مصادر لبنانية تفسر ارتفاع سعر الدولار بـ«تهريب» كميات كبيرة منه إلى سوريا

TT
20

مصادر لبنانية تفسر ارتفاع سعر الدولار بـ«تهريب» كميات كبيرة منه إلى سوريا

أظهر استقصاء لـ«الشرق الأوسط» أن تجاراً سوريين مارسوا ضغوطاً واضحة على طلب الدولار في الأسواق اللبنانية، وبما يفوق بكثير كميات السيولة المتوفرة لدى الصرافين. وكان بين التفسيرات أن الليرة السورية استعادت جزءاً من خسائرها القياسية التي تجاوزت 3000 ليرة للدولار من دون الارتكاز إلى عوامل موضوعية تضمن عدم انهيارها مجدداً. وتبعاً لندرة الدولار الورقي في سوريا، تحول جزء وازن إلى أسواق لبنان، خصوصاً في منطقتي البقاع والشمال الحدوديتين ومن دون مناقشة السعر المعروض، وذلك ضماناً للمدخرات قبل بدء تطبيق «قانون قيصر» الذي يطول مجمل العمليات التجارية والمالية مع سوريا.
ونقلت وكالة «أخبار اليوم» المحلية عن مرجع أمني لبناني سابق «أن ما تردد من معلومات عن تهريب كميات كبيرة من الدولارات إلى سوريا صحيح»، مبدياً خشيته من أن يكون مصير ضخ الدولارات من قبل مصرف لبنان لدعم الليرة مماثلاً، ما لم تقم الأجهزة الأمنية بملاحقات صارمة تكافح بموجبها التلاعب بالدولار.
وكشف المصدر عن وجود غرف «تخزن» فيها الدولارات التي تنقل بأساليب غير شرعية إلى سوريا، قائلاً: «هناك صرافون معروفون بالاسم والمكان في رياق وبعلبك وعنجر وشتورة في البقاع، أو حتى في بيروت يقومون بهذا الأمر، في حين أن الأجهزة الأمنية تلاحق (صغار المخالفين)».
وكان سعر الدولار لدى الصرافين «غير المرخصين» قد بدأ نهار الأربعاء الماضي قبل انهياره الاستثنائي عند هامش بين 4500 و5000 ليرة، فيما كانت العمليات لدى الصرافين المرخصين تسير وفقاً للمعادلة التي تم التوافق عليها مع الحكومة والبنك المركزي، إذا دأبوا على شراء العملة الخضراء بسعر 3890 ليرة، وتمنّعوا عن بيعها بسعر 3940 ليرة المعلن على واجهاتهم، بذريعة عدم توفرها.
ثم أخذت «كلمة سر» عبر وسائل التواصل، وبتزامن واضح أقفل الصرافون المرخصون محالهم تباعاً وفي جميع المناطق. فيما كانت تجري ملاحقات أمنية مكثفة لصرافي الطرقات والزوايا. وانتقلت المعلومات فوراً إلى ردهات المصارف وزبائنهم، ليتبين أن أسعار الدولار «أفلتت» من هوامشها المعتادة في الصعود اليومي، وأن حجم الطلب على الدولار تجاوز بأضعاف حجم الطلب المعتاد.
وأكدت مصادر متابعة أن المبادلات لم تتم بالأسعار الافتراضية التي ملأت أجهزة الهواتف الذكية. إنما جرت بأسعار راوحت بين 5200 و5500 ليرة لبنانية لكل دولار، أي بما يزيد بأكثر من ألف ليرة على المستويات السابقة. وهو ما أجج الشائعات عن كثافة «التدخل» السوري، وحجب أي عروض إضافية. وعززت ذلك تصريحات من مسؤولين محليين تحذر من بلوغ الدولار سقف 10 آلاف ليرة.



الجيش الأميركي يؤكد «تدمير» ميناء رأس عيسى... والحوثيون يعلنون ارتفاع حصيلة القتلى

أرشيفية لقصف إسرائيلي سابق على ميناء رأس عيسى النفطي في الحديدة
أرشيفية لقصف إسرائيلي سابق على ميناء رأس عيسى النفطي في الحديدة
TT
20

الجيش الأميركي يؤكد «تدمير» ميناء رأس عيسى... والحوثيون يعلنون ارتفاع حصيلة القتلى

أرشيفية لقصف إسرائيلي سابق على ميناء رأس عيسى النفطي في الحديدة
أرشيفية لقصف إسرائيلي سابق على ميناء رأس عيسى النفطي في الحديدة

أعلن الحوثيون في اليمن الجمعة ارتفاع حصيلة الضربة الأميركية على ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر إلى 38 قتيلاً وأكثر من مائة جريح، مما يجعله من أكثر الأيام تسجيلاً للقتلى منذ بدأت الولايات المتحدة هجماتها على الجماعة المتحالفة مع إيران. وأفادت قناة المسيرة التابعة للحوثيين نقلاً عن مكتب الصحة في الحديدة بغرب اليمن عن «استشهاد 38 عاملاً وموظفاً وإصابة 102 آخرين في حصيلة غير نهائية لجريمة العدوان الأميركي على منشأة رأس عيسى النفطية».

مقاتلة تُقلع من فوق متن حاملة طائرات أميركية لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)
مقاتلة تُقلع من فوق متن حاملة طائرات أميركية لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

وفي لقطات بثتها قناة المسيرة التابعة للحوثيين فجر الجمعة وقدمتها على أنها «أولى صور العدوان الأميركي» على الميناء النفطي، أضاءت كرة من النار المنطقة التي توجد فيها سفن، بينما ارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان فوق ما يبدو أنه حريق. وأعلن الحوثيون عن مظاهرات الجمعة ضد الضربات الأميركية ولنصرة الفلسطينيين في غزة.

وفي المقابل، أعلن الجيش الأميركي أن قواته دمّرت الخميس ميناء رأس عيسى النفطي في اليمن، وذلك في إطار قطع الإمداد والتمويل عن الحوثيين. وجاء في بيان للقيادة العسكرية المركزية الأميركية على منصة «إكس» أن «قوات أميركية تحرّكت للقضاء على هذا (المرفق الذي يشكل) مصدر وقود للإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران وحرمانهم من إيرادات غير مشروعة تموّل جهودهم لإرهاب المنطقة بأسرها منذ أكثر من عشر سنوات».

وتتعرض مناطق الحوثيين في اليمن لغارات شبه يومية يحملون الولايات المتحدة مسؤوليتها، منذ أن أعلنت واشنطن في 15 مارس (آذار) إطلاق عملية عسكرية ضدهم لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

أحد أتباع الجماعة الحوثية يعاين آثار ضربة أميركية استهدفت موقعاً في صنعاء (إ.ب.أ)
أحد أتباع الجماعة الحوثية يعاين آثار ضربة أميركية استهدفت موقعاً في صنعاء (إ.ب.أ)

وجاءت الحملة الجوية الأميركية عقب تهديد الحوثيين باستئناف هجماتهم ضد الملاحة الدولية بعدما قطعت إسرائيل كل الإمدادات عن غزة واستأنفت هجومها على القطاع الفلسطيني في 18 مارس، منهية بذلك هدنة استمرت شهرين. ومنذ 15 مارس، استأنف الحوثيون أيضاً هجماتهم على السفن العسكرية الأميركية وإسرائيل، قائلين إن ذلك يأتي تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة. منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة إثر هجوم الحركة على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ الدولة العبرية وضدّ سفن في البحر الأحمر يقولون إنها على ارتباط بها.

وأعلن الجيش الإسرائيلي مرة جديدة صباح الجمعة اعتراض صاروخ أطلق من اليمن. وتوعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحوثيين بالقضاء عليهم، محذّراً طهران من مواصلة دعمهم. وأعلنت الولايات المتحدة الخميس فرض عقوبات على مصرف يمني تشمل كبار مسؤوليه، مشيرة إلى دعم المؤسسة للحوثيين.

المقر الرئيسي لبنك اليمن الدولي في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (إكس)
المقر الرئيسي لبنك اليمن الدولي في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (إكس)

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن فرض العقوبات على «بنك اليمن الدولي» يشكّل استكمالاً للجهود الحكومية الرامية إلى «وقف هجمات الحوثيين المدعومين من إيران ضد السفن التجارية في البحر الأحمر». وأعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو مساء الخميس أن «فرقاطة فرنسية دمرت طائرة دون طيار أطلقت من اليمن». وأضاف عبر منصة «إكس»: «جيوشنا تواصل التزامها لضمان حرية الحركة البحرية».