«كورونا» يغير وجه اللافتات الإرشادية

تصاميم مبتكرة للحث على التخلص من العادات القديمة

«كورونا» يغير وجه اللافتات الإرشادية
TT

«كورونا» يغير وجه اللافتات الإرشادية

«كورونا» يغير وجه اللافتات الإرشادية

انتشر في الآونة الأخيرة ما يمكن اعتباره إشارات متقنة قد تساعد في الحرب في مواجهة انتشار فيروس كورونا. فمع إعادة فتح الأنشطة التجارية، ظهرت إرشادات للمساعدة في تنظيم تدفق المشاة وتذكير العملاء بمراعاة التباعد لأكثر من ستة أقدام، ومساعدة زملاء العمل في تبادل التحية عن بعد.
هناك بالفعل كتالوج كبير من اللافتات الإرشادية الجاهزة المتاحة عبر الإنترنت تتراوح ما بين تحذيرات السلامة عديمة المعنى والتذكير المكرر بضرورة غسل اليدين، إلى ملصقات المكاتب الصادرة عن مراكز الحد من الأمراض و«منظمة الصحة العالمية». لكن قبل التفكير في شراء أو طباعة هذه الإرشادات المتعددة، عليك أن تعلم أن بعض العلامات أكثر فعالية من الأخرى.
بحسب تيم فيدلي، مدير التطوير بشركة «أبليد واي فايندنغ» للاستشارات ومقرها لندن، تشير إرشادات مكافحة فيروس «كورونا» عادة إلى التوجيه بتغيير نمط السلوك والتخلص من العادات القديمة واستبدالها بممارسات أكثر أماناً. لكن هذا ليس بالأمر السهل أبداً، حيث إن كل علامة عامة ما هي إلا خلاصة لعلم النفس البشري، والأنثروبولوجيا الثقافية، والتصميم الحضري، ومبادئ التصميم، والتصميم الغرافيكي، وجميعها عناصر تفوق في الأهمية الشعارات التي نراها في اللجان الانتخابية.
- التحذيرات الكارتونية لمنظمة الصحة العالمية
يقول فيدلي الذي طورت شركته أنظمة لافتات للعملاء في جميع أنحاء العالم، إن «الخبر السار هو أننا نعرف بالفعل ما ينجح». وللتدليل على ذلك، فإن اللافتات التي أنتجتها شركته تشمل متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، وحي الموضة في وسط مدينة سيول، ولافتات مدينة فانكوفر، ونظام لافتات شارع المشاة التي تحظى بإعجاب واسع النطاق في وسط لندن. أضاف قائلاً: «علينا أن نتعلم ألا نطبق ذلك بشكل خاطئ وألا نبدأ من الصفر».
الأمر لا يتعلق بالعلامة التجارية، أكبر حماقة هي الخلط بين العلامات الإرشادية والعلامات التجارية. فعمل علامة جيدة لا يعني تناسق الألوان أو الخطوط في شعار الشركة. فالأمر كله يهدف إلى أن تكون فريداً لتميز نفسك عن منافسيك. وفي هذا الإطار، قال فيدلي: «عليك التركيز على هدف العلامة، وهو تغيير السلوك. لا يمكنك ترك التصميم الغرافيكي يعيق السبيل لتحقيق ذلك».
أضاف فيدلي أن الشركات التي تصنع علامات غير واضحة باستخدامها ألواناً فاتحة وهادئة ترتكب بذلك خطأً كبيراً، إذ يجب أن تكون العلامة التحذيرية مرئية ومباشرة وواضحة. استطرد قائلاً: إن «بعض الشركات تسعى إلى خلق بيئة ممتعة، لكن هذا ينطوي على أزمة في حد ذاته. فالأمر لا يعني أن تكون لطيفاً. الأمر لا يتعلق بشعار الإعلان، حيث «يجب أن تكون المعلومات واضحة قدر الإمكان، ومتسقة قدر الإمكان حتى نتمكن من إيصال الرسالة للجميع».
- التفكير المنهجي
وأوضح: «يمكن أن تكون علامة إرشادية، لكن اللغة لا تزال قادرة على التوجيه بإيصال رسالة تقول: «أرجوك تصرف بهذه الطريقة لأن هذا ما سيبقينا جميعاً آمنين».
- تصميم «التفكير السريع»
إذا كان عليك كأحد أفراد الجمهور التفكير في معنى الإشارة، فقد فشلت بالفعل. فبحسب كتاب الخبير الاقتصادي دانييل كانيمان الصادر عام 2011 تحت عنوان «التفكير السريع والبطيء»، يقول فيدلي إنه يجب أن يراعي تصميم التحذيرات «التفكير السريع»، بكتابة رسائل سهلة الفهم على الفور وبشكل حدسي.
يستلزم هذا العمل استخدام اللهجة العامية للجمهور. أحد الأمثلة على ذلك هو العلامة الدالة على المرحاض الرجالي والنسائي. فرغم أن الكثير من المصممين حاولوا استخدام رموز مختلفة سياسياً ومحايدة من حيث الجنس، لم يكن هناك أسهل وأسرع فهماً من الصورة التوضيحية التقليدية للذكور والإناث من تلك التي نراها دائماً إلى جوار المراحيض، والسبب في ذلك يرجع إلى أنها «باتت محفورة في الذهن».
بالنسبة لفيروس كورونا، أخذت شركة «أبلايد» شعار فيروس كورونا الذي يتضمن كرة فيروس كورونا الحمراء المنتشرة على نطاق واسع في مراكز الحد من الأمراض وحولتها إلى رسم، ومن ثم استخدمته في اللافتات للإشارة إلى مكان وجود الفيروس غير المرئي.
- تصور الفيروس
وللتأكد من فهم الرسومات بسرعة، عرضت شركة «أبلايد» التصميمات على مجموعات اختبار صغيرة باتباع أسلوب يعرف بتجربة المستخدم للاختبار مع خمسة مستخدمين في كل مرة. ويشير ما يسمى بـ«قاعدة الخمسة الذهبية» إلى أن مجموعة عينات صغيرة ستحدد على الأرجح 85 في المائة من المشكلات المحتملة.
- مبدأ الكشف التدريجي
ليس المهم هو ما تقوله اللافتة، بل أين تقوله. فبدلاً من عمل ملصق كبير يعدد جميع القواعد أمام المكتب، من الأفضل توجيه الأشخاص عبر مساحة تحتوي على سلسلة من الإشارات، بمعنى، على سبيل المثال، عمل إرشادات بصرية لغسل اليدين بالقرب من الأحواض أو تعليمات التعقيم في المطبخ.
وبحسب مؤسسة «إنتر أكشن ديزين فونديشن»، وتعني مؤسسة التصاميم التفاعلية، فإن عرض الإرشادات في أجزاء صغيرة تأتي بعد الكشف التدريجي لطبيعة الوضع، وهو أسلوب تصميم يستخدم «لتقليل فرص شعور المستخدمين بالإرهاق بسبب الأزمة التي يواجهونها».
- خدمات: «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.