بوجه دامٍ... مديرة متجر توضح الوجه الآخر للتعامل مع زبائن عصر «كورونا»

عمال التجزئة يواجهون إهانات وتهديدات من عملاء غاضبين بسبب إخبارهم بالامتثال لقيود الوباء

مديرة المتجر سامانثا كلارك (إيه بي سي)
مديرة المتجر سامانثا كلارك (إيه بي سي)
TT

بوجه دامٍ... مديرة متجر توضح الوجه الآخر للتعامل مع زبائن عصر «كورونا»

مديرة المتجر سامانثا كلارك (إيه بي سي)
مديرة المتجر سامانثا كلارك (إيه بي سي)

استمعت سامانثا كلارك، لمدة أسابيع، بهدوء إلى الإهانات والتهديدات الموجهة إليها يومياً وإلى موظفيها من قبل أشخاص علموا أنهم لا يستطيعون دخول المتجر الذي تديره بمدينة موديستو في ولاية كاليفورنيا دون ارتداء كمامة واقية واتباع قواعد الحماية الأخرى التي تتعلق بفيروس «كورونا».
ولكن، لم تتوقع المرأة المخضرمة في عالم مبيعات التجزئة لمدة تبلغ 17 عاماً أن تتعرض للضرب واللكم والإلقاء على الأرض حتى يتدفق الدم من وجهها المحطم، ليس قبل أن يحدث ذلك مؤخراً (يوم 6 مايو - أيار) بعدما تم إخبار أحد العملاء أن آخر حوض سباحة في المتجر «تم بيعه للتو إلى شخص آخر».
وتقول كلارك: «لقد عملت في البيع بالتجزئة حياتي كلها... لقد كنت في هذه الوظيفة منذ 17 عاماً، ولم أسمع أبداً عن أي شخص تعرض للهجوم على الإطلاق»، حسب ما نقلته شبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركية. واستكملت في وقت لاحق أنه ربما كان يجب عليها أن ترى ذلك لاحقاً.
وتتحدث عن الحياة قبل أن يبدأ المتجر الذي تديره في العمل بموجب إرشادات السلامة من الفيروس الصادرة عن الدولة: «كان لدينا زبون عادي يستاء من وقت لآخر، ولكن نادراً ما فقد شخص ما أعصابه وصبّ لعناته علينا». وتضيف: «إنها الآن أمور تحدث يومياً، وأحياناً تتعاقب في اليوم الواحد».
وقالت رئيسة جمعية كاليفورنيا لتجارة التجزئة، والمديرة التنفيذية لها، راشيل ميشلان، إنه «بعد أشهر من العيش مع مثل هذه القيود، فإن مستوى التوتر بين الناس وصل بوضوح إلى نقطة الغليان، وليس هنا فقط في كاليفورنيا».
وبعد أن وضعت كلارك صوراً لوجهها وهو ينزف الدماء على صفحتها الشخصية بموقع «فيسبوك» مع شرح لشكل العمل في مبيعات التجزئة هذه الأيام، تمت مشاركة المنشور آلاف المرات، ما دفعها إلى إنشاء صفحة منفصلة تحت اسم «حياة التجزئة أثناء (كوفيد - 19)». وفي غضون أيام اجتذبت الصفحة عشرات الآلاف من المتابعين.
وجاءت عدة تعليقات من آخرين يقولون إنهم يعملون في تجارة التجزئة أيضاً، ويؤكدون أنهم منذ بدء الوباء واجهوا سلسلة من الانتهاكات التي لا تنتهي. فقال أحد الأشخاص: «بُصق على زميلي في العمل من قبل شخص لا يرتدي كمامة». وكتب آخر عن حارس أمن قُتل بالرصاص الشهر الماضي بعدما أخبر امرأة أنها لا تستطيع الدخول للمتجر بدون كمامة.
بدوره، قال نائب الرئيس للعلاقات الحكومية للاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة، ديفيد فرنش: «نسمع عدداً متزايداً من التقارير حول إساءة المعاملة والعنف الموجه ضد عمال التجزئة الذين يقومون بعملهم عن طريق مطالبة العملاء بارتداء أقنعة الوجه والامتثال لإرشادات أخرى تهدف إلى حماية سلامتهم»، داعياً السلطات إلى مقاضاة مثل هذه الحالات، والقيام بعمل أفضل لحماية عمال التجزئة.


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
TT

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)

تختصر المخرجة مايا سعيد زمن الوفاء للوالدين بمسرحية «5 دقايق». اختارت عرضها في موسم عيد الميلاد، الموعد نفسه الذي خسرت فيه والدها. فكرّمته على طريقتها ضمن نص بسيط ومعبّر، يترك أثره عند متابعه ويتسلل إلى مشاعره من دون أن تفرض عليه ذلك. لا مبالغة في الوقت ولا في الحوارات.

رسالة إنسانية بامتياز تمرّ أمامك بـ50 دقيقة لتستوعب هدفها في الدقائق الخمس الأخيرة منها. على مسرح «ديستركت 7» في بيروت يقام العرض. ومع بطلي المسرحية طارق تميم وسولانج تراك وضعت مايا سعيد الشخصيتين اللتين يؤديانهما بتصرفهما، فأدركا دقّة معانيهما بحيث جسّداهما بعفوية تليق بخطوطهما.

مسرحية «5 دقايق» تحية تكريمية في ذكرى من نحبّهم (مايا سعيد)

بحوارات تميل إلى الكوميديا رغبت مايا سعيد في إيصال رسالتها المؤثرة. لم تشأ أن تحمّل المشاهد همّاً جديداً. ولا أن تُغرقه بمشاعر الأسى والحزن. فموسم الأعياد يجب أن يطبعه الفرح، ولكن لا بأس إذا ما تحررنا من أحاسيس حبّ مكبوتة في أعماقنا، وتكمن أهميتها بمنبعها فهي آتية من ذكرى الأهل.

تحكي المسرحية عن ليلة ميلادية تقتحم خلالها سيدة غريبة منزل «الأستاذ حرب»، فتقلبه رأساً على عقب بالشكلين الخارجي والداخلي. وتجري أحداث العمل في مساحة ضيقة على خشبة تتزين بديكورات بسيطة. وتتألّف من شجرة عيد الميلاد وكنبة وطاولة. وإذا ما تفرّجنا على هذا المكان بنظرة ثلاثية الأبعاد، سنكتشف أن الخشبة تُشبه شاشة تلفزيونية. فحلاوتها بعمقها وليس بسطحها العريض. مربّعة الشكل يتحرّك فيها البطلان براحة رغم ضيق المكان. يشعر المشاهد بأنه يعيش معهما في المكان والزمان نفسيهما.

وتعلّق مايا سعيد، كاتبة ومخرجة العمل، لـ«الشرق الأوسط»: «ينبع الموضوع من تجربة شخصية عشتها مع والدي الذي رحل في زمن الميلاد. وعندما تدهورت حالته الصحية عاش أيامه الخمسة الأخيرة فاقداً الذاكرة. ومثله مثل أي مريض مصاب بألزهايمر لم يكن في استطاعته التعرّف إليّ. وهو أمر أحزنني جداً».

من هذا المنطلق تروي مايا سعيد قصة «5 دقايق». وضمن أحداث سريعة وحوارات تترك غموضاً عند مشاهدها، يعيش هذا الأخير تجربة مسرحية جديدة. فيحاول حلّ لغز حبكة نصّ محيّرة. ويخيّل له بأنها مجرّد مقتطفات من قصص مصوّرة عدّة، ليكتشف في النهاية سبب هذا التشرذم الذي شرّحته المخرجة برؤية مبدعة.

طارق تميم يجسّد شخصية مصاب بألزهايمر ببراعة (مايا سعيد)

وتوضح مايا سعيد: «رغبت في أن يدخل المشاهد في ذهن الشخصيتين وأفكارهما. وفي الدقائق الخمس الأخيرة وضعته في مكان الشخص الذي يعاني من مرض الطرف الآخر. أنا شخصياً لم أتحمّل 5 أيام ضاع فيها توازن والدي العقلي. فكيف لهؤلاء الذين يمضون سنوات يساعدون أشخاصاً مصابون بمرض ألزهايمر».

وعن الصعوبة التي واجهتها في إيصال رسالتها ضمن هذا العمل تردّ: «كان همّي إيصال الرسالة من دون سكب الحزن والألم على مشاهدها. فنحن خرجنا للتو من حرب قاسية. وكان ذلك يفوق قدرة اللبناني على التحمّل. من هنا قرّرت أن تطبع الكوميديا العمل، ولكن من دون مبالغة. وفي الوقت نفسه أوصل الرسالة التي أريدها بسلاسة».

يلاحظ مشاهد العمل طيلة فترة العرض أن نوعاً من الشرود الذهني يسكن بطله. وعرف طارق تميم كيف يقولبه بحبكة مثيرة من خلال خبرته الطويلة في العمل المسرحي. وبالتالي كانت سولانج تراك حرفيّة بردّ الكرة له بالأسلوب نفسه. فصار المشاهد في حيرة من أمره. وتُعلّق مايا سعيد في سياق حديثها: «طارق وسولانج ساعداني كثيراً في تلقف صميم الرسالة. فتقمصا الشخصيتين بامتياز بحيث قدماهما أجمل مما كُتب على الورق».

ضمن نص معبّر تدور«5 دقايق» (مايا سعيد)

طيلة عرض المسرحية لن يتوصّل مشاهدها إلى معرفة اسمي الشخصيتين. فيختلط عليه الأمر في كل مرة اعتقد بأنه حفظ اسم أحدهما. وكانت بمثابة حبكة نص متقنة كي يشعر المشاهد بهذه اللخبطة. وتستطرد مايا: «لا شك أن المسرحية تتضمن مفاتيح صغيرة تدلّنا على فحوى الرسالة. والتشابك بالأسماء كان واحداً منها».

حاولت مايا سعيد إيصال معاني عيد الميلاد على طريقتها. وتختم: «لهذا العيد معانٍ كثيرة. وأردتها أن تحمل أبعاداً مختلفة تخصّ الأشخاص الذين نحبّهم حتى لو رحلوا عنّا. فغيابهم يحضر عندنا في مناسبات الفرح. وبهذا الأسلوب قد ننجح في التعبير لهم عن ذكراهم في قلوبنا».