تجدد النزاع القانوني على تراث «كوكب الشرق»

شركتان مصريتان تؤكدان أحقيتهما بتسجيلات أم كلثوم

أم كلثوم
أم كلثوم
TT

تجدد النزاع القانوني على تراث «كوكب الشرق»

أم كلثوم
أم كلثوم

تجدد النزاع مرة أخرى على تراث «كوكب الشرق» أم كلثوم، بعد تأكيد شركتين مصريتين، إحداهما مملوكة للدولة، ملكيتهما لتسجيلات أم كلثوم بناءً على حكم من المحكمة الاقتصادية المصرية، وهو ما أثار مخاوف محبي أم كلثوم، خصوصاً في حال رغبة أي مطرب أو مطربة من دول العالم العربي إعادة تقديم بعض أغنياتها.
ووفقاً لنادية مبروك، رئيسة شركة «صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات» فإنّ «حكم المحكمة الاقتصادية أوضح للجميع أنّ المالك الوحيد لتسجيلات وأغنيات أم كلثوم هي شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات التابعة للهيئة الوطنية للإعلام المصرية، وهو أمر سيكون له عائد كبير للدولة المصرية، ولكل ورثة المبدعين الذين عاونوها خلال مسيرتهم مع الفنانة، وسيسهل على أي فنان مصري وعربي أن يحصل على حقوق إعادة أعمالها الغنائية».
وتضيف نادية مبروك لـ«الشرق الأوسط»: أنّ «أم كلثوم تعاقدت قبل رحيلها بـ11 عاماً مع شركة صوت القاهرة، ونصّ التعاقد على أن تمتلك الشركة المصرية كافة تسجيلاتها وأغنياتها التي تغنت بها قبل وبعد عام 1964. ويحق للشركة التصرف في التسجيلات كما تشاء، مقابل نسبة مالية لأم كلثوم، وتذهب تلك النسبة بعد وفاتها لورثتها».
وبدأ الخلاف القانوني بين الشركتين عندما تعاقد المنتج محسن جابر وشركاؤه، مع ورثة الفنانة الراحلة أم كلثوم، لتحصيل مستحقاتهم المالية من «شركة صوت القاهرة» وبعد سنوات حصل جابر على توقيع الورثة على تنازلات بعنوان «صك تنازل» بأن يشتري منهم ملكية التسجيل الصوتي لأعمال أم كلثوم التي لا يمتلكونها في الأصل، وبناءً على هذا التنازل، استطاع أن يصرف لنفسه شهادة «قيد تصرف»، أي يتحكم في أعمال وتسجيلات أم كلثوم كافة في مصر والدول العربية وشبكة المعلومات الدولية الإنترنت، حسب الدكتور حسام لطفي أستاذ القانون، ومحامي شركة صوت القاهرة، الذي أضاف لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «بدأنا في مقاضاة محسن جابر من عام 2008، وبعد 12 عاماً صدر قرار المحكمة الاقتصادية لصالحنا الذي أثبت بأن أصول الأغنيات من حق شركة صوت القاهرة ويترتب على ذلك صرف المبالغ الكبيرة المحصلة من الفترة الماضية، والحكم لا يقبل الطعن فيه وواجب النفاذ».
و«كوكب الشرق» الفنانة المصرية الراحلة أم كلثوم، واحدة من أهم الأصوات العربية النسائية على مدار التاريخ، وقدمت خلال 50 عاماً، ما يقرب من 500 أغنية من أبرزهم «أنت عمري»، و«يا مسهرني»، و«الحب كله»، و«أغداً ألقاك»، و«دارت الأيام»، و«الأطلال»، و«سيرة الحب»، واعتبرها مسرح أوليمبيا الفرنسي، بأنّها من أهم ثلاثة مطربين تغنوا على مسرحهم مع الفرنسية إيديث بياف، والبلجيكي جاك برال.
في المقابل، أصدر المنتج محسن جابر بياناً صحافياً أول من أمس، رد فيه على مسؤولي «شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات» قال فيه: «ليس صحيحاً ما ذكره الدكتور حسام لطفي بأن حكم المحكمة الاقتصادية في القضية المرفوعة من شركة ستارز ضد شركة صوت القاهرة، بخصوص تجاوز شركة صوت القاهرة في استغلال الحقوق الممنوحة لها من شركة ستارز لأغاني أم كلثوم واستغلالها بطريقة الديجيتال، أنها ذكرت أنّ أغاني أم كلثوم مملوكة لشركة صوت القاهرة بل على العكس».
مشيراً إلى أنّ «المحكمة أكدت ملكية شركة ستارز لحقوق أغاني السيدة أم كلثوم وكان الحكم المستأنف قد رفض دعوى ستارز تأسيساً على أنّ شركة ستارز منحت شركة صوت القاهرة الحق في هذا الاستغلال بموجب العقد المحرر بينهما بتاريخ 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2010. ولذلك فإن أغنيات أم كلثوم ما زالت ملكاً كاملاً لشركة ستارز التي أعطت بدورها حق استغلال لشركة صوت القاهرة بموجب العقد المؤرخ 17 أكتوبر 2010 أخذاً في الاعتبار بأن شركة ستارز رفعت منذ عامين قضية فسخ تعاقد».
ويؤكد خبراء موسيقيون مصريون أنّ الخلاف الدائر بين الشركتين سيؤثر سلباً على صناعة الأغنية العربية، لأنه لو أراد أي فنان عربي إعادة غناء أغنية لأم كلثوم، وذهب لأي طرف من كلا الطرفين المتنازعين، سيقوم الطرف الثاني بمقاضاته، وسيتوقف العمل، ولن يحصل ورثة المبدعين من الشعراء والملحنين على نسبتهم».
النزاع القانوني الأخير على حقوق أغنيات أم كلثوم أعاد للأذهان الخلاف الذي دار منذ سنوات على تراث الراحل عبد الحليم حافظ الغنائي، بين المنتج محسن جابر، وورثة «العندليب الأسمر»، وذلك بعدما كشف جابر عن قيامه بشراء تراث «حليم» من المنتج الراحل مجدي العمروسي، والذي ترتب عليه حدوث مشكلات عدة لعدد من المطربين الذين أعادوا توزيع وغناء أغنيات عبد الحليم حافظ القديمة، من بينهم الفنانة اللبنانية إليسا التي أعادت عام 2016 توزيع أغنية «أول مرة تحب يا قلبي» وطرحتها في ألبوم «حالة حب».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.