استطلاع رأي يظهر تقدماً في شعبية الكاظمي

صورة جماعية للكاظمي وأعضاء حكومته بعد استكمالها في 7 يونيو الحالي (أ.ف.ب)
صورة جماعية للكاظمي وأعضاء حكومته بعد استكمالها في 7 يونيو الحالي (أ.ف.ب)
TT

استطلاع رأي يظهر تقدماً في شعبية الكاظمي

صورة جماعية للكاظمي وأعضاء حكومته بعد استكمالها في 7 يونيو الحالي (أ.ف.ب)
صورة جماعية للكاظمي وأعضاء حكومته بعد استكمالها في 7 يونيو الحالي (أ.ف.ب)

رغم حداثة توليه المسؤولية التنفيذية الأولى في البلاد، وعدم وجود تراكم خبرة في موضوع استطلاعات الرأي في العراق، فإن استطلاعاً أظهر تقدماً واضحاً في شعبية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بين العراقيين بنسبة تزيد على 60 في المائة.
الاستطلاع، الذي أعدته «المجموعة المستقلة للأبحاث»، وهي ممثل «مؤسسة كالوب الدولية للأبحاث» في الشرق الأوسط، أظهر أن نسبة التفاؤل بخطوات الكاظمي بدت مرتفعة مع أن الرجل مضى عليه شهر وبضعة أيام فقط منذ أن نالت حكومته الثقة بعد أن صوت البرلمان العراقي على 15 وزيراً من مجموع 22 وزيراً؛ بينما تم استكمال التصويت على باقي أعضاء الكابينة قبل نحو أسبوع.
وطبقاً للباحث السياسي مازن صاحب، الذي تابع الاستفتاء، فإن نسبة التفاؤل تفوق النسبة التي كان منحها العراقيون لرئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي. ورغم انقسام العراقيين في الرضا؛ فإنه كانت هناك غالبية واضحة (64 في المائة) لها رأي إيجابي بالكاظمي، وهي نسبة مقاربة لما حصل عليه سلفه الأسبق حيدر العبادي في شهره الأول؛ لكنها أعلى بكثير مما حصل عليه عادل عبد المهدي حيث كانت نسبة الرضا لا تتجاوز 36 في المائة.
كما أظهر الاستطلاع رضا المستطلعة آراؤهم عن قدرة الكاظمي على إدارة الأمور إلى الآن؛ حيث أفاد 60 في المائة بأنه كان قادراً على أداء مسؤولياته، وهذه النسبة أعلى بكثير من نسبة تقييم العراقيين لعبد المهدي بعد شهر من توليه السلطة؛ حيث أفاد 46 في المائة فقط آنذاك بأنه كان قادراً على تحمل مسؤولياته.
كما أظهرت نتائج الاستطلاع ذاته الذي أجري هاتفياً وباستخدام الكومبيوتر على عينة عشوائية تتألف من 1000 عراقي مقسمين ديمغرافياً وخلال الفترة من 6 - 11 يونيو (حزيران) الحالي، استمرار ظاهرة عدم ثقة العراقيين بدول الجوار عموماً، وباللاعبين الدوليين الآخرين، وانخفاض حدة الاستقطاب في التأييد لتلك الدول على أساس طائفي أو عرقي.
وبشأن النتائج التي خلص إليها الاستطلاع، يقول فرهاد علاء الدين رئيس «المجلس الاستشاري العراقي»، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «في الوقت الذي لا يمكن فيه الوثوق تماماً باستطلاعات الرأي، خصوصاً في بلداننا حيث لا توجد تقاليد راسخة في هذا الميدان؛ لكن يمكن القول فيما يتعلق بالكاظمي وبعيداً عن أي نتائج مسبقة؛ فإن الرجل لا يزال غير معروف على مستوى الأداء، وما رآه العراقيون منه حتى الآن لا يزال قيد الحكم، وبالتالي من الصعب إعطاء نتائج قاطعة». ويضيف علاء الدين أن «الرجل لديه مقبولية، ولكن لم يصدر منه أي برنامج كامل بعد، ولا بد من أن يبدأ تنفيذ البرنامج حتى يمكن تكوين فكرة واضحة».
من جهته؛ يقول الكاتب والإعلامي علي وجيه، لـ«الشرق الأوسط» إنه «بصرف النظر عن المؤسسة ونتائجها؛ فإن الكاظمي هو أول رئيس وزراء لا ينتمي إلى جهة سياسية، بل ينتمي للحظة الحرجة التي يُراد لها أن توقف انهيارات العام المُر الذي حكم به عبد المهدي، كما أن الجهات الساندة له هي جهات لا تمتلك سلاحاً في الشارع، وإلى حد ما كانت بعيدة عن المزاج الغاضب للشارع العراقي». ويضيف أن «الوقت قد يبدو مبكراً للنسب في الرضا والقبول، لكن تذبذب الأحزاب السياسية الإسلامية الشيعية معه من جهة؛ ومهاجمة إعلامهم له من جهة أخرى، كفيلان بصنع قاعدة مستقبلية من الناقمين على وضع اللادولة».
وأوضح أن «الكاظمي قد لا يمتلك قاعدة جماهيرية بعد، وقد لا يمتلكها أبداً بوصفه رئيس وزراء انتقالياً، لكنه أولاً رئيس وزراء من الجيل الثاني ما بعد سياسيي (مجلس الحكم)، ولا ينتمي لحزب، ولم يشترك بقمع المتظاهرين، وهذه مواد أولية لا بأس بها لصناعة الجمهور مستقبلاً، إن تم احتواء الشارع، وعدم ارتكاب الأخطاء».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».