بدأت الليرة التركية بـ«التوغل» في شمال سوريا بعد قرار فصائل عسكرية ومجالس محلية معارضة تدعمها أنقرة، تشجيع تداولها بدلاً من الليرة السورية التي تدهور سعر صرفها في مقابل الدولار الأميركي في الأيام الماضية.
وكان الجيش التركي سيطر في ثلاث عمليات عسكرية بدعم من فصائل موالية، على مساحات واسعة من الأراضي شمال سوريا. وتشرف الولايات المتاخمة عليها وتتبع مجالسها المحلية لولاة أتراك. وأدخلت أنقرة خدمات ومؤسسات حكومية إلى هذه المناطق التي يسكن فيها أكثر من ثلاثة ملايين سوري، أكثر من نصفهم نزحوا من أماكن أخرى جراء القصف والعمليات العسكرية.
وأمام تدهور الليرة السورية، سارعت مؤسسات المعارضة، العسكرية والمدنية، إلى اعتماد الليرة التركية. وقال مصطفى الماضي، صاحب محل بيع أدوات كهربائية في سرمدا بريف إدلب لـ«الشرق الأوسط»: «بالطبع التعامل تجارياً بالليرة التركية أضمن من السورية التي تشهد تدهوراً غير مسبوق»، لافتاً إلى أن تراجع صرف الليرة الوطنية «يؤدي لخسائر مالية كبيرة للتجار جراء تغير السعر في كل لحظة».
وقال الناشط الحقوقي أكرم جنيد إن «الوضع الاقتصادي في الشمال السوري بات مرتبطاً مطلقاً بالاقتصاد التركي»، علما بأن وزير الاقتصاد في «الحكومة المؤقتة» المعارضة، عبد الحكيم المصري، قال إن «كل التعاملات لدى مؤسسات الحكومة ستكون بالليرة التركية أو الدولار. نشتري القمح ونبيع الطحين بالدولار، أما الخبز فيباع بالليرة التركية».
وفي دمشق، أوضحت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن التحسن الطفيف في صرف الليرة في الأيام القليلة الماضية يعود إلى ضخ رجال أعمال دولارات في السوق، ومصادرة كميات أخرى، إضافة إلى إحكام «مصرف سوريا المركزي» السيطرة على الحوالات المالية المتدفقة من الخارج. وانخفض إلى 2400 ليرة سعر الدولار بعدما كان وصل الى 3400 الاثنين الماضي.
... المزيد
الليرة التركية «تتوغل» في شمال سوريا
فصائل معارضة تعتمدها في دفع الرواتب
الليرة التركية «تتوغل» في شمال سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة