السينما العربية تبرز تضحيات الأطباء ومنسوبي الأمن إبان جائحة «كورونا»

شعار المهرجان
شعار المهرجان
TT

السينما العربية تبرز تضحيات الأطباء ومنسوبي الأمن إبان جائحة «كورونا»

شعار المهرجان
شعار المهرجان

لم تمنع جائحة كورونا التي يعيشها العالم، منسوبي الفن والسينما العرب، من أداء دورهم ومسؤوليتهم المجتمعية في تثمين أدوار وجهود من يكافحون انتشار الجائحة من ممارسين طبيين ومنسوبي الأمن، وذلك من خلال المشاركة بأفلام قصيرة سينمائية في مهرجان يُعتبر هو الأول من نوعه على مستوى العالم بمواقع التواصل الاجتماعي.
وأطلق الاتحاد العام للفنانين العرب أول من أمس، النسخة الأولى من مهرجان «سينيمانا» للفيلم العربي، عبر عرض أفلام سينمائية تركز على تضحيات الأطباء ورجال الأمن في مواجهة هذه الجائحة، بالإضافة إلى دور الأسرة في تهيئة البيئة الصحية والنفسية لأبنائها في الحجر.
وأكد المخرج السعودي الدكتور عمر الجاسر الأمين المساعد لاتحاد الفنانين العرب، أنّهم سعيدون بأداء دورهم ومسؤوليتهم كفنانين نحو المجتمع من خلال مبادرة تهدف إلى إبراز تضحيات الأطباء ورجال الأمن والممارسين الصحيين ودورهم في مواجهة كورونـا ومدى معاناتهم التي يواجهونها للمحافظة على الأرواح.
وقال الجاسر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «التفاعل بدا كبيراً من الفنانين على المستوى الوطن العربي من خلال أفلام مشاركة تدل على استشعارهم بالأدوار الكبيرة للممارسين الصحيين ومنسوبي الأمن وسط استمرار الجائحة». مشيراً إلى أنّ المبادرة تأتي إثر توقف كثير من المهرجانات السينمائية، وستركز على موضوع الساعة وهو «أزمة كورونا» وما تبعها من تداعيات على الأصعدة كافة، وأيضاً على الدور المهم والوطني لرجال الأمن والممارسين الصحيين الذين يقفون في الخطوط الأمامية لمواجهة هذه الجائحة، من خلال المبادرة بتقديم «أفلام» توثق لتلك التضحيات والإسهامات الجليلة التي يقومون بها في هذه الأزمة، وهو أقل ما يمكن تقديمه إيماناً وعرفاناً بأدوارهم الجليلة.
وأضاف الجاسر أنّ «المبادرة ستُسهم في خلق حالة من الإبداع والتنافسية بين أبناء الوطن العربي، خاصة أن الإبداع يولد من رحم الصعوبات، والفترة التي نعيشها حاليا كفيلة بالمبدعين من أبناء الوطن العربي للدفع بأعمالهم الفنية إلى النور»، لافتا إلى أنّ المهرجان بدأ فعليا في تلقي عشرات الأفلام الفنية التي تناولت الموضوع في إطاره العام، مبدياً تطلعه لتلقي المزيد من الأفلام في الفترة المقبلة.
وأوضح الجاسر أنّ المهرجان مستمر في تلقي المبادرات حتى 30 يونيو (حزيران) الحالي، على أن تراعى شروط وضوابط المبادرة التي تتضمن أن يكون العمل إنتاجا عربيا، وألّا تزيد مدة العمل على 10 دقائق. كما أوضح أنه تم تشكيل لجنة للمهرجان برئاسة الكاتب والناقد الأمير أباظة وعضوية كل من: المخرج صبحي سيف الدين، والمخرج والباحث جبار جودي، والمخرجة سارة جاد الله، والفنان طالب البلوشي، والمنتج مراد شاهين، والناقدة منصورة الجمري.
وكان المخرج مسعد فودة رئيس اتحاد الفنانين العرب نقيب المهن السينمائية قد أشار إلى أنّ اتحاد الفنانين العرب أطلق مهرجان «سينيمانا 2020»، من خلال فرع الاتحاد في سلطنة عمان برئاسة الدكتور خالد الزدجالي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مبيناً أنّها تهدف إلى إبراز تضحيات الأطباء ورجال الأمن والممارسين الصحيين ودورهم في مواجهة الجائحة، ومدى معاناتهم وتضحياتهم ودور رب الأسرة والأم في تهيئة البيئة الصحية والنفسية للأسرة في الحجر المنزلي والتزامهم جميعاً بتعليمات الجهات المختصة.

 


مقالات ذات صلة

فيلم «الحريفة 2» يراهن على نجاح الجزء الأول بشباك التذاكر

يوميات الشرق جانب من العرض الخاص للفيلم بالقاهرة (الشركة المنتجة)

فيلم «الحريفة 2» يراهن على نجاح الجزء الأول بشباك التذاكر

احتفل صناع فيلم «الحريفة 2» بالعرض الخاص للفيلم في القاهرة مساء الثلاثاء، قبل أن يغادروا لمشاهدة الفيلم مع الجمهور السعودي في جدة مساء الأربعاء.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق فيصل الأحمري يرى أن التمثيل في السينما أكثر صعوبة من المنصات (الشرق الأوسط)

فيصل الأحمري لـ«الشرق الأوسط»: لا أضع لنفسي قيوداً

أكد الممثل السعودي فيصل الأحمري أنه لا يضع لنفسه قيوداً في الأدوار التي يسعى لتقديمها.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق يتيح الفرصة لتبادل الأفكار وإجراء حواراتٍ مُلهمة تتناول حاضر ومستقبل صناعة السينما العربية والأفريقية والآسيوية والعالمية (واس)

«البحر الأحمر السينمائي» يربط 142 عارضاً بصناع الأفلام حول العالم

يربط مهرجان البحر الأحمر 142 عارضاً من 32 دولة هذا العام بصناع الأفلام حول العالم عبر برنامج «سوق البحر الأحمر» مقدماً مجموعة استثنائية من الأنشطة.

لقطة من فيلم «عيد الميلاد» (أ.ب)

فيلم «لاف أكتشلي» من أجواء عيد الميلاد أول عمل لريتشارد كيرتس

بعد عقدين على النجاح العالمي الذي حققه الفيلم الكوميدي الرومانسي «لاف أكتشلي» المتمحور حول عيد الميلاد، يحاول المخرج البريطاني ريتشارد كورتس تكرار هذا الإنجاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما أغنييشكا هولاند (مهرجان ڤينيسيا)

أغنييشكا هولاند: لا أُجمّل الأحداث ولا أكذب

عد أكثر من سنة على عرضه في مهرجاني «ڤينيسيا» و«تورونتو»، وصل فيلم المخرجة البولندية أغنييشكا هولاند «حدود خضراء» إلى عروض خاصّة في متحف (MoMA) في نيويورك.

محمد رُضا (نيويورك)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».