فجرت هجمات ذات طابع عنصري على مواقع التواصل الاجتماعي، قلقاً في مصر، لا سيما بعد ارتباطها بفنانين ورياضيين مشاهير من أصحاب البشرة السمراء، إذ جدد تعرض الفنان الشاب محمد رمضان مؤخراً لهجوم اعتبره «عنصرياً» على صورة تجمعه بابنه، حالة القلق من ازدهار هذه الظاهرة في ظل «نقص الوعي الفادح، وتدني الالتزام بآداب التفاعل عبر (السوشيال ميديا)، وفق خبراء إعلام مصريين».
ولم يكن رمضان وحده الذي تعرض لهجوم بطابع عنصري، إذ سبقه بأيام لاعب كرة القدم في نادي الزمالك، محمود عبد الرازق «شيكابالا»، الذي تعرض وابنه لحملة تغريدات «مسيئة» تتعلق باللون أيضاً.
وكان رمضان الذي حقق مسلسله الرمضاني الأخير «البرنس» إشادات لافتة وانتشاراً ملحوظاً في مصر، نشر صورة تجمعه بابنه «علي» من كواليس تصوير كليب أغنيته الجديدة «كورونا فيروس» وعلق عليها قائلاً: «علمت ابني علي إزاي يعقم غرفته في كليب كورونا فيروس».
وعلقت إحدى المتابعات على الصورة قائلة إن «لون الابن (...) مثل أبيه...»، ورد عليها رمضان قائلاً: «أنا فخور بلوني ولون أبويا وأولادي اللي ربنا خلقه... ومبسوط إن أولادي يطلعوا ضد العنصرية، والدليل إن أمهم وأبوهم بلونين مختلفين».
وتفاعل كثير من الإعلاميين المصريين مع هذه الحالة، ومن بينهم الإعلامي خالد أبو بكر، الذي أشاد عبر برنامجه «كل يوم» المذاع على شاشة «ON» برد محمد رمضان، واصفاً إياه بـ«التحلي بالمسؤولية المجتمعية والنضج»، وطلب «تدخل النائب العام لمعاقبة صاحبة التعليق العنصري». حسب وصفه.
وقبل تعرض نجل رمضان للتنمر والعنصرية تعرضت شقيقة محمد رمضان أيضاً لتعليقات ومنشورات «غير لائقة»، و«عنصرية» بعد نشرها صوراً من حفل زفافها الأسبوع الماضي، ما دفع رمضان إلى نشر صورة أخرى تجمعه بشقيقته لدعمها، معلقاً عليها قائلاً: «أختي ضلعي ونصف قلب أمي... اللهم احفظها وأسعدها».
وترى الدكتورة إيمان الريس، استشارية الطب النفسي في مصر، أن «الشخص المتنمر يعاني من انعدام الثقة بالنفس، وعدم تقدير ذاته أو الآخرين، بجانب الابتعاد عن التعاليم الدينية».
وتنصح الريس عبر تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، ضحايا التنمر والعنصرية بأن «يثقوا في أنفسهم وقدراتهم، بجانب مواجهة التعليقات السلبية».
ورغم تعرض بعض الفنانين والمشاهير للتنمر والعنصرية منذ سنوات طويلة، فإنّها زادت خلال الآونة الأخيرة بفعل مواقع التواصل الاجتماعي التي «سهلت الأمر»، حسب وصف الدكتورة أمل شمس، أستاذة علم الاجتماع في كلية التربية جامعة عين شمس بالقاهرة، التي تقول لـ«الشرق الأوسط»: «من يقومون بملاحقة المشاهير إلكترونياً بتعليقات سلبية وعنصرية هم أشخاص ليسوا أسوياء، وليس لديهم القدرة على مخاطبة غيرهم بأساليب لائقة».
الواقعة العنصرية ضد أسرة محمد رمضان، ليست الأولى من نوعها بالوسط الفني، فقد تعرضت الفنانة المصرية دينا محسن، نجمة «مسرح مصر»، الشهيرة بـ«ويزو» إلى وقائع مماثلة سابقاً، بسبب وزنها الزائد، وكذلك الفنانة المصرية شيماء سيف، والفنانة أمينة خليل، ودينا الشربيني.
الفنانة المصرية مهجة عبد الرحمن، التي جسدت دور «زينب» زوجة الفنان الراحل أحمد زكي في فيلم «البيه البواب»، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «بعد أدائي لدور (زينب) توقعت أن أبواب النجومية ستفتح لي، ولكن حُصرت في دور (زوجة البواب) أو (الخادمة) بسبب لون بشرتي، لذلك رفضت الكثير من الأعمال، التي عُرضت علي لاحقاً، قبل موافقتي مرة أخرى على تقديم دور (الخادمة) في مسلسلي (قاسم أمين)، و(شيخ العرب همام) بسبب حبي للتمثيل».
هجمات عنصرية عبر «السوشيال ميديا» تفجر قلقاً في مصر
ابن الفنان محمد رمضان وشقيقته أحدث ضحاياها
هجمات عنصرية عبر «السوشيال ميديا» تفجر قلقاً في مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة