يؤكد الدكتور السعودي نزار باهبري استشاري الأمراض المعدية في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن المرحلة الحالية الراهنة في ظل تفشي وباء كورونا المستجد، هي مرحلة تعايش مع الفيروس بغض النظر عن وجهات النظر المؤيدة أو الرافضة لها، فالتعايش هو الحل، وفق حديثه.
وأشار إلى أن الفيروس لم يضعف ولكنه في «أقل نسب انتشار». واسترجع العالم على صدى الآثار الوفيات والإصابات والخسائر الاقتصادية التي يعيشها الآن، فترة انتشار جائحة الإنفلونزا الإسبانية (عام 1918) التي أودت بحياة عشرات الملايين حول العالم، غير أن العالم تعايش معها وتجاوزها، وهو ما يعطي بارقة أمل كبيرة في التغلب على الجائحة التي يعيشها العالم الآن.
وكبقية دول العالم، واصلت دول الخليج التطبيقات العملية للانتقال إلى مرحلة التعايش من خلال العودة تدريجياً إلى الحياة الطبيعية، وبدأت بفتح الرحلات الداخلية والاستعداد خلال الشهر المقبل لتفح جزئي للرحلات الدولية، بالإضافة إلى العودة المتدرجة للموظفين لمواقع العمل.
وعن الآلية التي تمكن المجتمعات من تقليل نسبة انتشار الفيروس، أوضح باهبري أنه يجب أولاً تصنيف الأفراد في التعامل مع المرض لتحديد الطريقة الأنسب للتعايش مع الفيروس، «وأولى هذه الفئات هم القلقون جداً من الفيروس، وهذا القلق يقف ضد قدرتهم على التعايش مع الفيروس؛ بسبب أنه يخفض نسبة المناعة لديهم في مكافحة الفيروس، فتكون نسبة الإصابة لديهم بالفيروس عالية، وهو ما يسبب في نقل العدوى».
ولفت الدكتور نزار باهبري الاستشاري في الأمراض المعدية إلى أن «المجتمع يتعامل مع كورونا، وكذلك مرحلة التعايش معه على عدة أنماط».
وأضاف أن «هنالك الغالبية العظمى التي سئمت العزلة وفرحت بدخول مرحلة التعايش، وفئة تعتقد أن ما يحصل من انعكاسات انتشار الفيروس ما هي إلا مؤامرة، وهنالك فئة على النقيض ترى أنه لم يكن في الأساس هنالك حاجة لمثل هذه الإجراءات وكان من البداية يمكن التعايش والحذر بالاعتماد على احترازات فردية، وأن قرار مرحلة التعايش كان متأخراً كثيراً».
وأشار إلى أن كل ذلك يعدّ وجهات نظر ليست أهم من أن نعيش الواقع، وهو أن نتعامل مع المرحلة التي بدأنا فيها تدريجياً وتعيشها بصورة شبه كاملة الآن وهي مرحلة التعايش، مبيناً أن السؤال الأهم من ذلك كله هو: «كيف نتعامل مع مرحلة التعايش التي بدأنا ندخل بها؟».
وعن أبرز الأسباب التي أدت لتعطيل مرحلة التعايش مع الفيروس، قال إنه «من خلال خبرة وتعامل مع كثير من الحالات، فإن الأخطر على نجاح مكافحة الفيروس والتعايش معه، هم الأشخاص غير المبالين أبداً بوجود الفيروس ويهملون كل الاحترازات في التعامل معه، وهو ما أدى إلى نقلهم العدوى للعشرات من محيطهم».
استشاري أمراض معدية لـ «الشرق الأوسط»: لا حل إلا التعايش مع الفيروس
استشاري أمراض معدية لـ «الشرق الأوسط»: لا حل إلا التعايش مع الفيروس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة