روسيا تحكم بالسجن 16 عاماً على «جاسوس» أميركي

موسكو تزيد العلاقات توتراً وتأمل أن تقبل واشنطن بتبادل أسرى

روسيا تحكم بالسجن 16 عاماً على «جاسوس» أميركي
TT

روسيا تحكم بالسجن 16 عاماً على «جاسوس» أميركي

روسيا تحكم بالسجن 16 عاماً على «جاسوس» أميركي

أدانت محكمة روسية أمس (الاثنين)، الجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية بول ويلان بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وحكمت عليه بالسجن 16 عاماً بعد محاكمة مغلقة. ووصف الدبلوماسيون الأميركيون القضية بأنها «عقبة كبيرة» أمام تحسين العلاقات الثنائية الفاترة، وأكدوا مراراً أنه لا دليل يدينه وطلبوا من روسيا إخلاء سبيله.
وأدت قضيّة ويلان إلى تفاقم التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا اللتين تتّخذان مواقف متعارضة في ملفات عدّة أبرزها النزاع في أوكرانيا والحرب في سوريا ومسألة الحفاظ على التكافؤ الاستراتيجي بين القوّتين العظميين.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن سفير الولايات المتحدة لدى روسيا جون سوليفان قوله أمس (الاثنين)، إن ذلك سيضر بالعلاقات بين البلدين. ووصف سوليفان المحاكمة بأنها «سرية ولم تشهد تقديم أي دليل»، مضيفاً في بيان السفارة الأميركية، كما نقلت عنه «رويترز»، أن ويلان الذي وُجد في قاعة المحكمة في موسكو، أدان إجراءات المحاكمة، وقال إنها «انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والمعايير القانونية الدولية».
وبعد صدور الحكم، قال ممثل الدفاع عن ويلان إنه جرى إبلاغ موكله بأنه سيكون جزءاً من عملية مبادلة أسرى مع مواطن روسي محتجز لدى الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي قالت وزارة الخارجية الروسية إنها اقترحته في مناسبات عدة. وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو دعا الشهر الماضي إلى الإفراج عن بول ويلان. وتحدث محاميه عن فكرة أن تتم مبادلته مع سجناء آخرين لكن هذا الاحتمال رفضته السفارة الأميركية في موسكو في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2019. وفي بيان، أعرب شقيقه التوأم ديفيد ويلان عن أمله في أن يتيح الحكم عليه لواشنطن وموسكو أن «تباشرا فوراً بحث الإفراج عن بول».
وواجه ويلان تهمة الحصول على معلومات رسمية روسية سرية، لم يتم الكشف عن طبيعتها. وكانت تمت مصادرة وثائق كانت بحوزة ويلان لدى اعتقاله خلال رحلة إلى موسكو. وتقول عائلته إنه كان في زيارة لروسيا لحضور حفل زفاف. وأعلن فريقه القانوني أنه يعتزم الاستئناف على الحكم. وتحتجز السلطات الروسية ويلان (50 عاماً)، في روسيا منذ عام ونصف العام بعد اعتقاله في موسكو في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2018 وخضع لعملية جراحية قبل أسبوعين بسبب فتق في البطن. ولد ويلان في كندا لأبوين بريطانيين ويحمل الجنسيات الكندية والبريطانية والآيرلندية. وكان يعمل لدى مورد قطع غيار السيارات الأميركي بورج وارنر عند اعتقاله. وكان الادعاء الروسي اتهم ويلان بأنه ضابط لا يقل عن رتبة كولونيل بالمخابرات العسكرية الأميركية وطلب من المحكمة الحكم عليه بالسجن 18 عاماً في سجن مشدد الحراسة. وتقول موسكو إنها ضبطت ويلان متلبساً وبحوزته وحدة تخزين رقمية تحتوي على معلومات سرية. وقال ويلان أمام المحكمة إنه غير مذنب وإنه تعرض لمكيدة، وكان يعتقد أن وحدة الذاكرة التي أعطاها له أحد معارفه من الروس تحتوي على صور لعطلته.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.