بوادر احتجاجات جديدة في إيران بعد موجة غلاء

وقفة في طهران ضد خدمة أطلقها «المركزي» لبيع الدولار

جانب من وقفة احتجاجية أمام مقر البنك المركزي في طهران أمس (صورة من تسجيل متداول)
جانب من وقفة احتجاجية أمام مقر البنك المركزي في طهران أمس (صورة من تسجيل متداول)
TT

بوادر احتجاجات جديدة في إيران بعد موجة غلاء

جانب من وقفة احتجاجية أمام مقر البنك المركزي في طهران أمس (صورة من تسجيل متداول)
جانب من وقفة احتجاجية أمام مقر البنك المركزي في طهران أمس (صورة من تسجيل متداول)

فرضت بوادر احتجاجات جديدة نفسها على إيران خلال الأيام الأخيرة، لكنها اتخذت أمس مساراً جدياً حين التأم شمل متضررين من ارتفاع أسعار العملات الأجنبية أمام مقر البنك المركزي الإيراني في طهران، احتجاجاً على سياسات إدارة العملة.
وجاءت الوقفة الاحتجاجية في وقت لوحت فيه الحكومة بالعودة إلى القبضة الأمنية لضبط الأسعار، وذلك على أثر قلق متزايد في الشارع الإيراني من موجة غلاء جديدة تفاقم الوضع المعيشي الذي يعيشه المواطن الإيراني في ظل الاقتصاد الرازح تحت أقسى عقوبات أميركية.
وتداول ناشطون عبر شبكات التواصل الاجتماعي تسجيلات فيديو من طهران، تظهر وقفة احتجاجية لإيرانيين يرددون هتافات ضد منظومة أطلقها البنك المركزي لتوزيع الدولار وفق الأسعار الحكومية.
وطالب المحتجون في هتافاتهم باستقالة محافظ البنك المركزي عبد الناصر همتي، محملين إجراءاته مسؤولية إفلاس مصانع وتفاقم البطالة.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الأمن حاصرت الشوارع المؤدية إلى البنك المركزي، فيما وصفت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» الاحتجاجات بـ«المشبوهة».
وفي وقت سابق من أمس، قال إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الإيراني، إن عائدات النفط تراجعت من 100 مليار دولار إلى 8 مليارات دولار. ولم تحقق الحكومة العام الماضي سوى ثلث عائدات النفط التي توقعتها في مشروع موازنة العام الماضي، حسبما أوردت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» أمس.
وارتفع سعر الدولار الواحد خلال الأيام الأخيرة إلى نحو 180 ألف ريال؛ وهو رقم قياسي كان وصل إليه الدولار في أغسطس (آب) 2018 بالتزامن مع بدء العقوبات الأميركية.

المزيد...



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.