«فوبيا اللمس» عصاب جديد يظهر في فرنسا

يأكل الناس في الخارج بعد شراء الطعام للابتعاد في باريس (أ.ف.ب)
يأكل الناس في الخارج بعد شراء الطعام للابتعاد في باريس (أ.ف.ب)
TT

«فوبيا اللمس» عصاب جديد يظهر في فرنسا

يأكل الناس في الخارج بعد شراء الطعام للابتعاد في باريس (أ.ف.ب)
يأكل الناس في الخارج بعد شراء الطعام للابتعاد في باريس (أ.ف.ب)

لاحظ أطباء فرنسيون تزايد حالات الخوف من التقاط فيروس «كوفيد - 19» لدى عدد من مراجعيهم، لا سيما النساء منهم. فمنذ انتشار الوباء قبل 4 أشهر ونشر التوصيات الحكومية بضرورة تعقيم اليدين والتزام التباعد بين الأشخاص، ظهر نوع جديد من الخوف يمكن وصفه بمرض «فوبيا اللمس».
هذه الظاهرة تعبر عن نفسها بالمبالغة في الابتعاد عن التجمعات والخشية الكبيرة من لمس المعارف بالمصافحة أو الإمساك بأي حاجة من مستلزمات التعامل اليومي، مثل أكياس التسوق والنقود وبطاقات الائتمان ومقابض الأبواب وغيرها، حتى مع استعمال قفازات وقائية.
وإذا كانت الجهات الصحية قد أوصت بالتزام التعليمات فيما يخص تجنب العدوى فإن المصابين بـ«فوبيا اللمس» مضوا أبعد من ذلك وتطرفوا في تطبيق تعليمات التباعد الاجتماعي وفرضوا على أنفسهم العيش فيما يشبه القوقعة المنزلية وعدم الخروج إلى الشارع والأماكن العامة. ويورد أحد الأطباء مثالاً بموظفة تدعى مارين، تبلغ من العمر 30 عاماً، تحولت منذ ظهور الوباء إلى ما يشبه السلحفاة التي تعيش تحت غطاء مصفح. وفي حالة اضطرارها لمغادرة شقتها لشراء لوازم الطعام فإنها تتطير من المارة وتحيد عن طريق أي عابر سبيل تصادفه وتهرع مبتعدة عدة أمتار.
ويضيف الطبيب أن هذه السيدة المقيمة في مدينة ليون كانت موظفة اجتماعية تعمل في مجال البرمجة الرقمية. لكنها انقلبت إلى إنسانة قلقة وفردانية منذ انتشار عدوى «كورونا». فهي لم تعد تطيق الاقتراب من البشر وتتحاشى مخالطة الآخرين، ولو كانوا من أفراد العائلة. وهي قد اعترفت للطبيب بأنها تصاب بقشعريرة في حال مد أحدهم يده لمصافحتها وتشعر بأنها وقعت في مصيدة وتبدأ بالتعرق والإحساس بالاختناق ويضطرب صوتها وتتلعثم في الكلام.
وبحسب البروفسور برنار أندريو، أستاذ الفلسفة في جامعة «باريس ديكارت» فإن الخوف من الملامسة ليس ظاهرة جديدة لكنه لم يكن مرتبطاً في السابق بالجائحة، بل كان يصيب الأشخاص الذين يتعرضون لحوادث اعتداء جسدي. وهو انعكاس خارجي لجرح داخلي.
وقد عادت هذه الفوبيا للظهور اليوم لدى الخائفين من عدوى «كورونا» وغير القادرين على استعادة حياة اجتماعية طبيعية بعد انحسار المرض أو تراجعه.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.