رئيس الحكومة المغربية: تمديد حال الطوارئ كان قراراً صعباً

سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية
سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية
TT

رئيس الحكومة المغربية: تمديد حال الطوارئ كان قراراً صعباً

سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية
سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية

قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن تمديد حالة الطوارئ كان قرارا صعبا وخضع لنقاش مع مختلف القطاعات والخبراء، مشيرا إلى أن «القرار قبل أن يكون سياسيا هو قرار صحي»، ومحذرا من هدم المكاسب التي تحققت إذا ما جرى التسرع في تخفيف الحجر الصحي.
وأشار العثماني، الذي كان يتحدث أمس خلال جلسة المساءلة الشهرية بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، حول خطة الحكومة لإنعاش الاقتصاد ما بعد رفع الحجر الصحي لمواجهة التداعيات الاجتماعية لوباء كورونا، إلى أن التدرج في تخفيف الحجر الصحي جاء لتفادي «الدخول في المجهول».
وردا على انتقادات المستشارين بسبب تداعيات تمديد حالة الطوارئ، دعا العثماني إلى التحلي بالشفافية والحذر والصبر «حتى نخرج من الأزمة بسلام».
في سياق ذلك، ذكّر العثماني بأن التدابير التي اتخذتها الحكومة مكنت من تفادي 15 ألف وفاة وعدد أكبر من المصابين والحالات الحرجة، وقال إن من شأن استمرار هذه التدابير تعزيز الأمن الصحي وهو أمر أساسي لاستعادة الثقة في الاقتصاد والمقاولة، واستعرض خطة الحكومة لإنعاش الاقتصاد، والتي ستقوم أساسا على الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين، ودعم المقاولات من خلال إعداد مخطط إدارة الأزمات، وتدابير عدة.
من جهته، قال المستشار عبد الحميد الصويري، رئيس فريق الاتحاد العام للمقاولات بمجلس المستشارين، إن أزمة كورونا أظهرت قوة الدولة والمؤسسات، التي أثبتت أنها «دولة راعية وحامية لم تتخل عن أبنائها وهو ما سيحفز الشباب على المشاركة السياسية والمدنية، وسيساهم في رسم ملامح خريطة سياسية جديدة للبلاد». بيد أن الصويري لفت في المقابل إلى أن تعزيز هذه الثقة يستلزم تنفيذ بعض الالتزامات التي كانت قد أعلنت عنها الحكومة، ضمنها إصدار القانون التنظيمي للحق في الإضراب لتحسين مناخ الأعمال، وجلب المزيد من الاستثمارات، وتعديل مدونة (قانون) الشغل لجعله أكثر مرونة.
ولفت المستشار الصويري أيضا إلى أن المقاولة الوطنية تعيش صعوبات عميقة لا سيما في قطاعي السياحة والنقل الطرقي للمسافرين، الأمر الذي يستحيل معه تنفيذ الشطر الثاني من الزيادة التي كانت مقررة في الأجور بنسبة 5 في المائة، واقترح تأجيل تنفيذها إلى يوليو (تموز) من العام المقبل.
وكانت الحكومة قد قررت تمديد مدة سريان حالة الطوارئ الصحية مدة شهر حتى 10 يوليو المقبل للتمكن من اتخاذ تدابير استثنائية للحد من تداعيات هذا الوباء. كما شرعت في تنفيذ المرحلة الأولى من التخفيف التدريجي لتدابير الحجر الصحي حسب التفاوت الحاصل في الوضعية الوبائية بين الجهات (المناطق) والعمالات (المحافظات) والأقاليم.
وستقوم السلطات بتقييم أسبوعي لهذا المخطط وبموجبه سيتم اتخاذ إجراءات إضافية من أجل تخفيف أوسع لقيود الحجر الصحي أو تشديده مجددا إذا اقتضت الضرورة.


مقالات ذات صلة

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.


غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».