السعودية تقيّم انتشار «كورونا» بالمرحلة الثالثة من الفحص الموسع

تبدأ الحجر المنزلي للقادمين من الخارج... وحالات التعافي تتجاوز 80 ألفاً

الفحص السريع عبر مسارات السيارات (الشرق الأوسط)
الفحص السريع عبر مسارات السيارات (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تقيّم انتشار «كورونا» بالمرحلة الثالثة من الفحص الموسع

الفحص السريع عبر مسارات السيارات (الشرق الأوسط)
الفحص السريع عبر مسارات السيارات (الشرق الأوسط)

شهدت السعودية خلال الأسبوع الأخير تزايداً في أعداد الحالات المصابة بفيروس «كورونا» المستجد؛ حيث تسجل في كل يوم أرقاماً مرتفعة عن حالات اليوم السابق، وتتزامن زيادة الحالات مع بداية المرحلة الثالثة من أعمال الفحص الموسّع لتقييم معدل انتشار فيروس «كوفيد - 19».
وأعلنت «الصحة السعودية»، أمس (الخميس)، تسجيل 3733 إصابة جديدة بفيروس «كورونا»، ليصل إجمالي الحالات 116021 حالة، فيما تجاوزت حالات التعافي الإجمالية 80 ألف حالة تعافٍ، بعد تسجيل 2056 حالة تعافٍ، أمس. الأرقام اللافتة أيضاً كانت تسجيل 38 حالة وفاة جديدة ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 857 حالة، وأوضحت الوزارة أن الحالات النشطة بلغت 35145 حالة، مع عدد حالات حرجة وصل 1738.
وبدأت السعودية، الاثنين الماضي، المرحلة الثالثة من الفحص الموسَّع الذي يهدف إلى تقييم معدل إنتشار الفيروس في السعودية، وأعلنت وزارة الصحة عن استكمال تشغيل أعمال المرحلة الثالثة من الفحص الموسع لتقييم معدل انتشار فيروس «كورونا»، وذلك في كل من مكة الكرمة والمدينة المنورة والرياض والدمام وجدة وأبها.
ويوجد في العاصمة الرياض 3 محطات فحص مخصصة للفحص الموسع، وهي في حي الملز وبوابة المطار والدرعية.
وزارت «الشرق الأوسط» أحد المواقع المخصصة للفحوصات الموسعة التي كانت في حي الملز (وسط الرياض)؛ حيث مسارات مخصصة للسيارات، يتم خلالها فحص الأشخاص دون الحاجة إلى الخروج منها وخلال بضع دقائق. وتجري طريقة الفحص عبر حجز مواعيد عن طريق تطبيق «صحتي» للأشخاص الذين لا يوجد لديهم أعراض، ويرغبون بالكشف والتأكد من سلامتهم.
وبعد ذلك، يحدد التطبيق أقرب المراكز للراغب بالفحص، كما يضع التطبيق أسئلة أولية لمعرفة حالة الأشخاص حول إذا ما كان لديهم أعراض أو خالطوا حالات مصابة.
ويعزو أطباء مختصون في الأمراض المعدية أنه كلما زادت عدد الفحوصات المخبرية زادت أعداد الإصابات، كما أنه كلما ارتفعت أعداد الإصابات كان هناك تحكُّم في المرض، لحجر الحالات التي يتم اكتشافها، إضافة إلى أن نسبة الأشخاص الذين لا يوجد لديهم أعراض، رغم إصابتهم بالفيروس تقدر بنحو 20 في المائة عالمياً.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت مؤخراً عزمها إطلاق المرحلة الثالثة من الفحص الموسع؛ لتقييم معدل الانتشار العام لفيروس «كورونا» المستجد في السعودية؛ حيث يأتي ذلك تواصلاً للإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي تقوم بها لمنع انتشار الفيروس، حفاظاً على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين.
وأكدت الصحة أن المرحلة الثالثة لن تشمل الفحص داخل المنازل، أو زيارة المساكن؛ بل سيتم تنفيذها عبر منافذ عدَّة، منها فحص الأشخاص داخل السيارات، عبر مراكز مخصصة تم إنشاؤها في مدن عدة، وكذلك الفحص في مراكز الرعاية الصحية الأولية، وسيتاح للمواطنين والمقيمين حجز مواعيد لعمل العينات بأنفسهم عبر التطبيق الإلكتروني «صحتي».

حجر منزلي للقادمين من الخارج
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة السعودية البدء في تطبيق آلية جديدة على القادمين من خارج المملكة، حيث سيتم حجرهم في منازلهم وفق ضوابط معينة. ويتم تطبيق هذا الإجراء فور وصول المواطنين، بتطبيق الفرز الصحي في المطار، وتعبئة التعهد، ثم الذهاب إلى منازلهم لتطبيق الحجر المنزلي. وأبانت «الصحة» أن الحجر المنزلي يُعدّ إجراء احترازياً للأشخاص القادمين من خارج السعودية، ولا يكون لديهم أعراض، وكذلك الحالات المشتبه بإصابتها ولا تستدعي الرعاية الصحية في المستشفيات في حال كان المنزل مناسباً للحجر المنزلي وفقاً لـ«الدليل الإرشادي للحجر الصحي والعزل الطبي المنزلي»، الصادر عن «المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها» (وقاية).
ويتضمن «الدليل الإرشادي تعريف الحجر الصحي» في المنزل، وهو «فصل الشخص المصاب أو المشتبه بإصابته بمرض معديّ بالمنزل بطريقة تحول دون انتشار المرض».



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.