بعد سقوط قتلى لأول مرة منذ 45 عاماً... ما قصة الصراع الهندي الصيني حول الحدود؟

الرئيس الأميركي عرض وساطته في النزاع

الرئيس الصيني شي جينبينغ مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الصيني شي جينبينغ مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي (أرشيفية - رويترز)
TT

بعد سقوط قتلى لأول مرة منذ 45 عاماً... ما قصة الصراع الهندي الصيني حول الحدود؟

الرئيس الصيني شي جينبينغ مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الصيني شي جينبينغ مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي (أرشيفية - رويترز)

أثار التصعيد العسكري الكبير بين الهند والصين، الذي أسفر عن سقوط 20 جندياً من قوات الجيش الهندي، تساؤلات حول طبيعة الخلاف بين البلدين، وتحديداً الحدود المتنازع عليها بمنطقة الهيمالايا منذ عقود طويلة، والتي شهدت الاشتباكات الأخيرة.
كثيراً ما تقع مواجهات بين الدولتين النوويتين بشأن حدودهما، البالغة 3500 كيلومتر، التي لم يتم ترسيمها بشكل صحيح، لكن دون أن ينجم ذلك عن سقوط قتلى خلال عقود؛ حيث تُعد هذه المرة الأولى التي تقع فيها خسائر عسكرية منذ أكثر من 4 عقود، في ضوء هذا النزاع الحدودي القائم بين البلدين، بحسب خبراء مختصين في الشأن العسكري، تحدثوا لموقع «سي إن إن» الأميركي.
وتعود قصة النزاع بين البلدين إلى عام 1947، حين استقلت الهند عن الحكم البريطاني، وورّثت حدودها التي شملت، آنذاك، هضبة واسعة في شمال شرقي الهند، غير مأهولة، والتي تنازعت عليها الصين، بعدما أكدت ملكيتها لهذه المنطقة.
وكانت المحطة الأبرز في النزاع بين الجانبين هي هجوم الجيش الصيني على القوات الهندية عام 1962، ونجاحه في إلحاق هزيمة كُبرى بالقوات الهندية، والاستيلاء لاحقاً على مرتفعات أقساي تشين، الفاصلة بين البلدين. ويشمل النزاع كثيراً من المناطق الحدودية بين البلدين.
ويغيب التوافق بين الدولتين بشأن طول الحدود المشتركة بينهما، فتقول الهند إن طولها يمتد لمسافة 3500 كيلومتر، بينما تشير وسائل الإعلام الصينية إلى 2000 كيلومتر فقط.
وكانت آخر مواجهة بين البلدين في عام 2017. حين بدأت الصين في تمديد طريق بالقرب من مكان متنازع عليها بين البلدين، يُدعى بهوتان، لتتحرك عدة مئات من القوات الهندية التي شرعت في إغلاق الطريق، ومنعت الفريق العسكري الصيني من توسيع الطريق، وسط اتصالات بين البلدين، أسفرت عن تراجع القوات من الجانبين.
من جانبه، قال البروفسور هابيمون جاكوب، في بـ«جامعة جواهرلال نهرو» في نيودلهي: «لم تقع إصابات على خط السيطرة الفعلية منذ 45 عاماً على الأقل»، شارحاً تبعات هذا التصعيد: «ربما هذا قد يغير قواعد اللعبة. ربما تكون هذه بداية نهاية العلاقة التي تمتعت بها الهند مع الصين منذ 45 عاماً».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد عرض في مايو (أيار) الماضي وساطته في النزاع الحدودي بين الهند والصين في منطقة الهيمالايا. وقال ترمب، على «تويتر»: «أخطرنا كلاً من الهند والصين باستعداد الولايات المتحدة، ورغبتها، وقدرتها على الوساطة، أو التحكيم في نزاعهما الحدودي المحتدم».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».