بريطانيا: محادثات «5+5» السبيل الوحيد للحل في ليبيا

«الوفاق» أعلنت رفضها للحل السياسي وقواتها تتقدم ببطء باتجاه سرت

أنصار الجيش الوطني الليبي يحتفلون فوق مدرعة تركية تمت مصادرتها خلال معارك طرابلس (رويترز)
أنصار الجيش الوطني الليبي يحتفلون فوق مدرعة تركية تمت مصادرتها خلال معارك طرابلس (رويترز)
TT

بريطانيا: محادثات «5+5» السبيل الوحيد للحل في ليبيا

أنصار الجيش الوطني الليبي يحتفلون فوق مدرعة تركية تمت مصادرتها خلال معارك طرابلس (رويترز)
أنصار الجيش الوطني الليبي يحتفلون فوق مدرعة تركية تمت مصادرتها خلال معارك طرابلس (رويترز)

رحبت بريطانيا اليوم الأحد بجهود مصر لوقف إطلاق النار في ليبيا، داعيةً في الوقت ذاته «الجيش الوطني» الليبي وحكومة «الوفاق» إلى الانخراط في محادثات «5+5».
وجاء في تغريدة لوزارة الخارجية البريطانية على «تويتر» «وزير شؤون الشرق الأوسط، جيمس كليفرلي، يرحب بجهود مصر لحث القيادات في شرق ليبيا على تأييد وقف إطلاق النار، لكن يجب أن يحظى ذلك بتأييد من الأمم المتحدة». وأضافت «الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق الوطني بحاجة للانخراط عاجلاً بمحادثات 5+5، والتي هي السبيل للوصول لحل يشمل الجميع».
من جانبه، أكد وزير الداخلية بحكومة الوفاق الوطني الليبية فتحي باشاغا أن الحكومة لن تكون منفتحة على الدخول في محادثات سياسية مع المشير خليفة حفتر قائد «الجيش الوطني» الليبي إلا بعد استعادة مدينة سرت وقاعدة الجفرة. وأكد في مقابلة مع وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات حكومة الوفاق، ومقرها طرابلس، ستستمر حتى استعادة المنطقتين، و«منع روسيا من إقامة قاعدة في البلاد».
وكان حفتر، أعلن أمس من القاهرة عزمه وقف العملية التي أطلقتها قواته منذ أكثر من عام للسيطرة على العاصمة طرابلس، وأكد على انفتاحه على عملية سياسية لإنهاء الحرب.
وقال باشاغا، في المقابلة، إن مدينة سرت، الواقعة على الطرف الغربي من منطقة الهلال النفطي التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي، لها قيمة رمزية لدى حكومة الوفاق لأن تحالفا بقيادة الولايات المتحدة ساهم في هزيمة تنظيم داعش هناك عام 2016. وأوضح: «ستكون هناك مفاوضات سياسية مع الشرق، لكن يتعين استعادة سرت والجفرة... إننا بحاجة إلى منع روسيا من إقامة قواعد في سرت والجفرة».
وأعلن الرئيس المصري أمس مبادرة سميت «إعلان القاهرة»، تدعو إلى «احترام كافة الجهود والمبادرات من خلال وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة السادسة صباح 8 يونيو (حزيران) 2020. وإلزام الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية».
ميدانياً، واصلت قوات «الوفاق» تقدماً بطيئاً إلى مدينة سرت الاستراتيجية في شرق البلاد والمنشآت النفطية الرئيسية، بعدما تمكنت من السيطرة على غرب ليبيا.
وسرت هي مسقط الزعيم الراحل معمر القذافي قبل أن تتحول معقلا لتنظيم «داعش». تبعد 450 كلم شرق طرابلس وكانت قوات حكومة الوفاق استعادت السيطرة عليها العام 2016 وفي مقدمها كتائب مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) قبل أن تسقط في أيدي قوات حفتر في يناير (كانون الثاني) الفائت.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».