20 قتيلاً من الجيش الهندي بـ «مواجهة عنيفة» مع الصين

هنود يتظاهرون ضد الصين في أحمد آباد أمس (أ.ف.ب)
هنود يتظاهرون ضد الصين في أحمد آباد أمس (أ.ف.ب)
TT

20 قتيلاً من الجيش الهندي بـ «مواجهة عنيفة» مع الصين

هنود يتظاهرون ضد الصين في أحمد آباد أمس (أ.ف.ب)
هنود يتظاهرون ضد الصين في أحمد آباد أمس (أ.ف.ب)

للمرة الأولى منذ عقود، قُتل 20 جندياً هندياً في «مواجهة عنيفة» على الحدود الصينية، حسبما أعلن الجيش الهندي، أمس، عقب أسابيع من تفاقم التوتر ونشر تعزيزات بآلاف الجنود من الجانبين. وأعلن الجيش الهندي عن ضحايا «من الجانبين»، لكن بكين لم تشر إلى أي قتلى أو جرحى، وسارعت إلى توجيه أصابع الاتهام إلى الهند في الحادثة.
وكثيراً ما تقع مواجهات بين الدولتين النوويتين بشأن حدودهما البالغة 3500 كلم، التي لم يتم ترسيمها بشكل صحيح، لكن من دون أن ينجم ذلك عن سقوط قتلى. وقال متحدث عسكري هندي، في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، أمس، إن «مواجهة عنيفة وقعت مساء الاثنين نجم عنها قتلى من الجانبين. القتلى من الجانب الهندي هم ضابط وجنديان». وأضاف أن «مسؤولين عسكريين كباراً من الجانبين يعقدون اجتماعاً الآن في الموقع لتهدئة الوضع»، قبل أن يعلن بيان آخر أن عدد القتلى ارتفع إلى 20 بعد وفاة 17 كانوا مصابين بجروح خطيرة.
ونفى ضابط في الجيش الهندي، يتمركز في المنطقة، وقوع أي إطلاق نار، وقال إن الضابط القتيل برتبة كولونيل. وقال: «لم يتم استخدام أسلحة نارية. حصل عراك عنيف بالأيدي».
وأكدت بكين، أمس، وقوع الحادثة، واتهمت الهند بتجاوز الحدود «ومهاجمة عناصر صينيين». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تجاو ليجيان، إن الجنود الهنود «عبروا خط الحدود مرتين... واستفزوا وهاجموا عناصر صينيين ما أدى إلى مواجهة جسدية خطيرة بين قوات الحدود على الجانبين». ولفت إلى أن بكين قدمت «احتجاجات قوية» لدى نيودلهي، من دون الإشارة إلى سقوط قتلى. وأضاف: «نطلب مجدداً بشكل رسمي أن تتخذ الهند الموقف المناسب، وتقول بضبط جنودها على الحدود... لا تعبروا الحدود، لا تعملوا على إثارة المشكلات، لا تقوموا بأي تحرك أحادي من شأنه تعقيد الوضع الحدودي».
وقال الجيش الهندي إن الحادثة وقعت في وادي غالوان في منطقة لداخ المرتفعة، التي تقع قبالة التيبت. وشارك آلاف الجنود من الجارتين النوويتين في المواجهات الأخيرة منذ الشهر الماضي، الذي أصيب في مطلعه العديد من الجنود الهنود والصينيين بجروح في اشتباكات بالأيدي ورشق الحجارة.
كانت الخارجية الصينية أعلنت الأسبوع الماضي التوصل إلى «إجماع إيجابي» بشأن تسوية المسألة الحدودية، في أعقاب «اتصالات فاعلة» من خلال القنوات الدبلوماسية والعسكرية. وفي بيان لاحق، قالت وزارة الخارجية الهندية، إن الجانبين «سيواصلان الحوار العسكري والدبلوماسي لتسوية الوضع».
لكن مصادر وتقارير أخبار هندية لفتت إلى أن الهند تنازلت فعلياً على ما يبدو للصين عن مناطق احتلها «جيش التحرير الشعبي»، في الأسابيع الأخيرة، خصوصاً أجزاء من الجانب الشمالي من بحيرة بانغونغ تسو، وأجزاء من وادي نهر غالوان ذي الأهمية الاستراتيجية.
وسعى رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، والرئيس الصيني شي جينبينغ، في العامين الماضيين، إلى تهدئة التوتر عندما اتفقا على تعزيز الاتصالات الحدودية بين جيشي بلديهما.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.