مظاهرات غاضبة وسط العراق وجنوبه تطالب بإقالة مسؤولين

مظاهرة في النجف الجمعة الماضي للمطالبة بإقالة مسؤولين محليين (أ.ف.ب)
مظاهرة في النجف الجمعة الماضي للمطالبة بإقالة مسؤولين محليين (أ.ف.ب)
TT

مظاهرات غاضبة وسط العراق وجنوبه تطالب بإقالة مسؤولين

مظاهرة في النجف الجمعة الماضي للمطالبة بإقالة مسؤولين محليين (أ.ف.ب)
مظاهرة في النجف الجمعة الماضي للمطالبة بإقالة مسؤولين محليين (أ.ف.ب)

انطلقت موجة جديدة من الاحتجاجات، أمس، خرج خلالها محتجون غاضبون في محافظات النجف والمثنى والديوانية والناصرية، وتركزت غالبية المطالبات والأهداف على إقالة المسؤولين المحليين في تلك المحافظات.
وكان المحتجون في محافظة ذي قار «دشنوا» الأسبوع الماضي، حملة لإقالة المسؤولين المحليين وتمكنوا خلالها من إرغام مديري نحو 7 دوائر حكومية على تقديم استقالاتهم. ووصل الدور، أمس، إلى مدير المرور في الناصرية، حيث تجمع المئات أمام دائرة المرور مطالبين باستقالته.
وانتقلت «عدوى» المطالبة باستقالة المسؤولين، أمس، إلى المتظاهرين في بقية المحافظات، حيث شهدت محافظات النجف والمثنى والديوانية المجاورة، حراكا متزامنا وتجمَّعَ متظاهرون في النجف بأعداد غفيرة أمام مبنى المحافظة للمطالبة بإقالة المحافظ لؤي الياسري وبقية المسؤولين، اضطرت خلاله السلطات إلى وضع أكوام من النفايات في الشارع للحيلولة دون عبور المتظاهرين واقتحامهم مبنى المحافظة، كما تجمع عناصر مكافحة الشغب أمام المبنى لصد المحتجين ومنع دخولهم. وتحدثت أنباء صدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين أسفرت عن وقوع بعض الإصابات.
وانطلقت مظاهرة حاشدة منذ ساعات الصباح الأولى في مدينة السماوة، مركز محافظة المثنى، وأغلق المتظاهرون مبنى ديوان المحافظة لإجبار الإدارة المحلية والمحافظ أحمد منفي على تقديم الاستقالة.
وقام متظاهرون في محافظة الديوانية المجاورة بقطع الطريق الرابط بين المحافظة وقضاء الحمزة الشرقي للمطالبة بإقالة محافظها زهير الشعلان من منصبه.
وتلقي الظروف المعيشية السيئة التي أسهمت جائحة «كورونا» وعمليات حظر التجوال في تعميقها بظلالها القاسية على غالبية المواطنين العراقيين، خاصة في محافظات الوسط والجنوب التي تعد الأكثر فقرا بين محافظات البلاد، بحسب إحصاءات وزارة التخطيط العراقية. ويقول الناشط ميثم خلف من محافظة المثنى إن «غالبية السكان تساورهم مشاعر إحباط عميقة ومنذ سنوات نتيجة مستوى الأداء المتدني للحكومات المحلية المتهمة بالفساد وعدم الاكتراث بأوضاع السكان، المعيشية والصحية والخدمية». ويؤكد خلف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «مشكلة (كورونا) جاءت لتزيد الأوضاع سوءاً، وآلاف العوائل خسرت أعمالها ومدخراتها، لا يمكن توقع ما الذي سيحدث في الأيام والأسابيع المقبلة، لكن المؤشرات لا تبشر بالخير، اليأس ربما سيدفع الناس إلى القيام بأعمال أكثر قسوة». ويضيف أن «أداء الحكومات المحلية لم يتغير رغم الظروف العصيبة وحالة الغليان الشعبي المتفاقمة منذ أشهر، بل تراجع مع ضعف الموارد المالية والعجز الحكومي، الناس تفكر أن عليها التخلص من المسؤولين المحليين وعدم انتظار أوامر الحكومة بإزاحتهم عن مناصبهم».
من جهة أخرى، وفي مؤشر على تحرك احتجاجي في محافظة ديالى (60 كيلومترا) شرق العاصمة بغداد، التي لم تخرج فيها مظاهرات سابقا إلا بحدود ضيقة، خرج المئات، أول من أمس، بمظاهرة للمطالبة بمحاسبة المسؤولين وتوفير فرص العمل، وتوفير الأمن والتصدي لأعمال العنف بعد سلسلة خروقات شهدتها المحافظة في الأسابيع الأخيرة. وتعرض الناشطون خلال المظاهرة إلى أعمال عنف من قبل بعض عناصر الأمن. وأظهر «فيديو» تداولته مواقع التواصل وبعض المواقع الخبرية، عناصر الأمن وهم يقومون بضرب المتظاهرين بالعصي والهراوات، ما دفع مفوضية حقوق الإنسان في المحافظة إلى استنكار ذلك عبر بيان أصدرته، أمس. وقالت المفوضية: «في ظل الظرف الراهن الذي تشهده محافظة ديالى بخصوص تكرار الخروقات الأمنية في عدد من مناطق المحافظة والتي راح ضحيتها عدد من الأبرياء آخرهم 3 أشخاص في قرية الإصلاح التابعة لناحية جلولاء، حيث رصدت فرقنا خلال الأيام الثلاثة الماضية خروج عدد من المواطنين في القرية بمظاهرات سلمية للمطالبة بتوفير الأمن في تلك المناطق ووضع حد للخروقات المتكررة». وأضاف البيان « للأسف الشديد تم تداول مقطع فيديو يبين اعتداء عدد من أفراد الجيش عليهم بالعصي مما يشكل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وحق التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي المكفول في المواثيق الدولية والوطنية».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.