محمد بن راشد: دخلنا مرحلة الحياة الاقتصادية التدريجية... وكل شخص سيكون مسؤولاً

قال إن الحكومة الإماراتية عملت عن بعد بكفاءة عالية

الشيخ محمد بن راشد يجتمع عن بعد مع أعضاء مجلس الوزراء الإماراتي أمس (وام)
الشيخ محمد بن راشد يجتمع عن بعد مع أعضاء مجلس الوزراء الإماراتي أمس (وام)
TT

محمد بن راشد: دخلنا مرحلة الحياة الاقتصادية التدريجية... وكل شخص سيكون مسؤولاً

الشيخ محمد بن راشد يجتمع عن بعد مع أعضاء مجلس الوزراء الإماراتي أمس (وام)
الشيخ محمد بن راشد يجتمع عن بعد مع أعضاء مجلس الوزراء الإماراتي أمس (وام)

قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن بلاده دخلت مرحلة جديدة، وهي مرحلة عودة الحياة الاقتصادية التدريجية، مشيراً إلى أن كل شخص في هذه المرحلة مسؤول، وكل المؤسسات والقطاعات مشاركة في حماية أفرادها.
وأضاف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن الصحة ستبقى أولوية ومسؤولية، وأن إرجاع عجلة الاقتصاد استراتيجية وضرورية، موضحاً أن حكومة بلاده عملت بكفاءة عالية خلال الأشهر الماضية عن بعد ولم تتوقف، واستكملت أعمالها، أمس، من الميدان، ويعود الموظفون لمواصلة الإنجاز، مشيراً إلى أن الإمارات مستمرة في عملها لخدمة الجميع، وتواصل جهودها لتحقيق رؤيتها نحو المئوية، وأن تكون من أفضل دول العالم.
وقال الشيخ محمد بن راشد خلال اجتماع مجلس الوزراء، الذي عقد بتقنية الاتصال المرئي «عن بعد» أمس، «اطلعنا على إجراءات الجهات لعودة واستمرارية الأعمال، وآليات عملهم خلال الفترة القادمة. صحة الموظفين والمتعاملين على رأس الأولويات، وجهنا المسؤولين بتوفير كل سبل السلامة والوقاية وتوفير البيئة الصحية لسلامة الجميع».
وأكد: «الإمارات مستمرة، وفرق العمل مطلوب منها العمل بطريقة أكثر مرونة، وشمولية، وأكثر استجابة لمتغيرات يومية متسارعة». وقال مخاطباً الوزراء: «ما مضى خلال الأشهر الماضية علمنا أن نكون أقوى ونتعلم، ولدينا نقاط تحسين سنطورها، والقادم سيكون للأفضل، ونتائج اجتماعات حكومة الإمارات الأخيرة محل تطبيق ووجهنا الجهات ببدء تنفيذ رؤيتنا لما بعد (كوفيد - 19)».
وضمن أجندة الاجتماع، اعتمد مجلس الوزراء خلال جلسته عدداً من القرارات والمبادرات، حيث تم اعتماد سياسة توعية الشباب حول أساسيات بناء المسكن، وفي الشؤون التنظيمية، وجه المجلس بدراسة ملف الخدمات الحكومية وملف الخدمات القضائية، وتشكيل فريق لتحسين الخدمات الحكومية وتعزيز الجهود للوصول إلى خدمات إلكترونية متكاملة، كما وجه المجلس بدراسة ملف الثقافة المجتمعية في ضوء تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد.
وجاء حديث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في وقت بدأت فيه الإمارات بالعودة تدريجياً إلى العمل في الكثير من القطاعات بشكل تدريجي، وسط إجراءات مشددة لإجراءات التدابير الوقائية لاحتواء فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19).
في شأن آخر، أكد سعيد الطاير العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، ارتفاع نسبة الطاقة النظيفة ضمن مزيج الطاقة إلى نحو 9 في المائة، لتتخطى بذلك النسبة الموضوعة في استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، التي تهدف إلى إنتاج 7 في المائة من الطاقة في دبي من مصادر نظيفة بحلول عام 2020 و75 في المائة بحلول عام 2050.
وقال الطاير، إن القدرة الإنتاجية الإجمالية للهيئة تبلغ حالياً 11.7 ألف ميغاواط من الكهرباء، منها 1013 ميغاواط بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، مشيراً إلى أن إجمالي قدرة المشروعات قيد التنفيذ في المجمع تصل إلى 1850 ميغاواط بتقنيتي الألواح الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة؛ مع مراحل أخرى مستقبلية للوصول إلى 5 آلاف ميغاواط بحلول عام 2030.
وأشار إلى التوقيع مؤخراً على اتفاقية شراء الطاقة للمرحلة الخامسة من المجمع بقدرة 900 ميغاواط مع الائتلاف الذي تقوده شركة «أكوا باور» السعودية ومؤسسة الخليج للاستثمار باستثمارات تزيد عن 2 مليار درهم (544 مليون دولار).



هل تنجح خطة ترمب لخفض قيمة الدولار؟

ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
TT

هل تنجح خطة ترمب لخفض قيمة الدولار؟

ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)

يرى المستثمرون أن خطة دونالد ترمب لخفض قيمة الدولار إذا فاز في الانتخابات الأميركية «من غير المرجح للغاية» أن تنجح حيث سيجري تقويضها من خلال سياسات مثل التعريفات الجمركية وتخفيضات الضرائب.

في الأسابيع الأخيرة، تحدث الرئيس السابق وزميله في الترشح، جيه دي فانس، عن فوائد إضعاف العملة لتعزيز التصنيع في البلاد وخفض العجز التجاري.

لكنَّ الاستراتيجيين يُحذرون من أن خطط خفض قيمة الدولار ستكون مكلِّفة وقصيرة الأجل، في حين أن السياسات الشعبوية مثل الرسوم الجمركية على السلع الخارجية من شأنها أن تعاكس تأثيرها، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

أوراق نقدية بالدولار الأميركي (د.ب.أ)

وقال مدير صندوق في «إدموند دي روتشيلد» مايكل نيزارد: «هناك تناقض كبير في السوق اليوم - كان ترمب صريحاً بشأن خفض قيمة الدولار ولكن سياساته يجب أن تدعم العملة، على الأقل في الأمد القريب».

كان ترمب قد قال في مقابلة مع «بلومبرغ» الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة لديها «مشكلة عملة كبيرة» فرضت «عبئاً هائلاً» على الشركات المصنعة التي تبيع السلع في الخارج.

وتتركز رؤية فانس لأميركا، التي وضعها في خطابه في المؤتمر الوطني الجمهوري الأسبوع الماضي، أيضاً على ضعف الدولار -إعادة بناء التصنيع الأميركي على البر والتراجع عن بعض العولمة في العقود الماضية.

وتأتي دعوات ترمب لإضعاف العملة في الوقت الذي ارتفع فيه الدولار، على الرغم من الانخفاض الأخير، بنسبة 15 في المائة مقابل سلة من العملات منذ تولى الرئيس جو بايدن، منصبه في يناير (كانون الثاني) 2021، والعجز التجاري الأميركي أكبر بمقدار الثلث مقارنةً بعام 2019 وبلغ 773 مليار دولار العام الماضي. ويرجع ذلك أيضاً إلى قوة الاقتصاد الأميركي ووصول أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها في 23 عاماً.

وقال رئيس استراتيجية العملات الأجنبية لمجموعة العشرة في «يو بي إس» شهاب غالينوس، إنه لا توجد طريق واضحة للرئيس لاتخاذها لخفض قيمة العملة. وقال: «المشكلة الأساسية هي أنه لا يوجد شعور بأن الدولار الأميركي مُبالَغ في قيمته».

إن العقبة الكبيرة التي يواجهها ترمب وفانس في محاولتهما لإضعاف العملة هي أن سياساتهما الأخرى قد تدعم الدولار، وفق «فاينانشيال تايمز». وقال ترمب إنه يريد فرض تعريفة جمركية بنسبة 60 في المائة على الواردات الصينية ورسوم بنسبة 10 في المائة على الواردات من بقية العالم إذا عاد إلى البيت الأبيض.

مبنى بورصة نيويورك (أ.ب)

ويقول الاستراتيجيون إن هذا يفرض عبئاً أكبر على العملات خارج الولايات المتحدة، حيث التجارة عبر الحدود أكبر نسبياً لحجم الاقتصاد.

وهذا يشير إلى أن التعريفات الجمركية المرتفعة من شأنها أن تُلحق مزيداً من الضرر بالاقتصادات غير الأميركية، وتحدّ من نموها وتُضعف عملاتها. في الأسبوع الماضي، أوضحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، أن التعريفات الجمركية من المرجح أن تدفع البنك المركزي الأوروبي نحو خفض أسعار الفائدة وإضعاف اليورو.

وقد تؤدي التعريفات الجمركية أيضاً إلى زيادة التكاليف المحلية، مما يدفع التضخم إلى الارتفاع ويُبقي أسعار الفائدة مرتفعة. وفي حين يصعب التنبؤ بالتأثير، قدّر رئيس أبحاث العملات الأجنبية لمجموعة العشرة في «ستاندرد تشارترد» ستيف إنغلاندر، أن اقتراح ترمب للتعريفات الجمركية قد يرفع الأسعار بنسبة 1.8 في المائة على مدى عامين، في غياب تأثيرات الجولة الثانية.

وقال رئيس النقد الأجنبي العالمي في «مورغان ستانلي» جيمس لورد: «ستؤدي التعريفات الجمركية، إذا كان كل شيء آخر متساوياً، إلى زيادة قوة الدولار، خصوصاً إذا أدى الانتقام من الشركاء التجاريين في شكل تعريفات جمركية إلى زيادة مخاطر النمو الإضافية للاقتصاد العالمي».

كما قال ترمب إنه سيمدد التخفيضات الضريبية التي من المقرر أن تنتهي العام المقبل، ولمّح إلى مزيد من التخفيضات الضريبية التي قد تضيف ضغوطاً إلى العجز المالي الهائل في الولايات المتحدة وتبطئ وتيرة دورة خفض أسعار الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي.

لكنَّ الاستراتيجيين يُحذّرون أيضاً من أن خيارات ترمب الأخرى لخفض قيمة الدولار محدودة بسبب الاضطرابات التي قد تشعر بها الأسواق العالمية.

لم تتم محاولة خفض قيمة الدولار منذ اتفاق بلازا في عام 1985، الذي حقق بعض النجاح ولكنه كان مدعوماً بانخفاض أسعار الفائدة الأميركية.

يمكن لترمب أن يضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، حتى لو لم يكن تآكل استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي سياسةً رسميةً لحملته... ومع ذلك، من المرجح أن يثير هذا قلق الأسواق.

وحسب رئيس أبحاث النقد الأجنبي في «دويتشه بنك» جورج سارافيلوس، فإن الدولار يجب أن ينخفض ​​بنسبة تصل إلى 40 في المائة لإغلاق العجز التجاري الأميركي.

وقال استراتيجي أسعار الفائدة العالمية في «كولومبيا ثريدنيدل» إدوارد الحسيني: «إن تكلفة الاضطراب هائلة للغاية... السوق هنا ستكون قوة موازنة قوية»، مضيفاً أن أي تدخل لإضعاف الدولار «غير مرجح للغاية».

كان أحد المقترحات لإضعاف العملة هو أن تستخدم الولايات المتحدة صندوق تثبيت سعر الصرف التابع لوزارة الخزانة. ومع ذلك، فإن الصندوق لديه نحو 200 مليار دولار من الأصول لشراء العملات الأجنبية، التي يخشى المحللون أن تنفد قريباً.

وقد يواجه ترمب وفانس مشكلات مع ناخبيهما. وقال غالينوس: «الطريقة الأكثر وضوحاً لحدوث هذا التخفيض في القيمة هي أن تفقد الولايات المتحدة استثنائيتها الاقتصادية. لكنَّ الدولار يظل عملة الاحتياطي العالمي وملاذاً في أوقات الاضطرابات الاقتصادية. ومن بين تعهدات الحزب الجمهوري لعام 2024 الحفاظ على الدولار الأميركي عملةً احتياطية عالمية».