مواد تبريد مستوحاة من خنفساء المناطق البركانية

خنفساء المناطق البركانية
خنفساء المناطق البركانية
TT

مواد تبريد مستوحاة من خنفساء المناطق البركانية

خنفساء المناطق البركانية
خنفساء المناطق البركانية

ألهم نوع من الخنفساء القادر على تنظيم درجة حرارة جسمه في بعض الأماكن الأكثر سخونة على الأرض، فريقاً بحثياً دولياً لابتكار مواد تبريد يمكن استخدامها لتبريد كل شيء من المباني إلى الأجهزة الإلكترونية بطريقة صديقة للبيئة.
واكتشف باحثون في كلية كوكريل للهندسة في جامعة تكساس الأميركية، مع فرق من جامعة شنغهاي جياو تونغ في الصين، والمعهد الملكي للتكنولوجيا في السويد، معلومات جديدة بشأن الخنفساء طويلة العمر، والمعروفة باسم «نيوسيرامبيكس جيغاس» (Neocerambyxgigas)، والتي يمكنها تبريد جسمها بما يكفي للبقاء على قيد الحياة في المناطق البركانية في جنوب شرقي آسيا، واستخدموا هذه المعلومات لإنشاء أسلوب تبريد يحاكي هيكل جناح الخنفساء المسؤول عن هذه الوظيفة، باستخدام مواد شائعة ومرنة وقوية ميكانيكياً.
وكانت براعة هذه الخنفساء في التبريد معروفة سابقاً، لكن الآلية التي جعلتها فعالة جداً في تنظيم درجة حرارتها ظلت غامضة، ووجد الفريق البحثي أن «الزغب» الثلاثي على جناحيها. يلعب دوراً مهماً، حيث يعكس ضوء الشمس بينما يساعد على التخلص من حرارة الجسم الداخلية في الوقت نفسه؛ وهو ما يمكنها من البقاء على قيد الحياة في المناخات الحارقة بالقرب من البراكين النشطة في تايلند وإندونيسيا، حيث تصل درجات الحرارة في الصيف إلى 40 درجة مئوية (105 درجات فهرنهايت)، وتسخن الأرض حتى 70 درجة مئوية (158 فهرنهايت). وخلال الدراسة التي نشرت أول من أمس في دورية (PNAS)، أعلن الفريق البحثي نجاحه في محاكاة تلك الآلية باستخدام «ثنائي ميثيل بولي سيلوكسان»، وهو بوليمر مرن يستخدم على نطاق واسع، إلى جانب بعض جزيئات السيراميك عالية الإنتاجية، لتصنيع مواد تبريد يمكن استخدامها في الكثير من التطبيقات. وبينما تستخدم الثلاجات ومكيفات الهواء والطرق الأخرى للتبريد كميات كبيرة من الطاقة، فإن هذه المواد تخفض درجة الحرارة بمقدار 5.1 درجة مئوية في ضوء الشمس المباشر.
ويقول يويبينغ تشنغ، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة تكساس بالتزامن مع نشر الدراسة «يمكن استخدام هذه المواد طلاءً فوق الأشياء، حيث يمكن وضعها على أعلى النوافذ في المكاتب والمباني السكنية لتعكس ضوء الشمس، كما يمكن لفها حول السيارات لإبقائها باردة أثناء وقوفها، ويمكن أن يكون مكوناً رئيسياً في أقمشة التبريد الجديدة والأجهزة القابلة للارتداء والإلكترونيات الشخصية».


مقالات ذات صلة

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

الخليج «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت».

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.