عزل عاملين بمصحة جزائرية بعد وفاة مريضة بـ«كوفيد ـ 19»

تداول فيديو صادم حول «إهانة» مصابين بالوباء

متسوّق وعامل في مطعم يضع كل منهما كمامة للوقاية من وباء «كورونا» في العاصمة الجزائرية الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
متسوّق وعامل في مطعم يضع كل منهما كمامة للوقاية من وباء «كورونا» في العاصمة الجزائرية الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

عزل عاملين بمصحة جزائرية بعد وفاة مريضة بـ«كوفيد ـ 19»

متسوّق وعامل في مطعم يضع كل منهما كمامة للوقاية من وباء «كورونا» في العاصمة الجزائرية الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
متسوّق وعامل في مطعم يضع كل منهما كمامة للوقاية من وباء «كورونا» في العاصمة الجزائرية الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

عزلت وزارة الصحة في الجزائر، أمس (الجمعة)، أربعة عاملين بمصحة عمومية شرق البلاد، من بينهم طبيب، بعد وفاة امرأة مصابة بفيروس «كورونا» نتيجة إهمال مزعوم من الكادر الطبي. وبعكس ما تقوله الحكومة إن «الجائحة باتت تحت السيطرة»، يؤكد أطباء ومرضى أن كل الإجراءات التي اتخذتها لمواجهة الأزمة عجزت عن تخفيف حدتها بالنظر لارتفاع الإصابات والوفيات كل يوم.
وقال مصدر طبي حكومي لـ«الشرق الأوسط» إن وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد، أوفد، ليل الخميس، بعثة تتكون من مساعديه إلى بلدية طلمين بولاية قسنطينة (500 كلم شرق العاصمة) حيث وقعت «فضيحة» تضمنها فيديو نشره ناشطون بشبكة التواصل الاجتماعي، يظهر مصابين بـ«كوفيد - 19» داخل العيادة، يشتكون من «الإهمال وإهانات الطبيب لنا».
وأكدت مريضة، وهي تروي «حالة التسيّب المتفشية في المصحة»، أن طبيباً ركلها عندما طلبت منه الاهتمام بحالها. وقال مصاب آخر بـ«كورونا» إن الأطباء هجروا القسم المخصص لعلاج المصابين بالفيروس منذ أيام طويلة، مشيرا إلى وفاة مريضة لأنها لم تتلق العلاج.
وذكر طبيب من قسنطينة، رفض نشر اسمه، في اتصال هاتفي، أن الطاقم الطبي لعيادة طلمين رفض العمل في قسم «كوفيد - 19» لـ«تقاعس إدارته عن توفير وسائل الوقاية للأطباء والممرضين. فقد خشي أفراد الطاقم الطبي على أنفسهم، وهذا حقهم، خاصة أن أكثر من 19 من زملائهم قتلهم الفيروس في مصحات ومشافي البلاد، بسبب عدم توافر الوقاية اللازمة».
وتوفيت طبيبة حامل في الشهر الثامن، منتصف الشهر الماضي، بمستشفى رأس الوادي شرق البلاد، بعد أن رفض مديرها طلبها الخروج في إجازة أمومة. وأقال الوزير المدير، بينما تعالت أصوات مطالبة بعزل الوزير نفسه.
ويرتقب أن تعلن الحكومة، اليوم، عن قرارها بخصوص تمديد الحجر أو رفعه كلياً، بعد وصول مدة الحظر الجزئي إلى نهايتها التي دامت 15 يوماً إضافياً. وتوقع أطباء تشديداً في شروطه، بسبب عدم تقيد قطاع واسع من الجزائريين بتدابير التباعد الجسدي، وأهمها ارتداء القناع رغم فرض غرامات مالية على «المتسيبين». واللافت أن عدد الإصابات لم يقل عن المائة والوفيات ظلت تتراوح بين 8 و9 في الأسبوعين الماضيين (10600 إصابة و741 وفاة حصيلة إجمالية أعلن عنها أول من أمس)، ما ترك انطباعاً قوياً بأن الواقع يكذّب التفاؤل المفرط الذي بدا في تصريحات المسؤولين الحكوميين بشأن «السيطرة على الوباء».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».