محافظ حضرموت ينجو من محاولة اغتيال بعبوة {شديدة الانفجار} ضد موكبه في المكلا

TT

محافظ حضرموت ينجو من محاولة اغتيال بعبوة {شديدة الانفجار} ضد موكبه في المكلا

أكدت مصادر يمنية رسمية أن محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية في الجيش اليمني فرج سالمين البحسني نجا من محاولة اغتيال بعبوة متفجرة كانت تستهدف موكبه في مدينة المكلا كبرى مدن حضرموت، السبت.
وجاءت محاولة الاغتيال بعد أقل من أسبوعين من محاولة سابقة لاغتيال المحافظ البحسني وبعد يوم واحد من حديث الأجهزة الأمنية في محافظة شبوة المجاورة عن محاولة اغتيال لمحافظ شبوة محمد صالح بن عديو.
وقال المتحدث باسم قيادة المنطقة العسكرية الثانية هشام الجابري في بيان رسمي إن محاولة استهداف موكب محافظ محافظة حضرموت، قائد المنطقة العسكرية الثانية، اللواء الركن فرج سالمين البحسني؛ تمت عبر عبوة ناسفة شديدة الانفجار، زرعت على الطريق الرئيسية المؤدية لقيادة المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا.
وفي حين أكد المتحدث العسكري أن الفرق الهندسية التابعة لقيادة المنطقة باشرت بسرعة لإبطال العبوة الناسفة وتفكيكها، أوضح أنها «كانت معدّة للتفجير عن بُعد، وتحمل مواد شديدة الانفجار لاستهداف موكب المحافظ أثناء توجهه لمقر قيادة المنطقة العسكرية عند الساعة 9:40 صباحاً، بمنطقة خلف، بمدينة المكلا».
وأوضح الجابري «أن العملية الإرهابية التي أفشلها الحس الأمني العالي للقوات الأمنية والعسكرية؛ كانت تهدف الإخلال بالملف الأمني بشكل عام وزعزعة الأمن والاستقرار بالمدينة، وساحل حضرموت عموماً، وإحداث إرباك أمني وسياسي بمحافظة حضرموت».
وأشار المتحدث الجابري إلى أن المحافظ البحسني «نجح منذ قيادته لمعركة تحرير ساحل حضرموت عام 2016 في تجنيب المحافظة ويلات الحرب، وإعادة تأسيس مؤسستين عسكرية وأمنية على قدر عالٍ من الكفاءة والإخلاص واليقظة والانضباط، نتج عنه استقرار الحالة الأمنية للمواطنين، وجعل من حضرموت أنموذجاً ناجحاً في الملف الأمني على مستوى الوطن».
وكانت السلطات الأمنية في محافظة حضرموت نفسها (شرق) كشفت في 2 يونيو (حزيران) عن أنها أحبطت محاولة لاغتيال المحافظ اللواء الركن فرج البحسني الذي يتولى أيضا قيادة المنطقة العسكرية الثانية في الجيش اليمني.
وأوضح حينها بيان رسمي صادر عن رئيس النيابة الجزائية المتخصصة بمحافظة حضرموت، القاضي رائد محفوظ لرضي، أن النيابة باشرت «الإشراف على سير إجراءات جمع الاستدلالات التي تجريها الأجهزة الأمنية المختصة المتعلقة باكتشاف وضبط تشكيل عصابي يهدف لاغتيال اللواء الركن، فرج سالمين البحسني، محافظ حضرموت، قائد المنطقة العسكرية الثانية».
وكشف البيان عن تمكن الأجهزة الأمنية من توقيف عدد من الأشخاص «المتهمين في هذا التشكيل العصابي» وبدء التحقيقات معهم حيث «أظهرت النتائج الأولية اشتراك مجموعة أخرى، جار تعقبها، مرتبطة بهذا التشكيل الذي هدفه اغتيال المحافظ ونشر الفوضى في المحافظة».
وقال البيان إن النيابة الجزائية المتخصصة استنادا إلى ولايتها واختصاصاتها القانونية، وضماناً لتنفيذ القانون وجهت الأجهزة الأمنية والعسكرية بتكثيف الجهود لجمع الاستدلالات حتى يكتمل ملف القضية لإحالته للنيابة ليتسنى التصرف وفقاً للقانون.
وتشهد محافظة حضرموت منذ استعادة كبرى مدنها المكلا ومناطق أخرى ساحلية من قبضة تنظيم «القاعدة» في 2016 هدوءا نسبيا حيث تكافح السلطات المحلية من أجل استئناف برامج التنمية والإعمار بدعم حكومي وبإسناد من تحالف دعم الشرعية في اليمن.
ورغم حالة الاستقرار النسبي فإن المحافظة شهدت خلال السنوات الماضية عمليات اغتيال لعناصر في الأمن والجيش في أكثر من منطقة كما شهدت شن حملات أمنية استهدفت مسلحين على صلة بتنظيم «القاعدة».
وكان وجهاء وشيوخ القبائل في مناطق وادي حضرموت وجهوا في وقت سابق مطالبتهم للرئيس عبد ربه منصور هادي لجهة حسم مشكلة الملف الأمني في مناطق ومدن الوادي وتسليمه إلى عناصر أمنية من أبناء المحافظة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».