستوى لوكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية أن «هذه المزاعم غير واقعية على الإطلاق، فالقوات المسلحة التركية تقدم مساهمات مهمة في قيادة وقوة الحلف منذ 70 عاما... وتتمتع بالخبرة اللازمة من أجل تمييز الحركة الخطيرة، والتحرش والأنشطة الودية والتعاون والتضامن والتنسيق». مبرزا أن السفينة الحربية الفرنسية المذكورة تزودت بالوقود من القوات التركية قبيل الحادثة المزعومة، «وبالتالي فإن هذا الأمر يظهر بأن الاتهام مقصود وليس في محله».
وأضاف المسؤول التركي موضحا أن «الرادار لم يشغل في أي وقت من الأوقات» ضد السفينة الفرنسية، مؤكدا أنها لم تسع لإجراء اتصال مع الفرقاطات التركية.
وجاءت الحادثة في ظل أجواء من التوتر بين أنقرة وباريس الحليفتين في «الناتو»، اللتين تدهورت علاقتهما منذ 2016، وتصاعدت في الأسابيع الماضية في ملف ليبيا.
من جهة ثانية، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن الوفد التركي الذي زار طرابلس أول من أمس بحث سبل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وحل سياسي في ليبيا، والتعاون في مجال الطاقة، وتفعيل مذكرتي التفاهم في المجالين العسكري والبحري مع حكومة الوفاق الوطني، برئاسة فائز السراج.
وذكر جاويش أوغلو في تصريحات بعد الزيارة، التي رافقه فيها مسؤولون أتراك كبار للاجتماع برئيس حكومة الوفاق الوطني ومسؤولي حكومته، أن زيارة الوفد التركي «جاءت للتأكيد مجددا وبشكل أقوى على دعم تركيا لليبيا»، ووصفها بـ«الزيارة المفيدة والمثمرة للغاية... وهدفها واضح وهو التأكيد بشكل أقوى مجددا على دعمنا لليبيا».
وبخصوص تفاصيل اللقاء، قال جاويش أوغلو: «بحثنا هناك بشكل مفصل سبل توسيع تعاوننا خلال الفترة المقبلة... كما بحثنا الخطوات التي سيتم اتخاذها في الميدان، والعلاقات السياسية... كما تناولنا سبل تحقيق وقف إطلاق نار دائم في ليبيا، والتوصل لحل سياسي دائم.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.