نجيب محفوظ في اليمن

الزيارة الأغرب في حياته

كتّاب اليمن يحتفون بمحفوظ
كتّاب اليمن يحتفون بمحفوظ
TT

نجيب محفوظ في اليمن

كتّاب اليمن يحتفون بمحفوظ
كتّاب اليمن يحتفون بمحفوظ

ربما يعرف الكثير أن الأديب الكبير نجيب محفوظ الذي يعشق القاهرة وحواريها، وعاش جُلّ عمره بين أزقتها ينسج حكاياتها، ويرسم نبضها؛ كان لا يحب السفر، ولا المظاهر الرسمية، لدرجة أنه أوفد ابنتيه لتسلم جائزة نوبل نيابة عنه عام 1988، واستمر يومها في جدوله الروتيني العادي في الكتابة والجلوس إلى الأصدقاء في القهوة.
لكن ما لا يعرفه إلا القليل أنه قام بثلاث زيارات خارج مصر في حياته... إحداهن كانت إلى اليمن!
وليس من المستغرب إذن؛ أن تكون هذه الزيارات دون رغبته، فالأولى كانت إلى يوغسلافيا عام 1959، بأمر من الرئيس جمال عبد الناصر مشاركاً في وفد ثقافي، لم يستطع التنصل منها، كما قال في أحد حواراته أنه سافر «حباً وخوفاً» من عبد الناصر. والثالثة كانت إلى لندن مضطراً للعلاج عام 1989.
أما الزيارة الأغرب في حياته كلها فكانت إلى اليمن عام 1963، في شهر يوليو (تموز)، عقب الثورة اليمنية الشهيرة 26 سبتمبر (أيلول) 1962، التي دعمتها مصر وعبد الناصر دعماً كبيراً.
وكانت هذه الزيارة أيضاً «برغبة» عسكرية من المشير عبد الحكيم عامر. إذ سافر وفد من الأدباء الكبار هم: نجيب محفوظ، ويوسف السباعي، ومهدي علام،و أنيس منصور، وصالح جودت، ومحمود حسن إسماعيل، إلى اليمن ضمن جهود ورعاية مصر للجمهورية الناشئة حينها؛ إذ كانت تُرسل عدداً من الوفود والشخصيات في تخصصات مختلفة غير العسكرية لتأسيس وتنشئة بعض المؤسسات.
زيارة هذا الوفد إلى اليمن استغرقت ثلاثة أيام فقط، لكنها طافت بمدن كثيرة، إذ قدم الوفد إلى الحديدة عبر البحر بعد رحلة مضنية استغرقت أسبوعاً، ومن الحديدة إلى صنعاء ثم مأرب، وشاهد نجيب محفوظ ومرافقوه في مأرب عرش الملكة السبئية بلقيس وآثارها، ثم عادوا إلى صنعاء ومنها إلى تعز وطافوا بأسواقها، ومن ثم الرجوع إلى الحديدة في طريق العودة.
وقد دوّن الأديب نجيب محفوظ هذه الزيارة بطريقته السردية بشيء من الخيال الأدبي في مجموعته القصصية «تحت المظلة» الصادرة عام 1969، بعنوان «ثلاثة أيام في اليمن»، على لسان شخصيتين رمزيتين؛ الأديب والجندي، من خلالهما نقل محفوظ جلّ ما رآه وسمعه عن اليمن، ومن يقرأها يحس بشكل واقعي كيف استطاع الأديب الكبير نقل هذه الرحلة بطريقته الساحرة التي وصفت الإنسان اليمني ومعاناته، والبيئة اليمنية التي شدته بتنوعها وجمال طبيعتها الآسرة.
لكن الأديب نجيب محفوظ ربما لم يكتب عن هذه الزيارة بشكل واقعي خارج الأدب، أو على طريقة المذكرات اليومية كما كتب عن زيارته إلى يوغسلافيا، غير أننا نجد بعضاً من انطباعاته المختصرة حول هذه الزيارة في أحاديثه مع يوسف القعيد، نُشرت في الأهرام قديماً، كما تضمنها كتاب القعيد «نجيب محفوظ إن حكى».
ولعل كل إنتاج محفوظ يدور في المكان الثابت له والفضاء السردي القاهرة، عدا هذه القصة التي كتبها عن اليمن والمدن التي زارها فيها، وقد أدهشه جبل صبر الذي يحتضن المدينة؛ حيث قال «وجدت نفسى في الجنة. لم أكن أتصور كل هذا الجمال. جبل كله خضرة وورد وأزهار وفوقه مبنى. وقالوا إن هذا المبنى هو الذي احتجز فيه الإمام أولاد رؤساء القبائل، الشيء التعس الوحيد كان المواطن اليمني الذي كان مثالاً للفقر».
على أن ذاكرة الأديب محفوظ لم تغفل اليمن، ومأساته في تلك الفترة فهو في إحدى رواياته «الباقي من الزمن ساعة» صدرت عام 1982؛ يذكر اليمن على لسان إحدى شخصيات الرواية:
«أسمعت ما يُقال عن أغنية أم كلثوم أسيبك للزمن!
يقال إن الأصل أسيبك لليمن!».
وفي اليمن؛ في ظرف الزيارة القصيرة هذه ربما لم يُتح لمحفوظ أن يقابل كثيراً من نخبها في تلك الفترة، باستثناء بعض الشعراء والأدباء الذين لم يتذكرهم جيداً، كما حضر بعض فعالياتهم بصنعاء وتعز، وحتى أنه أيضاً لم يستطع لقاء ابن أخته، الذي كان منتدباً طبياً ضمن الجيش المصري لمساندة الجيش اليمني الذي يحارب أنصار الإمام الذي أسقطته الثورة حينها، وقريبه هذا أصيب في اليمن، ومن الطريف أن هذا الوفد ومعهم نجيب محفوظ التقوا الرئيس عبد الله السلال حينها ويحكي عن ذلك اللقاء بقوله:
«قابلناه، قال لنا: عفواً لتأخري لأنني قادم من ميدان القتال، فرد عليه واحدٌ قائلاً: إنه قادم من بيته، بالتحديد من غرفة نومه!».
وعندما سئل نجيب محفوظ عن رؤيته في السلال قال «لم يكن يملأ العين» لبساطته.
وعن عادات اليمنيين وظواهرهم لاحظ محفوظ ظاهرة تناول «القات»، النبات الذي يتعاطاه أغلب اليمنيين من بعد الظهيرة، يتحدث عن ذلك بقوله «كلهم يستخدمون القات. كنا في صنعاء ووجدنا بقالاً. وأردنا شراء شيء. وجدنا الرجل نائماً. لا يدرك شيئاً مما يدور حوله».
ويَذكر أن قائد الجيش المصري هناك اشتكى من الوزراء اليمنيين؛ لأنهم يُقيِتون ويعطلونه عن عمله.
ومع ذلك يتحدث محفوظ عن اليمنيين بقوله «الشعب اليمنى شعلة من النشاط والذكاء، لكن القات (مِخَسَّره) الحياة بكل ما فيها». لكنه يؤكد مع ذلك أنه لم تتح له الفرصة ليتعرف على الشخصية اليمنية بشكل كافٍ؛ بسبب قصر الزيارة؛ لذلك أشار إلى أنه لم يدرس الشخصية اليمنية، ولم يحتك بها بشكلٍ جيد. ولعل محفوظ قد لاحظ كيف كانت أوضاع اليمن حينها بلا فنون ولا تلفزيون ولا أي من أدوات العصر الحديث،
ومع ذلك فقد عاد محفوظ من اليمن بشال لزوجته هدية وربما ملابس لابنته وبعض الهدايا كما يتذكر.
ولا ينسى محفوظ مع ذلك أن يسجل رؤيته لليمن واليمنيين، فهم «رجال أشداء حقاً، من سلالة غزت العالم ذات يوم، وقوة مدخرة للخير مستقبلاً»، كما لا يغفل أصالة هذا البلد وفضله ومكانته التاريخية للعرب، ويشير على سبيل المثال إلى هجرات اليمنيين إلى مصر «تذكروا أن وطننا تلقى موجات في إثر موجات من مهاجري هذا البلد، لا يبعد أن نصادف أجداداً وأصولاً ونحن لا ندري».
ولقد ألِف محفوظ ورفاقه أرواح اليمنيين عندما جلسوا إليهم وتحدثوا معهم، وقد أشادوا بشهامتهم وشجاعتهم وكرمهم، ولقد رأوا أن هذا البلد الأصيل به من النبوغ والثقافة، لكن سُدّت أمام أبنائه منافذ الضوء «لقد أغلقت اليمن الأبواب على نفسها ألف سنة فلم يختفِ منها الشّعر، لكنّ المشكلة الحقيقية هي متى يغزوها العِلم؟!».
من الطريف أيضاً، في صنعاء التقى محفوظ فريقاً مصرياً كان يعمل على أوّل ميزانيّة لليمن حينها، وإقامة نظامٍ مالي كأساس لحياتها الاقتصاديّة. يقول «وقد دعوني لزيارة جناحهم في القصر فذهبت معهم وأنا أداعبهم قائلاً (إذن فأنتم أوّل من بشّر بالروتين في أرض اليمن)».
يبقى الحديث عن اليمن وهذه الرحلة الأثيرة للأديب الكبير سحر خاص، يمكن لمن يريد أن يقرأ عنها، وبسردٍ أخاذ، أن يعود للقصة المذكورة آنفاً، وربما تكشف الأيام عن مادة أو أحاديث كتبها أو قالها الأديب الكبير عن اليمن لم تنل طريقاً للنشر أو الانتشار.
- كاتب يمني


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
TT

«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كرّمت «جائزةُ الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي»، بدولة قطر، مساء الثلاثاء، الفائزين في فئات الدورة العاشرة، وذلك خلال حفل كبير حضره الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لأمير البلاد، وشخصيات بارزة، وأعضاء البعثات الدبلوماسية، ونخبة من الباحثين والعاملين بمجال الترجمة.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب العالم، وتقدير دورهم عربياً وعالمياً في مد جسور التواصل بين الأمم، ومكافأة التميز في هذا المجال، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع، والتعددية والانفتاح.

الشيخ ثاني بن حمد لدى حضوره حفل تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كما تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب، ويبلغ مجمل قيمة الجائزة في مختلف فئاتها مليوني دولار أميركي.

وقال الدكتور حسن النعمة، أمين عام الجائزة، إنها «تساهم في تعزيز قيم إنسانية حضارةً وأدباً وعلماً وفناً، اقتداءً بأسلافنا الذي أسهموا في بناء هذه الحضارة وسطروا لنا في أسفار تاريخها أمجاداً ما زلنا نحن اليوم الأبناء نحتفل بل ونتيه مفتخرين بذلك الإسهام الحضاري العربي في التراث الإنساني العالمي».

وأشاد النعمة بالكتاب والعلماء الذين ترجموا وأسهموا في إنجاز هذه الجائزة، وبجهود القائمين عليها «الذين دأبوا على إنجاحها وإخراجها لنا في كل عام لتكون بهجة ومسرة لنا وهدية من هدايا الفكر التي نحن بها حريُّون بأن نرى عالمنا أجمل وأسعد وأبهج وأرقى».

الدكتور حسن النعمة أمين عام الجائزة (الشرق الأوسط)

من جانب آخر، أعربت المترجمة والأكاديمية، ستيفاني دوغول، في كلمة نيابة عن الضيوف وممثلة للمترجمين، عن شكرها لجهود دولة قطر وجائزة الشيخ حمد للترجمة في تكريم المترجمين والمثقفين من كل أنحاء العالم، موجهة التحية لجميع الفائزين، وللغة العربية.

يشار إلى أنه في عام 2024، توصلت الجائزة بمشاركات من 35 دولة حول العالم، تمثل أفراداً ومؤسسات معنية بالترجمة، من بينها 17 دولة عربية. وقد اختيرت اللغة الفرنسية لغة رئيسية ثانية إلى جانب اللغة الإنجليزية، بينما اختيرت الهنغارية والبلوشية والتترية واليوربا في فئة اللغات القليلة الانتشار.

الفائزون بالدورة العاشرة

وفاز بالجائزة هذا العام «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية»، في المركز الثاني رانية سماره عن ترجمة كتاب «نجمة البحر» لإلياس خوري، والثالث إلياس أمْحَرار عن ترجمة كتاب «نكت المحصول في علم الأصول» لأبي بكر ابن العربي، والثالث (مكرر): ستيفاني دوغول عن ترجمة كتاب «سمّ في الهواء» لجبور دويهي.

وعن «فئة الترجمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية»، فاز بالمركز الثاني الحُسين بَنُو هاشم عن ترجمة كتاب «الإمبراطورية الخَطابية» لشاييم بيرلمان، والثاني (مكرر) محمد آيت حنا عن ترجمة كتاب «كونت مونت كريستو» لألكسندر دوما، والثالث زياد السيد محمد فروح عن ترجمة كتاب «في نظم القرآن، قراءة في نظم السور الثلاث والثلاثين الأخيرة من القرآن في ضوء منهج التحليل البلاغي» لميشيل كويبرس، والثالث (مكرر): لينا بدر عن ترجمة كتاب «صحراء» لجان ماري غوستاف لوكليزيو.

من ندوة «الترجمة من اللغة العربية وإليها... واقع وآفاق» (الشرق الأوسط)

أما (الجائزة التشجيعية)، فحصل عليها: عبد الواحد العلمي عن ترجمة كتاب «نبي الإسلام» لمحمد حميد الله. بينما فاز في «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية»، حصلت على المركز الثالث: طاهرة قطب الدين عن ترجمة كتاب «نهج البلاغة» للشريف الرضي. وذهبت الجائزة التشجيعية إلى إميلي درومستا (EMILY DRUMSTA) عن ترجمة المجموعة الشعرية «ثورة على الشمس» لنازك الملائكة.

وفي (فئة الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية) حصل على المركز الثاني مصطفى الفقي وحسام صبري عن ترجمة كتاب «دليل أكسفورد للدراسات القرآنية» من تحرير محمد عبد الحليم ومصطفى شاه، والثاني (مكرر): علاء مصري النهر عن ترجمة كتاب «صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس» لستانلي لين بول.

وفي «فئة الإنجاز»، في قسم اللغة الفرنسية: (مؤسسة البراق)، و(دار الكتاب الجديد المتحدة)، و«في قسم اللغة الإنجليزية»: (مركز نهوض للدراسات والبحوث)، و(تشارلز بترورث (Charles E. Butterworth)، وفي لغة اليورُبا: شرف الدين باديبو راجي، ومشهود محمود جمبا. وفي «اللغة التترية»: جامعة قازان الإسلامية، و«في قسم اللغة البلوشية»: دار الضامران للنشر، و«في اللغة الهنغارية»: جامعة أوتفوش لوراند، وهيئة مسلمي المجر، وعبد الله عبد العاطي عبد السلام محمد النجار، ونافع معلا.

من ندوة «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة» (الشرق الأوسط)

عقدٌ من الإنجاز

وعقدت الجائزة في الذكرى العاشرة لتأسيسها ندوة ثقافية وفكرية، جمعت نخبة من أهم العاملين في مجال الترجمة والمثاقفة من اللغة العربية وإليها، تتناول الندوة في (الجلسة الأولى): «الترجمة من اللغة العربية وإليها: واقع وآفاق»، بينما تتناول (الجلسة الثانية): «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة، وكيفية تطوير هذا الدور».

وخلال مشوارها في عشر سنوات، كرّمت الجائزة مئات العاملين في الترجمة من الأفراد والمؤسسات، في نحو 50 بلداً، لتفتح بذلك آفاقاً واسعة لالتقاء الثقافات، عبر التشجيع على الاهتمام بالترجمة والتعريب، ولتصبح الأكبر عالمياً في الترجمة من اللغة العربية وإليها، حيث اهتمت بها أكثر من 40 لغة، كما بلغت القيمة الإجمالية السنوية لمجموع جوائزها مليوني دولار.

ومنذ تأسيسها، كرمت الجائزة 27 مؤسسة ودار نشر من المؤسسات التي لها دور مهم في الترجمة، و157 مترجماً و30 مترجمة، حيث فاز كثيرون من مختلف اللغات الحية عبر العالم. حتى اللغات التي يتحدث بها بضعة ملايين بلغتها الجائزة وكرمت رواد الترجمة فيها من العربية وإليها. أما اللغات الكبرى في العالم فكان لها نصيب وافر من التكريم، مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألانية والصينية والكورية واليابانية والتركية والفارسية والروسية.

وشملت الجائزة كذلك ميادين القواميس والمعاجم والجوائز التشجيعية للمترجمين الشباب وللمؤسسات الناشئة ذات الجهد الترجمي، وغطت مجالات الترجمة شتى التخصصات الإنسانية كاللغوية والتاريخية والدينية والأدبية والاجتماعية والجغرافية.

وتتوزع فئاتها على فئتين: «الكتب المفردة»، و«الإنجاز»، تختص الأولى بالترجمات الفردية، سواء من اللغة العربية أو إليها، وذلك ضمن اللغات الرئيسية المنصوص عليها في هذه الفئة. وتقبل الترشيحات من قبل المترشح نفسه، ويمكن أيضاً ترشيح الترجمات من قبل الأفراد أو المؤسسات.

أما الثانية فتختص بتكريم الجهود الطويلة الأمد المبذولة من قبل الأفراد والمؤسسات في مجال الترجمة من اللغة العربية أو إليها، في عدة لغات مختارة كل عام، وتُمنح الجائزة بناء على عدد من الأعمال المنجزة والمساهمة في إثراء التواصل الثقافي والمعرفي.