لهذا يؤثر القلق من «كورونا» على تركيزنا... ونصيحة للتغلب عليه

شخص ينام داخل مترو الأنفاق بمدينة نيويورك (أرشيفية - رويترز)
شخص ينام داخل مترو الأنفاق بمدينة نيويورك (أرشيفية - رويترز)
TT

لهذا يؤثر القلق من «كورونا» على تركيزنا... ونصيحة للتغلب عليه

شخص ينام داخل مترو الأنفاق بمدينة نيويورك (أرشيفية - رويترز)
شخص ينام داخل مترو الأنفاق بمدينة نيويورك (أرشيفية - رويترز)

يشتكي كثيرون حالياً من عدم قدرتهم على التركيز بالمستوي نفسه الذي كانوا عليه في الماضي. وبحسب «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، يرجع خبراء ذلك إلى الشعور بالقلق الناجم عن أزمة فيروس «كورونا» المستجد، حيث إنه أضعف ذاكرتنا العاملة التي تخزن المعلومات التي نتلقاها بشكل مؤقت.
وقد صاحب الشعور بانخفاض التركيز شعور آخر بتناقص معدلات الإنتاج، حيث لم يعد الإنسان قادراً على أن ينجز المهام المطلوبة منه بالسرعة أو الكفاءة أنفسهما.
وبحسب ماتي لين، أستاذ علم النفس في جامعة توركو في فنلندا، فإن الدراسات أكدت أن القلق يؤثر على قدرة الذاكرة العاملة على القيام بمهامها، مثل التفكير في الأشياء التي تريد أن تنجزها، ولكن التغييرات السريعة تقلل من قدرتها على ذلك.
وأوضح أن دراسة أجريت عبر الإنترنت، قبل وقت طويل من تفشي «كورونا»، وشملت مجموعة من الأميركيين البالغين لدراسة العلاقة بين القلق والذاكرة العاملة، خلصت إلى وجود علاقة سلبية تجمعهما، حيث إنه كلما زاد القلق انخفض أداء الذاكرة العاملة، إذ إنك عندما تتعرض للتهديد من قبل شخص يسير وراءك في المنزل في أثناء الظلام، فإنك قد تواجه صعوبة في تذكر تفاصيل وجهه بسبب أن شعورك سيجعل الذاكرة العاملة غير قادرة على القيام بأبسط مهامها.
وقال لين عن أزمة «كورونا»: «إنها تتعلق بمستقبل غامض للغاية؛ لا نعرف هل ستستمر حتى نهاية الصيف أم ستمتد إلى الخريف، ومن ثم تقودنا إلى حالة قلق مزمنة».
ولا يقتصر تأثير القلق على إضعاف الذاكرة العاملة فقط. فبحسب أوليفر روبنسون، من معهد علم الأعصاب الإدراكي بجامعة كلية لندن، فإن القلق يسبب الأرق الذي يعد طريقة جيدة لتحطيم الذاكرة العاملة.
ولفت كذلك إلى أن زيادة الأعباء على الذاكرة العاملة يؤدي لإضعافها كذلك، وهو ما يحدث حالياً بسبب ظروف الوباء، مثل كثرة التفكير في التسوق، وهل الذهاب إلى المتاجر آمن أم لا.
ومن أجل التقليل من الشعور بالقلق، ينصح روبنسون بتقليل التعرض للأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي، ولكنه أكد أن الشيء الأكثر فاعلية هو إقناع نفسك بأنه لا بأس من عدم الشعور بالرضا.
وتابع أن ذلك يعد من المفارقات لأن هذا يمكن أن يجعلك أفضل، وقال: «ليس هناك خطأ في عدم قدرتك على العمل بنسبة 100 في المائة لأننا ما زلنا في خضم الأزمة».


مقالات ذات صلة

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.


طريقة بسيطة لإبعاد الأطفال عن الشاشات

المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات (معاهد الصحة الوطنية الأميركية)
المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات (معاهد الصحة الوطنية الأميركية)
TT

طريقة بسيطة لإبعاد الأطفال عن الشاشات

المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات (معاهد الصحة الوطنية الأميركية)
المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات (معاهد الصحة الوطنية الأميركية)

توصلت دراسة أميركية إلى أن توفر المساحات الخضراء في الأحياء طريقة بسيطة يمكن أن تسهم بشكل كبير في تقليل وقت الشاشة لدى الأطفال.

وأوضح الباحثون من جامعة ميتشغان أن البرامج الهادفة لإبعاد الأطفال عن الشاشات تكون أكثر فاعلية في الأحياء التي تحتوي على مساحات خضراء مثل الغابات، والحدائق العامة، والمناطق المفتوحة، ونشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Health and Place).

وأصبحت زيادة وقت الشاشة لدى الأطفال مشكلة شائعة تؤثر سلباً على صحتهم البدنية والعقلية. ويقضي العديد من الأطفال ساعات طويلة يومياً في مشاهدة التلفاز أو استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية؛ ما يؤدي إلى تقليل نشاطهم البدني وزيادة فرص الإصابة بالسمنة. كما أن هذه العادة تؤثر على نوعية النوم، حيث يعاني الأطفال الذين يفرطون في استخدام الشاشات من صعوبة في النوم أو نوم غير مستقر.

وعلاوة على ذلك، تشير الدراسات إلى أن زيادة وقت الشاشة يمكن أن تؤدي إلى تأخر في النمو الاجتماعي والمعرفي للأطفال، بالإضافة إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب.

واعتمدت الدراسة على بيانات من «دراسة المجتمعات الصحية» في الولايات المتحدة التي تركز على سلوكيات الأطفال المتعلقة بالسمنة، حيث قام الباحثون بتحليل معلومات عن الأحياء المجتمعية للأطفال ودرسوا الوصول إلى المساحات الخضراء في تلك المناطق.

وتمت مقارنة فاعلية البرامج التي تهدف إلى تقليل وقت الشاشة بين الأحياء التي تحتوي على مساحات خضراء والأحياء التي تفتقر إليها. كما تم قياس تأثير هذه البرامج على سلوكيات الأطفال فيما يتعلق بوقت الشاشة والنشاط البدني.

وفقاً للدراسة، فإن نحو ثلثي الأطفال بين 6 و17 عاماً يتجاوزون الحد الموصى به أقل من ساعتين يومياً لوقت الشاشة. وتهدف بعض البرامج لتقليل وقت الشاشة من خلال توفير برامج تعليمية قائمة على المجتمع وتطوير المهارات للآباء، أو فرص النشاط البدني المجانية للأطفال.

الأطفال الذين يفرطون في استخدام الشاشات يعانون من صعوبة النوم (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب النتائج، يعد الوصول إلى هذه المساحات عاملاً مهماً في نجاح برامج تقليل وقت الشاشة، حيث توفر هذه الأماكن للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات.

وقالت الباحثة الرئيسة للدراسة من جامعة ميتشغان، الدكتورة إيان مارشال لانغ، إن عدم توفر المساحات الخضراء قد يؤدي إلى بيئة غير مشجعة تقلل من فاعلية البرامج الهادفة للحد من وقت الشاشة.

وأضافت عبر موقع الجامعة أن هذه النتائج تبرز أهمية اتخاذ خطوات لمعالجة الفجوات في الوصول إلى المساحات الخضراء بين المناطق المختلفة، مع ضرورة العمل على توفير بيئات أكثر عدلاً وصحة للأطفال من خلال الاستثمار في المساحات الخضراء في جميع الأحياء.

وأشارت إلى أن تحسين البيئة المحيطة بالأطفال عبر توفير المساحات الخضراء يمكن أن يكون حلاً فعالاً لتقليل وقت الشاشة وتعزيز الأنشطة البدنية؛ ما يعود بالفائدة على صحة الأطفال.