إصدار جديد من فيلم كرتون «ويحك يا أرنب» السوفياتي بعد عصرنة أبطاله

لم يغب عن الشاشة طوال نصف قرن

المظهر التقليدي للذئب والأرنب في «ويحك يا أرنب» كما أحبهما كثيرون من مختلف الأجيال على مدار أكثر من نصف قرن
المظهر التقليدي للذئب والأرنب في «ويحك يا أرنب» كما أحبهما كثيرون من مختلف الأجيال على مدار أكثر من نصف قرن
TT

إصدار جديد من فيلم كرتون «ويحك يا أرنب» السوفياتي بعد عصرنة أبطاله

المظهر التقليدي للذئب والأرنب في «ويحك يا أرنب» كما أحبهما كثيرون من مختلف الأجيال على مدار أكثر من نصف قرن
المظهر التقليدي للذئب والأرنب في «ويحك يا أرنب» كما أحبهما كثيرون من مختلف الأجيال على مدار أكثر من نصف قرن

لا يزال فيلم الرسوم المتحركة السوفياتي «ويحك يا أرنب» يحظى بمكانة مميزة في مكتبة أفلام الرسوم المتحركة، في روسيا ودول أخرى في العالم، واهتمام لا ينقطع وسط جمهوره، من الأطفال والكبار على حد سواء. ومن أجل الحفاظ على هذه المكانة والاهتمام بين الأجيال المعاصرة، يتجه صناع الرسوم المتحركة في روسيا نحو «عصرنته»، وتغيير مظهر الشخصيات الرئيسية فيه؛ أي «الذئب والأرنب». وتقوم الحبكة في جميع الحلقات من هذا الفيلم الشيق على مطاردة الذئب الشرير لأرنب طيب كي يلتهمه، حيث يضع الذئب خططاً خبيثة تارة، ويلجأ للتحايل تارة أخرى، على أمل أن يمسك بالأرنب، إلا أن الأخير ينجو دوماً، إما صدفة أو لأنه يدرك في الوقت المناسب ما يُحاك له. وغالباً ما يقع الذئب في شر أعماله، جرياناً على المثل العربي: «من حفر حفرة لأخيه وقع فيها»، فإما يسقط هو من النافذة عوضاً عن الأرنب، أو يقع في حفرة صنعها «فخاً» للأرنب، أو يغرق في أثناء محاولته الإمساك بالأرنب وهو يسبح، وما إلى ذلك. لهذا يغضب الذئب في نهاية كل حلقة، ويصرخ بعبارته الشهيرة متوعداً: «ويحك يا أرنب».
وتم عرض الإصدار الأول من سلسلة «ويحك يا أرنب» مطلع مايو (أيار) عام 1969. ومع أنه من أهم الأعمال التي أنتجت في الحقبة السوفياتية، فإنه لم يتوقف إنتاجه حتى بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وقد عرضت الشاشات الروسية آخر جزء تم إنتاجه من هذه السلسلة نهاية عام 2017، وكانت الحلقة عنوانها «التقط نجمة». وخلال هذه المسيرة الطويلة، لم تطرأ تغيرات كبيرة على مظهر البطلين، الذئب والأرنب. وكان التحول الوحيد بين أول ظهور لهما ضمن برنامج للأطفال عام 1969، وظهورهما الثاني في الحلقة الأولى التي عرضتها الشاشات نهاية العام ذاته، ودشنت انطلاقة فيلم كرتون «ويحك يا أرنب» عملاً فنياً مستقلاً للأطفال. ففي الظهور الأولى، تم رسم الشخصيتين بطريقة بسيطة وألوان «بليدة» نوعاً ما، لكن مع الحلقة الأولى تم تحديث رسم الشخصيتين، وتحديث ملابسهما أيضاً، وتطوير المشهد العام وتفاصيله في كل حلقة.
ونظراً لأن سلسلة «ويحك يا أرنب» لم تغب عملياً عن الشاشات طيلة نصف قرن، بات الذئب والأرنب، كما تم تصميمها لهذه السلسلة، جزءاً من ذاكرة جميلة لأكثر من جيل، منذ السبعينيات حتى أيامنا هذه، حيث لا يزال هذا الفيلم من الأعمال التي يفضلها الصغار، ويتابعها الكبار معهم. إلا أن تلك الشخصيات التي أحبها كثيرون قد تتغير قريباً وتظهر بشكل جديد، وفق ما أعلنه العاملون في استوديوهات «سويوز مولت فيلم»، حيث يجري العمل على إنتاج أجزاء جديدة من «ويحك يا أرنب»، قد تصل حتى 52 حلقة جديدة، مع مغامرات وحكايات جديدة. ويحاول المصممون جعل شخصية الذئب والأرنب في السلسلة الجديدة أقرب إلى روح العصر، لا سيما فيما يتعلق بالأزياء.
وكانت صفحات على «تويتر» قد نشرت صوراً يظهر فيها الذئب بحلته الجديدة التي تكشف على الفور محاولة «عصرنته»، ولكن هذه المحاولة أثارت ردود فعل سلبية لدى غالبية عشاق «الذئب والأرنب» الذين عبروا عن عدم تقبلهم للذئب بمظهره الجديد، وكتب أحدهم معلقاً على الصورة الجديدة: «أجل ذئب عصري وبأزياء جميلة، لكن ليس ذئبنا من (ويحك يا أرنب)»، وكتب آخر: «لا شيء يمكن أن يعوض عن الماضي». لهذا سارع القائمون على إنتاج السلسلة الجديدة من «ويحك يا أرنب» التي ينتظر أن يبدأ عرضها نهاية صيف العام الحالي، إلى الإعلان أن الصورة التي تم نشرها ليست سوى واحدة من 52 رسماً جديداً لشخصية الذئب، وأكدوا أنهم لم يقرروا بعد الشكل النهائي له.



أمل طالب... تجدّد مسيرتها مع «والله لنكيّف» على شاشة «الجديد»

مع أحد ضيوفها في «خلّي عينك عالجديد» (أمل طالب)
مع أحد ضيوفها في «خلّي عينك عالجديد» (أمل طالب)
TT

أمل طالب... تجدّد مسيرتها مع «والله لنكيّف» على شاشة «الجديد»

مع أحد ضيوفها في «خلّي عينك عالجديد» (أمل طالب)
مع أحد ضيوفها في «خلّي عينك عالجديد» (أمل طالب)

بعد طول انتظار، تُحقّق الممثلة الكوميدية أمل طالب أمنيتها، وتجدّد مسيرتها بعد افتراقها عن فريق هشام حداد لبرنامج «كتير هالقدّ» على شاشة «إم تي في» اللبنانية. وقبله كانت قد انطلقت مع الفريق نفسه في برنامج «لهون وبس» عبر محطة «إل بي سي آي». ومن خلال برنامجها الكوميدي الساخر «والله لنكيّف» على شاشة «نيو تي في» (الجديد)، تنطلق أمل طالب في مشوارها الخاص. وضمن 3 فقرات منوعة، تستضيف 3 شخصيات مشهورة، يتألف «والله لنكيّف».

تقدّم جديدها «والله لنكيّف» على شاشة «الجديد» (أمل طالب)

اختارت أمل طالب الشيف أنطوان الحاج ليشاركها تجربتها هذه، فيرافقها في تقديم البرنامج ضمن ثنائية تصفها بـ«خفيفة الظل». وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «لأول مرّة سأطرق باب النقد السياسي الكوميدي، وأقدم فقرات ترتكز على النقد والضحك في آن واحد. ضيوفي باقة من الممثلين والفنانين، إضافة إلى مؤثرين على (السوشيال ميديا)».

قدّمت أمل طالب لهذه النقلة التلفزيونية من خلال برنامج «خلّي عينك عالجديد» في آخر أيام 2024. فتقول: «التجربة كانت رائعة رغم صعوبتها. والمطلوب مني كان إحياء فقرات متتالية على مدى يوم كامل. أحاور ضيوفي وأتلقى اتصالات المشاهدين مباشرة على الهواء، وأقدم لهم الجوائز والهدايا».

لجوء شاشة «الجديد» للاستعانة بمواهب أمل طالب فاجأها. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «في رأيي، خاطرت المحطة عندما اختارتني لإحياء هذا اليوم الطويل. أعطتني فرصةً لم أتوقعها، لا سيما أني لا أملك خبرةً سابقةً في هذا المجال. التجربة صقلتني وزادت الثقة في نفسي. واكتشفتُ من خلالها مدى حبّ الناس للتقديم العفوي والطبيعي».

انفصالها عن فريقٍ عَمِلت معه لنحو 6 مواسم متتالية جرى بهدوء. وتوضح في سياق حديثها: «في الحقيقة لطالما ردّدت على مسامع الفريق أني أُفكّر بالانطلاق لوحدي. وكما في كلّ عامٍ جديد كنت أُعلِمهم بأنه آخر موسم أشارك فيه معهم. ولكن هذه السنة كان الأمر جدّياً، لا سيما أن (الجديد) تواصلت معي وأصرّت على هذا التعاون».

تقول إن انفصالها عن فريق حداد جرى بهدوء (أمل طالب)

لم يكن الانفصال عن عائلتها الفنية أمراً سهلاً كما تذكر. «هناك علاقة وطيدة تربطنا. وعندما انتقلنا جميعنا إلى (إم تي في) المحلية زادت هذه العلاقة صلابة».

وخلال تقديمها برنامجها في مناسبة عيد رأس السنة، شاءت أن تقدّم نموذجاً جديداً له، في نسخة خاصة بالعيد. ولاحظ المشاهد وجود عناصر فنّية تُشبه تلك التي يرتكز عليها هشام حداد في برنامجه. «تقصدين الفرقة الموسيقية؟ الفكرة كانت خاصة بهذا اليوم الطويل. ولا أعتقد أن الأمر أزعج حداد وفريقه. فالفِرق الموسيقية باتت عُنصراً موجوداً في برامج النقد السّاخر. لم أقم بأي أمر من تحت الطاولة، وكنت صريحة وواضحة. ودّعت الجميع عندما أخبرتهم بهذه النقلة. فالرِّزق على رب العالمين، ولا أحد يستطيع سحب بساط النجاح من تحت قدمَي أي شخص آخر. وأتمنى أن يبقى هذا الفريق سنداً داعماً لي».

بيد أن كلام أمل طالب قابله تعليقٌ مُبهمٌ من هشام حداد في اليوم التالي لعرضها الطويل. فقد نشر عبر خاصية «ستوري» على حسابه في «إنستغرام» تعليقاً يقول فيه: «حضرت شي هلّق... يا تعتيري شو هاي». وبقي معنى كلامه غامضاً مجهولَ الهدف.

يُعرض برنامج «والله لنكيّف» في الوقت الذهبي، أي بَعد نشرة الأخبار المسائية على شاشة «الجديد». «أتولّى مهمة كتابة نص الـ(ستاند أب كوميدي)، ويكون بمثابة الافتتاحية لكل حلقة التي تستغرق نحو 7 دقائق. ويساعدني في باقي فقرات البرنامج فريق إعداد خاص».

تقول أمل طالب إنها تعلّمت كثيراً من تجربتها مع فريق هشام حداد. «تزوّدتُ بخبرات جمة لفترة 6 مواسم متتالية. تعلّمتُ كيف ومتى أقول النكتة؟ وكيف أتحكّمُ بنَفَسي وأنا أتكلّم. وأدركت أن الجمهور هو مَن يصنع شهرة الفنان. وتميّزتُ عن غيري من المقدمين الكوميديين بأسلوبي. كنت أشاركهم قصصي الحقيقية بقالب ساخر ومضحك. فكل ما أتلوه عليهم هو من أرض الواقع. وشعرتُ في الفترة الأخيرة أنه بات عليّ البحث عن موضوعات أخرى. لقد استنفدتها جميعها، فقرّرت قلب صفحة والبدء بأخرى جديدة. لقائي مع الجمهور يخيفني، ويشعرني برهبة الموقف. أُعدّ نفسي اليوم أكثر نضجاً من السابق. وهذا الأمر يتبلور في أسلوبي وحبكة نصّي، وحتى في نبرة صوتي».

يوم طويل في آخر أيام عام 2024 زوّدها بالخبرة (أمل طالب)

اليوم صارت أمل طالب تُطلب بالاسم لتفتتح عرضاً لشخصية كوميدية معروفة. وفي هذا الإطار تنقّلت بين أكثر من بلد عربي وغربي؛ ومن بينها العراق وأربيل وفرنسا وأمستردام. كما ستُرافق باسم يوسف في أحد عروضه في مدينتَي هامبورغ الألمانية، وغوتنبرغ في السويد. وتطلّ مع الكوميدي نمر بونصار في حفل له في قطر.

أما في لبنان فقدّمت عرض «طالب بصيص أمل» على مسرح «بلاي بيروت». وهو من نوع «ستاند أب كوميدي»؛ تناولت فيه مواقف من حياتها بطريقة ساخرة، في حين شاركت ستيفاني غلبوني بعرض من النوع نفسه على مسرح «ديستركت 7» في بيروت.

حالياً تتوقّف أمل طالب عن المشاركة في أعمال درامية. وتوضح: «قرّرت أن أتفرّغ لبرنامجي التلفزيوني الجديد. ولدي عروض كثيرة خارج لبنان، فلا وقت للتمثيل الدرامي. أما أحدث ما نفّذتُه في هذا الإطار فهو عمل كوميدي أردني من المتوقع أن يُعرض في موسم رمضان».