تونس تتيح تمويل الخزينة بقرض داخلي

حاويات بضائع في ميناء بتونس (رويترز)
حاويات بضائع في ميناء بتونس (رويترز)
TT

تونس تتيح تمويل الخزينة بقرض داخلي

حاويات بضائع في ميناء بتونس (رويترز)
حاويات بضائع في ميناء بتونس (رويترز)

أصدرت الحكومة التونسية مرسوماً حكومياً يمكنها من طلب قرض تضامني، لتغطية جزء من حاجيات ميزانية الدولة لسنة 2020، يتم تسديده بالدينار التونسي، ويتم الاكتتاب في هذا القرض بحسابات تفتح للغرض لدى الوسطاء المرخص لهم المكلّفين بالإدارة من شركات وساطة بالبورصة ومؤسّسات القرض المرخص لها.
وتحتاج ميزانية تونس، خلال السنة الحالية، لنحو 11 مليار دينار تونسي (حوالي 4 مليارات دولار) موزعة على القروض الخارجية والداخلية، في حين أن إجمالي ميزانية 2020، لا يقل عن 47 مليار دينار تونسي.
كان رئيس الحكومة التونسية قد أوضح أن الدولة قامت بتعبئة حاجيات لميزانية 2020، غير أن الوضعية الحالية للمالية العمومية تقتضي الإسراع بإيجاد حلول عاجلة بالتشاور مع كل الشركاء والمنظمات الاجتماعية، على رأسهم الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال)، وذلك عبر طرح كل الملفات على طاولة الحوار في كنف الشفافية والوضوح، والمصارحة، مع ضرورة الالتزام بكل الاتفاقيات السابقة، وتبويب أولويات تونس العاجلة.
ويرخص للأشخاص الطبيعيين فقط الاكتتاب في القرض، حسب مجموعة من الشروط المالية المتمثلة خصوصاً في تحديد القيمة الاسمية للسند بـ100 ألف دينار تونسي (نحو 34 ألف دولار)، وضبط مدة السداد بعد 10 سنوات من تاريخ غلق الاكتتاب، إلى جانب تحديد نسبة الفائدة الاسمية بـ4 في المائة سنوياً.
يذكر أن تونس أصدرت منذ استقلالها سنة 1956، أربعة قروض رقاعية وداخلية، الأول كان سنة 1964 عند الانطلاق في بناء الدولة وحاجة الاقتصاد المحلي للتمويلات بأنواعها، والثاني سنة 1986 لما مرت البلاد بأزمة مالية واقتصادية حادة، والثالث سنة 2014 لتعبئة موارد مالية لفائدة ميزانية الدولة، والرابع في سنة 2020 للمساهمة في التقليص من تداعيات جائحة فيروس كورونا.
ووفق أحدث المعطيات التي قدمتها الحكومة التونسية، فقد تراجعت أنشطة أغلب القطاعات الاقتصادية في تونس بنسبة تجاوزت 50 في المائة، وتسعى وزارة المالية إلى سد الثغرات بالاعتماد على الإمكانات الذاتية، والابتعاد عن المديونية الخارجية التي كانت في حدود 30 في المائة سنة 2013، وتضاعفت خلال السنوات الأخيرة، لتصبح مقدرة بأكثر من 60 في المائة.
كان البنك الدولي قد توقع تسجيل الاقتصادي التونسي انكماشاً بنسبة 4 في المائة مع نهاية هذه السنة، على أن يسجل نمواً بنسبة 4.2 في المائة في 2021، غير أن إلياس الفخفاخ رئيس الحكومة التونسية توقع من ناحيته أن يكون الانكماش في حدود 7 في المائة.
في حين أن البنك الدولي توقع قبل جائحة «كورونا»، نمو الاقتصاد التونسي في 2020 و2021 بنسبة 2.2 في المائة و2.6 في المائة على التوالي. وحسب بيانات رسمية، سجل الاقتصاد التونسي انكماشاً بنسبة 1.7 في المائة في الربع الأول من السنة الحالية، وكانت الحكومة توقعت في ميزانية 2020 تسجيل نمو بنسبة 2.7 في المائة مع نهاية السنة، وهي نسبة غير قابلة للتحقيق نتيجة تعطل معظم الأنشطة الاقتصادية من إنتاج وتصدير واستثمارات لأشهر متتالية.‎



«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها؛ حيث كافح البنك للتوسع وجعل المشروع مربحاً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت 3 مصادر مطلعة مباشرة على الأمر إن البنك الذي يركز على آسيا، توقّف عن إصدار بطاقات جديدة، ويعمل على تقليص الخدمة المقدمة لجزء كبير من العملاء الصينيين. وقال اثنان منهم إن الإغلاق المخطط له يأتي بعد محاولات فاشلة لبيع الأعمال.

وقالت المصادر إن البنك الذي لا يزال في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على الخطط، قد يستمر في خدمة بطاقات الائتمان لشريحة صغيرة من العملاء «المميزين». وقال أحد المصادر إن عملاء بطاقات الائتمان «المستقلين» لدى البنك، أولئك الذين لا يستخدمون خدمات «إتش إس بي سي» المصرفية في الصين، لن يتمكنوا من تجديد بطاقاتهم عند انتهاء صلاحيتها، مضيفاً أن هؤلاء العملاء يشكلون جزءاً كبيراً من الأعمال في البلاد.

ويؤكد قرار الانسحاب، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً، على التحديات التي يواجهها البنك في توسيع نطاق وجوده في الصين كجزء من تعهده بالتحول إلى آسيا وتعميق وجوده في الاقتصادات الإقليمية الرئيسية.

ورفضت المصادر الكشف عن هُويتها لأنها غير مخوّلة بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وقال متحدث باسم الشركة لـ«رويترز»، دون الخوض في التفاصيل: «كجزء من خدماتنا المصرفية الخاصة المتميزة والعالمية في البر الرئيسي للصين، نواصل تقديم خدمات بطاقات الائتمان التي تركز على السفر الدولي وميزات نمط الحياة».

وتمثل هذه الخطوة تراجعاً عن طموح البنك في تنمية أعمال بطاقات الائتمان في الصين بسرعة بعد إطلاقها في أواخر عام 2016 كجزء من محوره الآسيوي وتوسيع خدماته المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في الصين.

وتُظهر بيانات من إصدارات البنك أن «إتش إس بي سي»، الذي يقع مقره الرئيسي في لندن، والذي يحقق الجزء الأكبر من إيراداته في آسيا، كان لديه نحو مليون مستخدم لبطاقات الائتمان الخاصة به في الصين بحلول سبتمبر (أيلول) 2019.

وقال أحد المصادر إنه في غضون 18 شهراً من إطلاق الخدمة، شهد بنك «إتش إس بي سي» وصول الأعمال إلى 500 مليون دولار من الرصيد المستحق، قبل أن يتوقف النمو وتنخفض المعاملات بسبب عمليات الإغلاق الصارمة الناجمة عن كوفيد في الصين... ومنذ ذلك الحين، شدد المستهلكون الصينيون الإنفاق في ظل تباطؤ الاقتصاد، مما أدى إلى انكماش سوق بطاقات الائتمان بشكل أكبر.

ووفقاً لبيانات من «إنسايت آند إنفو كونسالتينغ»، نما إجمالي إصدار البطاقات في 6 سنوات متتالية ليصل إلى ذروة بلغت 800 مليون بطاقة في عام 2021، وانخفض إلى 767 مليون بطاقة بحلول عام 2023.

وقالت مصادر إن «إتش إس بي سي» واجه أيضاً منافسة شديدة وقيوداً تنظيمية في أعمال بطاقات الائتمان في الصين لم يواجهها من قبل في أسواق أخرى، مثل القواعد المتعلقة بتسعير أسعار الفائدة وكيفية تعامل البنوك مع التخلف عن السداد. وأضافوا أن هذه القيود، إلى جانب ارتفاع تكلفة اكتساب العملاء والاحتيال، قوضت آفاق الأعمال.

وبصرف النظر عن نظرائها المصرفيين الصينيين، تواجه البنوك الأجنبية مثل «إتش إس بي سي» أيضاً تحديات من المنصات الرقمية الصينية التي توسعت بسرعة لتقديم خدمات القروض الاستهلاكية بتكاليف أقل بشكل حاد. ولا تقدم سوى حفنة من البنوك الأجنبية خدمات بطاقات الائتمان في الصين، بما في ذلك «ستاندرد تشارترد» وبنك شرق آسيا.

كما يراجع بنك «إتش إس بي سي» النفقات والضوابط التشغيلية في أعمال الثروة الرقمية الصينية، في خطوة قد تؤدي إلى تسريح العمال، حسبما ذكرت «رويترز»، الشهر الماضي.

وتُعد منطقة الصين الكبرى، التي تضم هونغ كونغ وتايوان، أكبر مصدر للدخل للمجموعة، لكن الصين هي السوق الوحيدة عالمياً التي لم تحقق فيها أعمال الثروة والخدمات المصرفية الشخصية في «إتش إس بي سي» أرباحاً بعد. وفي النصف الأول من عام 2024، أعلنت الوحدة عن خسارة قدرها 46 مليون دولار مقارنة بـ90 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي.