الصومال: مقتل 10 أشخاص بتفجير استهدف حافلة بالعاصمة

مقتل 15 على الأقل في هجوم إرهابي بشمال بوركينا فاسو

رجال الإسعاف والإغاثة يحاولون إنقاذ ضحايا انفجار الحافلة بالعاصمة مقديشو أمس (رويترز)
رجال الإسعاف والإغاثة يحاولون إنقاذ ضحايا انفجار الحافلة بالعاصمة مقديشو أمس (رويترز)
TT

الصومال: مقتل 10 أشخاص بتفجير استهدف حافلة بالعاصمة

رجال الإسعاف والإغاثة يحاولون إنقاذ ضحايا انفجار الحافلة بالعاصمة مقديشو أمس (رويترز)
رجال الإسعاف والإغاثة يحاولون إنقاذ ضحايا انفجار الحافلة بالعاصمة مقديشو أمس (رويترز)

لقي عشرة مدنيين حتفهم أمس الأحد وأصيب آخرون بجروح جراء انفجار لغم أرضي كان مزروعا على جانب طريق بحافلة صغيرة بالقرب من مستشفى حاوا عبدي في ضواحي العاصمة الصومالية مقديشو. ووفقا لوكالة الأنباء الوطنية الصومالية (صونا) فإن المدنيين الذين لقوا حتفهم كانوا يستقلون حافلة مدنية تعبر الطريق، مشيرة إلى أن معظمهم من تجار الخضار والفاكهة. وذكرت الوكالة أنه لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الانفجار، إلا أنها لفتت إلى أن «ميليشيات الشباب المتطرفة عادة ما تنفذ مثل هذه الأعمال الإجرامية الوحشية».
وفي غضون ذلك، أعلن قائد القوات البرية بالجيش الوطني الجنرال عبد الحميد محمد درر أن قوات الجيش الوطني قتلت 18 عنصرا من ميليشيات «الشباب» في عملية عسكرية في قريتي بُولو أُورُونجي وبُسلي التابعتين لمدينة جنالي في إقليم شبيلي السفلي، وذلك بعد ورود معلومات من سكان محليين حول وجود عناصر مسلحة تختبئ في المنطقة المستهدفة. إلى ذلك، قتل 15 مدنيا على الأقل مساء أول من أمس في ولاية لوروم شمال بوركينا فاسو، في هجوم نسب إلى مجموعات جهادية تنشط في المنطقة، وفق بيان للحكومة أول من أمس. وأورد البيان الذي وقعه وزير الاتصال في 29 مايو (أيار)، تعرض قافلة تجار لهجوم شنته مجموعات إرهابية مسلحة بين مدينتي دوغوما وإنغانيه. الحصيلة غير النهائية هي 15 قتيلا وجرحى ومفقودون وأضرار مادية جسيمة. وأضاف الوزير «تم نشر تعزيزات عسكرية إضافة الى القيام بعمليات تمشيط». وقال أحد سكان مدينة تيتاو لوكالة الصحافة الفرنسية إن الضحايا هم تجار كانوا عائدين من تيتاو (التي تبعد حوالى 160 كلم شمال واغادوغو) حين اعترض مسلحون قافلتهم، موضحا أن «الهجوم وقع قرابة الساعة 17:00 بالتوقيتين المحلي والعالمي». وأضاف أن عناصر في قوة محلية للدفاع الذاتي «كانت تواكب الشاحنات» وثمة ضحايا بين هؤلاء، لافتا إلى أن «أربع نساء على الاقل هن بين القتلى وتم إحراق شاحنتين». وفي يناير (كانون الثاني)، قتل تسعة تجار وأحرقت آلية في هجوم بالمنطقة نفسها. وشمال بوركينا فاسو هو الأكثر تعرضا لهجمات الجهاديين التي أسفرت منذ خمسة أعوام عن أكثر من 900 قتيل وتسببت بنزوح 860 ألف شخص. ولم تتمكن قوات الأمن في بوركينا من التصدي للعنف الجهادي رغم مساعدة قوات أجنبية تتقدمها فرنسا الموجودة في منطقة الساحل عبر 5100 جندي في إطار عملية برخان ضد المتطرفين. وفي ممباسا (كينيا) لقي طفلان حتفهما في تبادل لإطلاق النار مع عنصر مشتبه بانتمائه لجماعة الشباب الصومالية المسلحة في منطقة كوالي، التي تقع على مسافة 28 كيلومترا جنوب مدينة مومباسا، ثاني أكبر المدن الكينية، في وقت متأخر أول من أمس. وقال جوزيف نتينجي، قائد شرطة منطقة كوالي: «في الوقت الذي كان يستعد فيه رجال الشرطة لقضاء وقت الراحة، فتح المشتبه به الباب فجأة وألقى بقنبلة في اتجاههم، مما أسفر عن إصابة طفيفة لأحدهم». ولم تفصح الشرطة عن تفاصيل بشأن كيفية مقتل الطفلين، أو عمريهما. وقالت الشرطة إن ثلاثة أطفال آخرين وزوجة المشتبه به، التي كانت حبلى، أصيبوا خلال تبادل إطلاق النار. ولقي المشتبه به حتفه في الحادث، وتم اعتقال اثنين مشتبه بهما آخرين.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.