رئيس الحكومة الكويتية: لن يفلت من العقاب أي فاسد

صباح الخالد أكد أن الاقتصاد بحاجة لإعادة هيكلة

TT

رئيس الحكومة الكويتية: لن يفلت من العقاب أي فاسد

تعهد رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، بالعمل على مكافحة الفساد بكلّ ضراوة، مؤكداً أنه «لن يفلت من العقاب أي فاسد مهما كان منصبه أو أسمه أو مقامه».
وقال خلال لقائه في قصر السيف أمس، جمعية الصحافيين الكويتية ورؤساء تحرير الصحف المحلية، إنه «لا يوجد أحد فوق القانون وهذا توجيه مباشر من صاحب السمو (أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد)».
وتولى الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، رئاسة الحكومة الكويتية لأول مرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، على وقع أزمة الفساد التي عصفت بحكومة سلفه الشيخ جابر المبارك الصباح، وبلغت الأزمة ذروتها بعد أن اتهم وزير الدفاع في الحكومة السابقة الشيخ ناصر صباح الأحمد، وزير الداخلية في تلك الحكومة الشيخ خالد الجراح الصباح، بتجاوزات مالية، كاشفاً عن وثائق تُظهر الاستيلاء على نحو 800 مليون دولار من صندوق لمساعدة العسكريين.
وخلال الأشهر القليلة من حكومة صباح الخالد واجهت البلاد أزمات فساد متكررة، آخرها ما أُشيع عن قضية الصندوق الماليزي، حيث تعهدت الحكومة بالتحقيق في القضية التي تُتهم فيها بنوك وشخصيات اقتصادية بالتستر على عمليات غسيل أموال كبيرة.
وتحدث صباح الخالد أمس، عن التحديات الاقتصادية التي تواجهها الكويت جراء تراجع أسعار النفط وجائحة «كورونا»، وقال إن حكومته اتخذت إجراءات قاسية، لتغليب صحة المواطنين على الاقتصاد، وقال: «استأذنت أمير البلاد في بداية الأزمة أن الوضع يقتضي اتخاذ إجراءات قاسية»، مضيفاً أن الأمير أشار إليه بأن «أرواح الناس برقبتكم»، مؤكداً أن «الحكومة وضعت تلك الجملة قيد التنفيذ».
وأكد صباح الخالد أن «اقتصاد البلد مهم لكن صحة المواطن والمقيم أهم، ونحن أمام معادلة صعبة، لذا نعمل وفق إمكانياتنا المتاحة لتضييق الهوة وتقليل الأضرار بقدر الإمكان عن طريق تمرير الحزمة الاقتصادية».
وقال إن «الوضع المالي (للكويت) ممتاز لكن اقتصاد البلد يحتاج إلى إعادة هيكلة».
وعن تراجع أسعار النفط، قال صباح الخالد: «واكب الأزمة الصحية انهيار في أسعار النفط والأسواق العالمية التي تستثمر دولة الكويت أموالها ومحافظها بها ولكن كانت لدينا مصدات امتصت ذلك نتيجة التخطيط لمواجهة أي أزمة».
وقال: «لا يمكن الاعتماد على مورد واحد ناضب وهو النفط لأن هذا الأمر صعب ويجب أن ننوّع مصادر الدخل في البلاد».
وتحدث عما سماه «الخلل» في التركيبة السكانية، وقال: «تعداد السكان بدولة الكويت 4.8 مليون نسمة يمثل الكويتيين 1.4 مليون فرد فقط أي نسبة 70% غير كويتيين... وذلك خلل كبير»، مؤكداً أن الوضع المثالي للتركيبة السكانية هو العكس تماماً ما يفرض تحدياً في المستقبل لمعالجة خلل التركيبة السكانية.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.